أكدت مصادر “القوات اللبنانية” لصحيفة “الجمهورية” تمسّكها باقتراح الوزير جبران باسيل الأخير ورفضها النسبية الكاملة والتمديد للمجلس النيابي في حال لم يقترن بالاتفاق على قانون انتخاب جديد، “لأنّ التمديد من دون الاتفاق على قانون بحجّة تلافي الفراغ يفتح الباب أمام تمديد جديد بعد ستة أشهر، وبالتالي ننتقل من تمديد إلى تمديد الى حين الموافقة على شروط “حزب الله” بتبنّي القانون الذي يحقق أهدافه بوَضع اليد على لبنان، الأمر الذي لن يتحقق، وإذا كان يعتقد الحزب انّ بإمكانه إسقاط المسار الرئاسي على المسار الانتخابي، فهو مخطئ او يتجاهل انّ من أوصل العماد ميشال عون إلى القصر الجمهوري هو عون نفسه بالدرجة الأولى من خلال تَموضعه الوطني على مسافة واحدة من الجميع، ومن ثم ترشيح الدكتور سمير جعجع له والذي فتح الباب أمام ترشيحه من قبل الرئيس سعد الحريري، فيما المسار الانتخابي مختلف تماماً ويتعلق بعون وجعجع معاً وحرصهما على تصحيح الخلل الوطني وإقفال «الطائف السوري» الذي ضرب التوازنات الوطنية والدستور والميثاق لتأبيد وجوده في لبنان».
وقالت هذه المصادر «انّ تلويح رئيس الجمهورية بالفراغ كان من أجل الحضّ على توليد قانون جديد، وليس الذهاب إلى الفراغ من أجل الفراغ، ولكن لا يجوز في المقابل أخذ البلد إلى التمديد بحجة تجنّب الفراغ وتخيير اللبنانيين بين النسبية الكاملة او التمديد، فالنسبية الكاملة مرفوضة لأنّ الهدف منها تحكيم العدد بمصير البلد، وذلك خلافاً لاتفاق الطائف والدستور والميثاق، فيما الهدف من التمديد إحباط عهد الرئيس عون ووضعه أمام خيار التسليم بشروطه او تعطيل البلد».
وأضافت: «يخطئ كل من يعتقد انّ التمديد سيُجنّب لبنان أزمة وطنية، وتداعيات تلك الأزمة ستكون على الجميع، واللعب الى حافة الهاوية سيعرّض أصحابه والبلد للسقوط في الهاوية».
الى ذلك، أكد مصدر في القوات اللبنانية أنه في ظل اصرار “حزب الله” على النسبية الكاملة، فالامور ستبقى من دون حل، والازمة قائمة، لكن التطور الجديد يتمثل بموقف الرئيس بري الذي اعاد احياء المختلط بعدما جمده وهذا مؤشر ايجابي بأن الثنائية الشيعية مستعدة للبحث عن تسوية انتخابية، لكون بري لا يمكن ان يتحدث بالمختلط من دون التنسيق مع حزب الله المتمسك بالنسبية الكاملة.
اضاف لصحيفة الديار ان موقف القوات بات واضحا وحاسما لجهة رفض النسبية الكاملة، في الدائرة الواحدة او الدوائر الـ5، او 15 دائرة، والنسبية الكاملة تتناقض مع الميثاق اللبناني والفكر اللبناني والعيش المشترك.
واكد ان القوات متمسكة بالمختلط الذي يتزاوج بين الاكثري والنسبي مجددا التشديد على اتفاق القوات مع التيار على قانون الوزير باسيل الاخير الذي يعكس التمثيل الصحيح ويكون مقدمة للانطلاق الى نظام المجلسين.
وجزم المصدر القواتي بان القوات اللبنانية ترفض التمديد للمجلس من دون الاتفاق المسبق على قانون الانتخاب والخوف من ان يتحول التمديد الاول الى ثان وثالث من اجل ان تسلم بقرار حزب الله بالنسبية الكاملة.
واعتبر المصدر أن طرح المختلط من قبل الرئيس بري قد يشكل مساحة مشتركة لكننا نرفض مختلط السير بالصوت التفضيلي لانه صوت عددي ووجه اخر للنسبية الكاملة.
وكشف عن وجود ازمة حقيقية مع بدء العد العكسي لانهاء ولاية المجلس ولا بد من العمل جميعاً لانجاز القانون الافضل، والعمل على منع حزب الله من فرض قانونه من اجل الامساك بكل مفاصل الدولة.
وجدد القول ان النسبية الكاملة تنهي المسيحيين. واذا وافقنا عليه، كأننا نطلق النار على انفسنا، وهي تعيدنا الى مرحلة اسوأ من مرحلة ما بعد 1992. ولذلك الامور معقدة وتراهن على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
ونحن في تحالف مع التيار الوطني الحر، وموقف الوزير باسيل ممتاز جداً، ولن يتراجع عن حقوق المسيحيين واللبنانيين، معلنا تأييد القوات لخيار التصويت على القانون في الحكومة والمجلس النيابي وهذا ما يرفضه الرئيس بري.
وحذر من الاوضاع الصعبة ولننتظر الايام المقبلة من دون وجود اي مخرج للازمة حتى الان.