تقول مصادر سياسية مقربة من 8 آذار عليمة بالحركة الجارية على صعيد قانون الانتخاب، للوكالة “المركزية”، انّ “حزب الله” أبلغ رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في الايام القليلة الماضية أنّه تماماً كما التزم ايصال حليفه العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وسار بخياره هذا حتى النهاية، فانّه اليوم لن يخذل حلفاءه الذين يفضّلون اعتماد النسبية الكاملة، وسيقف الى جانبهم بالشراسة والصلابة نفسها التي وقف فيها الى جانب “التيار” إبان الاستحقاق الرئاسي، مذكرا اياه بعدم دعمه ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية رغم حظوظه الرئاسية المرتفعة.
وفي حين أكد لباسيل أنّ “الحزب” غير معني بتحالفات التيار الوطني الجديدة ولا بالاسباب التي دفعته الى التخلي عن مساندته المطلقة للنسبية الشاملة في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية، جزمت الضاحية بأنّنا “سنكون أوفياء لحلفائنا اليوم كما كنا أوفياء لكم رئاسيا أمس”.
وهنا، تشرح المصادر انّ النسبية الكاملة ناهيك بكونها خيار “الحزب” الانتخابي الاول، فهي ايضا الصيغة الفضلى لعدد لا بأس به من القوى السياسية التي تدور في فلك 8 آذار، كاشفة في السياق عن اجتماعات كثيرة عقدت بعيدا من الاضواء في الأسابيع الماضية بين نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وكل من النائب فرنجية ورئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد وئام وهاب والحزب السوري القومي الاجتماعي اضافة الى عدد من الشخصيات كالنائب السابق عبد الرحيم مراد وفيصل الداوود وجهاد الصمد، سمع خلالها “الحزب” موقفا مشتركا من حلفائه طالبوه فيه بالسير قدما بالنسبية المطلقة في الانتخابات المنتظرة مع الاستعداد للبحث في حجم الدوائر، كون الخيار هذا يساعد في عدم اقصاء او تهميش أي طرف سياسي.
غير انّ أوساطا سياسية مسيحية موالية ترى عبر “المركزية”، أنّ أسباب تمسك “الحزب” بالنسبية، كثيرة، وهي تتخطى تحقيق رغبة حلفائه. فهذه الصيغة تتيح له شرذمة التكتلات السياسية، اذ تحجّم الحصة النيابية التي يمكن ان ينالها تحالف التيار الوطني – القوات اللبنانية، وتلك التي يمكن ان تذهب لصالح تيار المستقبل، اذ تعزز حظوظ الشخصيات المستقلة والاحزاب الصغيرة التي تغرّد خارج سرب الثنائي المسيحي او التيار الازرق، ببلوغ الندوة البرلمانية. في المقابل، فانّ “البلوك” الوحيد الذي لن “تشظّيه” النسبية، إلا في شكل “رمزي”، هو بلوك ثنائي “حزب الله” – “حركة أمل” الذي سيحافظ على حجمه النيابي مهما كان شكل القانون، وقد تضاف اليه بفضل “النسبية”، شخصيات مؤيدة لخط “الممانعة” من خارج البيئة الشيعية ما يسمح للثنائي بقيادة جبهة سياسية عابرة للطوائف، تضيف المصادر، ليكون “الحزب” بذلك قطع الطريق على احتمال تحقيق تحالف “ثلاثي العهد” اي “التيار” و”القوات” و”المستقبل” “سكورا” نيابيا مريحا، من خلال القانون “المختلط”، يمكن ان يسمح له بالتحكم بالقرارات الداخلية.