Site icon IMLebanon

إسرائيل وحزب الله… نحو حرب مدمرة في الشرق الأوسط!

أعرب الكاتب البريطاني نيكولاس نو، مؤلف كتاب: “صوت حزب الله: تصريحات السيد حسن نصرالله”، عن مخاوفه من أن يتحول التوتر المتصاعد بين إسرائيل و”حزب الله” إلى حرب جديدة مدمرة في الشرق الأوسط.

الكاتب وفي مقال نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية وأشار إلى ما أعلنه السياسيون الإسرائيليون والقادة العسكريون أخيرًا للجمهور الإسرائيلي، وأعداء البلاد،  بأنهم نجحوا في تأمين المجال الجوي للبلاد بنجاح بنظام دفاع مضاد للصواريخ أكثر تطورًا من أي وقت مضى، وهو الإعلان الذي أحدث ضجة كبيرة بحسب ما ذكر الكاتب.

وقال الكاتب إن الصواريخ بعيدة المدى السورية أو الإيرانية سيُتعامل معها بالأساس من قبل نظام Arrow المدعوم من الولايات المتحدة على ارتفاعات عالية. فيما ستتولى منظومة مقلاع داوود، وهي منظومة دفاع جوي صاروخي إسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة وتنتجها شركة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة، ستتولى مهمة التعامل مع الصواريخ الصغيرة والدقيقة للغاية التي يمتلكها “حزب الله” في لبنان أو سوريا، في حين سيستمر التعامل مع الطائرات من دون طيار والمدفعية والصواريخ الصغيرة من قبل نظام القبة الحديدية المدعوم أيضًا من الولايات المتحدة.

يذكر أنه في منتصف شهر آذار الماضي، شهد نظام الصواريخ الجديد Arrow 3 أول استخدام له بنجاح، حيث أسقط النظام الدفاعي صاروخًا سوريًا أطلق نحو اسرائيل ردًا على هجوم اسرائيلي آخر من قبل سلاح الجو داخل سوريا، تردد أنه كان يستهدف مراكز “حزب الله”.

بحسب الكاتب، فإن هذا التصعيد غير المسبوق في المواجهة العسكرية في سوريا يثير مخاوف كبيرة من أن أجواء الحرب باتت تخيم على “حزب الله” وإسرائيل على نحو متزايد، بعد 11 عامًا من جولة الحرب الأخيرة من القتال، التي تركت كلا الجانبين يعاني من خسائر فادحة ويترقب مرحلة الاشتباك النهائي.

وقال الكاتب: “خلال 13 عامًا من متابعة ومشاهدة هذين المعارضين اللدودين، لم أر أبدًا مثل هذه الدرجة العالية من القلق بين النخبة السياسية في لبنان بأن الحرب قادمة”.

ورأى الكاتب أن هذه اللحظة العنيفة وغير المستقرة بشكل لا يصدق في الجغرافيا السياسية، تقوض العناصر الأساسية التي أبقت إسرائيل وحزب الله بعيدًا عن تجاوز الخطوط الحمراء لبعضهما البعض: الخوف، أو بالأحرى توازن الرعب القائم على الاعتقاد بأن الصراع المقبل سيكون مدمرًا لجميع الأطراف.

وأوضح الكاتب أنه عندما تندلع الحرب القادمة، فإن إسرائيل لن تكون فقط في وضع جيد للدفاع عن نفسها ضد السلاح الرئيسي لحزب الله، صواريخ تطلق ضد الأهداف العسكرية والمدنية، ولكنها سوف تقوم أيضًا بتفجير غير محدود لجميع البنى التحتية اللبنانية والسكان المدنيين الداعمين، وضمان أن يتحول المواطنين اللبنانيين الآخرين عن “حزب الله” اللبناني نتيجة لذلك.

وقال الكاتب إن حزب الله وحلفاءهم ربما يعتقدون أن الإسرائيليين لا يجانبهم الصواب في هذا الشأن لعدة أسباب.

أولًا: من شأن التفجير العنيف لكل لبنان أن يخلف على الأرجح المزيد من التضامن بين اللبنانيين، بدلًا من مواجهة “حزب الله” بطريقة أو بأخرى من قبل مزيج من مجموعات غير مجهزة.

ثانيًا: يعتقد حزب الله أنه يختلف عن منظمة التحرير الفلسطينية، التي طُردت من لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي المدمر في صيف عام 1982.

ثالثًا: يبدو أن حزب الله وشركائه الرئيسيين يعتقدون أن مرافق إسرائيل النووية والكيميائية، وحتى منظمة الصواريخ الجديدة، ليست قوية بما فيه الكفاية ويمكن التغلب عليها بسهولة.

وأضاف الكاتب إنه وفي حين تنتاب القادة الإسرائيليين ثقة مفرطة على ما يبدو من أن الطوائف اللبنانية الأخرى سوف تتحول بسرعة عن “حزب الله” إذا تضررت بشدة بما فيه الكفاية، فإن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وغيره من قادة حزب الله الرئيسيين يؤمنون بشدة بفكرة أن الإسرائيليين أصبحوا شعبًا ناعمًا محميًا من قبل جيش ناعم لن يكون قادرًا على تحمل التفكك الجماعي الناتج عن الضربات البرية والبحرية والجوية لحزب الله.

تابع الكاتب بقوله إن جوهر المشكلة مع كل هذه الافتراضات غير الدقيقة في معظمها، هي أنها توفر وقودًا لإشعال جذوة التوتر الواضح الآن بشكل كامل في جنوب سوريا والجولان المحتل.

ورجح الكاتب أن يستمر حزب الله وإيران في متابعة هذا النوع من البنية التحتية العسكرية تحت الأرض في جنوب سوريا، كما هو الحال في جنوب لبنان، ومؤخرًا في مناطق أخرى من لبنان وسوريا. وبالنسبة للإسرائيليين، يجري وصف هذه النشاطات باعتبارها خطًا أحمر وجوديًا.

ليس من المستغرب إذن، بحسب الكاتب، أن تتسع وتيرة ونطاق الضربات الإسرائيلية في الأسابيع والأشهر الأخيرة.

وبينما تتسارع وتيرة هذه الديناميات، فإن كلًا من حزب الله وإسرائيل يمكن أن يزعم أنه كان يتصرف بشكل دفاعي في حال اندلع صراع كبير في سوريا أو في لبنان. من جهة، ستقول إسرائيل إنها اضطرت إلى استباق التهديد الإرهابي المتزايد على حدودها، بينما سيقول حزب الله وحلفاؤه بأنهم تعرضوا لهجوم بشكل غير قانوني وكانت ردة فعلهم من أجل الحفاظ على توازن الرعب.

وقال الكاتب إن القضية الأكثر إشكالية في هذا الصدد هي أن إيران وحزب الله لديهم مخاوف من أن تتوصل إدارة «ترامب» وروسيا وسوريا إلى اتفاق في الفترة المقبلة للتعامل مع الثنائي الشيعي. ومع ذلك، فإن أي محاولة لتهميش ايران وحزب الله في سوريا ربما تثير رد فعل مضاد قوي، الذي يمكن أن يؤدي إلى حرب أوسع.

     على أقل تقدير، ترى الإدارة الأمريكية الجديدة إيران باعتبارها العدو الاستراتيجي الرئيسي في المنطقة. وقد أشارت بالفعل إلى أنها سوف تتبنى سياسة أكثر عدوانية ومواجهة، في تناقض حاد مع الإدارة الأمريكية السابقة.

على هذا النحو، فقد بدأ البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي في التحول بعيدًا عن الاتفاق النووي، الذي توصلوا إليه في 2015 مع طهران، فيما تؤكد الإدارة أنه سيكون هناك دعم أمريكي غير مسبوق لإسرائيل في حال وجود أي نزاع، بغض النظر عمن سينظر إليه على أنه كان «البادئ» أو كيف ستندلع مثل هذه الحرب.

وأخيرًا تساءل الكاتب بقوله: هل يمكن أن يُفعل أي شيء لمنع هذا التصعيد المتوتر؟

وأجاب الكاتب بقوله إنه لا يبدو أن أيًا من القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، قد تتدخل بسرعة وبذكاء لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع في هذا الجزء من العالم، ناهيك عن المسببات المباشرة للحرب الشامية جديدة. يمكن للمرء فقط أن ينتظر ويأمل أن جميع الأطراف في الشرق الأوسط تدرك ببساطة أن الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحمل المزيد من التدمير وسفك الدماء.