أرسل المجتمع المدني في عين دارة كتاباً مفتوحاً إلى غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وجاء فيه: “بينَ البُنوّةِ و النُبوّة إنبثقَ الراعي الصالح ، و على قِلاعِ العقيدتين تأجَجَتِ النُبوءةُ، و حَدَثَ العِناقُ المُتوّجُ عبرَ الأزْمِنَة الغابرة في سياقِ الخطِّ المُستقيم غَلَتِ الرعية، عَلَتْها صورةُ ذاكَ الراعي الصالح ، التي تَصَدّرَت شؤونُ رعيتهِ أولوياتهِ ، تطلّعاتهِ، ومسلّماتهِ خيطٌ رفيع من الحسِّ والمسؤولية و اليَقَظَة أقوى من سلاسلِ الحديد يشدُّ الراعي الى رعيتهِ التي تُكَرّسُهُ قائداً لها.. رافعاً لأرتالِ الظُلمِ عنها و حاجِباً لضبابِ المجهول إن دَنا من مصالِحِها واعتباراتها.
بطريركُنا، بطريركُ أنطاكيا و سائرِ المشرق الذي أُعطيَ له مجد لبنان، وسُلِّمَ لعنايتهِ بعد خالقهِ كي يصونَ جوهَرَهُ ودستورَهُ ويعزّز استمراريتهُ حيثُ الجبالُ الشامخة لا المهشّمة، والبيئةُ العَطِرَة لا الملوثة فيزهو لبنان الأخضر لا الأسود المنبعث منه دخانُ معاملِ الإسمنت المؤدّي الى امراضٍ سامّة تفتكُ بالأرواح التي لا ذنبَ لها سوى أنها رخيصة و مُرقّمة دون حمايةٍ حضارية و التزام رفيع ومتطرّف من كَنَفِ مسؤوليها وقبضةٍ فولاذية من راعيها.
مَن قرأ حياةَ السيد المسيح، أيقنَ عطاءهُ الجبّار، و هَمَسات محبّتهِ للبسطاء والفقراءقاسَمَهُم همومهم، وحمَلَ شجونهم ، عايشهم الفَرَح والحزن لآخرِ رَمَق.. أسكَنَهُم حناياه وبذَلَ نفسه من أجلهم.
تصدّروا عناوينَ رحلتهِ الأرضية ووثّقَهُم ضمن تعاليمهِ السماوية ووصاياه المقدّسة وتقيداً بمباديء المسيح وعِظاتهِ وُجِبَ على الراعي أن يسير مؤتَمَناً على صيانة القوانين التي تُبدِّدُ الظلمَ فتحولُ دُونَ ممارسته على رعيتهِ وهَدْرِ حقوقها أو حتى المسِّ بها.
أهالي عين داره نحن قصّتُنا مع القانون موثوقٌ بها لا نُريدهُ فحسب بل نهواهُ، ونبغي دوماً التدفقَ في موجاتهِ و الإنصهارَ في مواثيقهِ ولا امريءٍ قادرٌ أن يُعيّرنا بما هو معيارنا عبر السنين والعقود والمواقع والمواقف.
القانونُ ليسَ سوطاً يُضرَبُ به المواطن القانون صوتُ المواطن سُنَّ لحمايته وتنظيمِ شؤونهِ وإيصالِ حقّهِ نَحنُ في وطنٍ كلنا يعرفُ فيه كيف يُمارَسُ القانون و وفقاً لأية استنساباتٍ شخصية فقانون المصالح يحكُمُ القانون و يسوده والموارنة معروفون عبر العصور بنُصرَتهم للحق وبتأييدهم الصارخ للقانون وتصاريحكم يا غِبطة البطريرك أكبرُ شاهدٍ على ما نقوله و ننطقُ به.
من غيرِ الجائزِ و المقبول أن يُنتَهَكَ القانون باسم القانون القوانين في العالم صيغَت لصونِ الحقِّ لا لسَحقهِ لتَسَلُّقِ العدالةِ لا لضربها.
غِبطة البطريرك
نستودِعُكُم تلكَ الأدعية التي تنبضُ في جوفِ قلوبنا، و نأملُ من غبطتكم محوَ ما يجري في سماءِ ظنوننا من سُحُبٍ عابرة حيثُ لا يقوى أحدٌ على الإطاحةِ بأرضنا وأحلامنا.
غِبطة البطريرك
نناشدُ غبطتكم بما تحلّيتم به من سُلطةٍ و إدراك و حكمةٍ و حرصٍ و نُضجٍ على مُستوىً تاريخي أن ترفضوا رَفضاً قاطعاً لا هوادةَ فيه و كما فَعَل رجالُ الأكليروس في زحلة ، معملَ الموت الذي يُزمع السيد بيار فتّوش إقامته على أرضِنا قَبْلَ أن تفقدوا رعيتكم و تصبحون راعياً بدون رعية.
نتوقُ لسماعِ كلِمتكم الحاسمة و الأخيرة وكما قَالَ الرئيسُ الشهيد رفيق الحريري بعدَ لقائه غِبطة البطريرك الطيب الذكر مار نصرالله بطرس صفير :
“كلامُ البطريرك …. بطريركُ الكلام. “