كتبت دموع الأسمر في صحيفة “الديار”:
مساء امس سرت في طرابلس شائعات عن احتمال لجوء الارهابي الفار شادي مولوي الى طرابلس اثر احتدام المعارك في عين الحلوة وقد انتشرت اخباره كالنار في الهشيم حيث عاد الطرابلسيون بذاكرتهم الى يوم كان المولوي في احياء طرابلس ينشئ امارته الارهابية قبل ان ينفذ الجيش اللبناني خطته الامنية وينقذ المدينة من براثن الارهاب التكفيري.
بعد شيوع هذه الاخبار سارع الجيش اللبناني الى تعزيز اجراءاته العسكرية مع تنفيذ مداهمات واسعة في الاماكن التي يحتمل ان يلجأ اليها المولوي، ورغم ان انتشار هذه الاخبار بقي في اطار الشائعات الا ان الخوف والقلق من عودة المولوي الى طرابلس اثار الرعب في نفوس المواطنين خصوصا ان مخيم عين الحلوة الذي تحول الى مأوى للمولوي وللارهابيين التكفيريين لم يعد اليوم كذلك في ظل ما يشهده من معارك حامية الوطيس بين القوة الفلسطينية المشتركة والموحدة ومجموعة بلال بدر الارهابية.
كثر من اهالي طرابلس يستذكرون المرحلة التي عاشها اهالي المدينة بسبب ما مارسه شادي المولوي وعناصرمجموعته من ارهاب بحق المواطنين العزل، حتى الجيش اللبناني لم يسلم من سلاحهم الغادر والمعارك التي قادها المولوي في الاسواق الداخلية وما اسفرت عن دمار وخراب اضافة الى الضحايا الذين سقطوا برصاص المولوي وعناصره.
على الرغم من اجتثاث الجيش والقوى الامنية كافة لهذه الحـالة الشـاذة التي عـاثت فسـادا وتخريبـا ودمارا في المدينة ورغم القضاء على مجموعة المولوي بحيث من قضى منهم قتيلا كأسامة منصور واخرون زجوا في السجون الا ان الطرابلسيين لا يستسيغون حتى شائعة عودة المولوي الى طرابلس، فحسب المراقبين ان المولوي طالما بقي طليقا ففكرة اعادة تشكيل فصـيل مسلح جديد واردة طـالما ان هنـاك جهات عربية واقـليمية تحتضنه كما تحتضن الارهابي الآخر بلال بدر الذي لجأ اليه المولوي وليس مستبعدا حينها اعـادة توتير الساحة الطرابلسية حيث المخطط الارهابي التكفيري لا يزال يسعى لفرض سيطرتـه في اي منطقة يجد فيها الحضن الدافئ.
مداهمات الجيش اللبناني في طرابلس شملت منزل المولوي في القبة ومنزل صهره في الضم والفرز ووضعت الاماكن المحتملة تحت المراقبة في ظل استنفار وقائي لمواجهة اي احتمال ممكن سواء فرار عناصر ارهابية الى طرابلس والشمال، او ترددات المواجهات في عين الحلوة على الساحة الشمالية حيث يخشى تحريك الخلايا الارهابية النائمة لمساندة الارهابي بدر والمجموعات التكفيرية التي تقاتل الى جانبه.
احد القيادات السياسية لفت الى صمت لدى حركات اسلامية متطرفة بل لاحظ ان بعض المتطرفين ابدوا استنكارا في اوساطهم الضيقة لمحاصرة بلال بدر ومجموعته لكنهم باتوا يدركون ان اي حراك مشبوه سيجابه بالحسم لانه من غير المقبول بعد اليوم لاي طرف توتير الساحة او انشاء بؤر امنية في اي منطقة ولذلك كانت للحركات الاسلامية المعتدلة ولقيادات اسلامية متنورة موقفا صريحا وواضحا من احداث عين الحلوة وان المطلوب استئصال المجموعات الارهابية التكفيرية لا سيما تلك المرتبطة بمنظمات ارهابية خارج لبنان كداعش والنصرة وغيرها خاصة وان هذه المجموعات باتت عبئا على اماكن تواجدها عدا عن دورها في تشويه صورة الاسلام الحقيقي.
يرى قيادي طرابلسي ان طرابلس سبق لها ان عانت من المجموعات الارهابية والتكفيرية وكشفت نواياهم الخبيثة وانحرافهم عن الدين الاسلامي الحنيف وقد لفظتهم الى غير عودة فالمرحلة التي تعيشها طرابلس اليوم هي حالة الاستقرار في ظلال رجال دين متنورين وقيادات دينية مشهود لها بالاعتدال والوسطية وتؤمن بالعيش الواحد ولا يمكن في ظل هؤلاء عودة الارهاب او اي ارهابي الى الساحة الطرابلسية خاصة.
وقد فككت الاجهزة الامنية خلاياهم التي انهـارت واحدة تلو الاخرى واخرها يوم امس حيث اوقف الامن العام حسب بيان صادر عن المديرية العامة للامن العام كلا من اللبنانيين س.ر. و م.ط. لانتمائهما الى تنظيم داعش الارهابي والعمل لصالح التنظيم على الاراضي اللبنانية وقد اعتـرفا بما نسبا اليهـما وان الاول اقدم خلال العام 2014 على المشاركة مع اخرين في تشكيل خلية ارهابية تابعة لـ«داعش» الارهابي بقيادة المدعو ع.ص. تعمل على تجنيد اشخاص لصالح التـنظيم المذكور بهدف نقلهم الى الداخـل السوري. بالاضـافـة الى تحضير مجموعة عسكرية وتدريب اعضائها تمهيدا لاعلان امارة الشمال وتقديمهم البيعة للتنظيم المذكور امام اللبناني أ. ب. كما اقدم خلال ايلول العام 2014 بتكليف من المدعو خ.ز. على مراقبة ورصد تحركات احد العناصر الامنية بهدف تصفيته الى جانب نقل الاسلحة بين المحاور ابان احداث طرابلس الاخيرة. كما اقدم الثـاني على مبايعة تنظيم داعش الارهابي عبر تقديم البيعة امام اللبناني أ.ب. المذكور اعلاه وخضع خلال العام 2015 لدورة عسكرية على استعمال الاسلحة الخفيفة والمتوسطة ورمي الرمانات اليدوية واحيلا الى القضاء المختص والعمل جار لتوقيف باقي الاشخاص المتورطين.