غدا ستقفل كل الطرقات بوجه نواب التمديد. غدا سيتظاهر مكون أساسي من المجتمع اللبناني رفضا للتمديد الثالث للمجلس النيابي. غدا سيقول مؤيدو “القوات” و”التيار” لا للتمديد ونعم لقانون انتخاب عادل ومنصف يؤمن الشراكة الفعلية في البلاد. فكيف هي التحضيرات والإستعدادات وماذا عن دور الحلفاء؟
“البلد مقفل ولا تتوجهوا الى أشغالكم”
رئيس مصلحة الطلاب في “القوات اللبنانية” جاد دميان يؤكد في حديث لـIMLebanon أنه “لن يكشف عن نقاط التحرك لأسباب أمنية بالإضافة لسير نجاح التحرك غدا”، إلا انه يشدد على أن “التحرك سيكون كبيرا جدا”. ويصف التعاون بين “القوات” وبين “التيار الوطني الحرّ” بالأكثر من ممتاز، مضيفاً: “إجتمعنا مطولا إلى ما بعد منتصف الليل من أجل تنسيق خطة العمل والاتفاق على آلية مشتركة للتحرك، وأكدنا اننا سنكون سويّا في كل الامكنة، وهدفنا هو اقفال كل الطرقات المؤدية الى وسط بيروت وطلبنا من كل الشباب والمواطنين ألا يتوجهوا الى اشغالهم غدا لان كل الطرقات ستكون مقفلة ونطلب منهم ان يقفوا الى جانبنا في هذه المسألة الوطنية لأن البلد معرض للخطر، والتظاهر واقفال الطرقات سيبدأ منذ ساعات الصباح الأولى”.
من جهته، يؤكد رئيس قطاع الشباب في “التيار الوطني الحرّ” جورج بويري في حديث لـIMLebanon أننا “نحضر لتحرك شعبي نوعي، وسنحاول منع مرور التمديد والوسائل كلها مفتوحة أمام الشعب، فالشعب هو الذي سيتظاهر ويعتصم ويعبر عن رأيه، وفي ما يخص تفاصيل التحرك فأتركها ليوم التظاهر ولقيادة الحزبين لتقررها”. ويؤكد أن “هناك تنسيقا واسعا بين “التيار” و”القوات” وكل شيء مفاجئ يحقق نتائج افضل ولكن نؤكد أن كل الخيارات مفتوحة، والقيادة الحزبية ستعلن عن كل التحركات في الزمان والمكان المناسبين، وغدا لناظره قريب”.
“الميثاقية مرّة بزيت ومرّة بسمنة”؟
وعن الخلفية السياسية للتحرك، يشدد دميان على أنّ “رئيس مجلس النواب نبيه برّي صرح أن التمديد سيحصل ومن بعدها سنتجه نحو النسبية شاء من شاء وابى من أبى، لذلك فإن هذا الخطاب مرفوض وغير مقبول، ونطالب بقانون انتخابي عادل ينصف كافة شرائح المجتمع اللبناني، ونحن كمسحيين شركاء في هذا البلد وشركاء فعليين ويجب الاخذ بآرائنا، واليوم تمرير التمديد هو من ناحية اعطاء البلد سنة رفاهية إضافية، فبعد 8 سنوات من المناقشات وموضوع قانون الانتخاب لم يصل الى حلّ فهذا الامر لا يجوز”.
ويضيف: “نحاول خلق ضغط فعلي لكي نصل الى قانون انتخابي جديد بأسرع وقت ممكن، ونحن كلنا نشعر ان هناك محاولة لإلغاء فئة أساسية في البلد وهناك خطة ممنهجة للقيام بهذا الامر، واليوم نواب “القوات” و”التيار” و”الكتائب” قاطعوا جلسة مجلس النواب، ولكن يبقى السؤال هل ميثاقية الجلسة “ساعة بسمنة وساعة بزيت بالنسبة لبري؟” فهذا الامر غير منطقي أبدا”.
من جهته، يؤكد بويري، أن “التمديد ليس حربا جديدة على المسيحيين فحسب بل حرب على جميع اللبنانيين، لأنّه من غير المسموح أن نبقى من دون انتخابات وان يمددوا النواب للمرة الثالثة، فالنواب يجددون وكالاتهم من دون ان يجددها لهم الوكيل، لذلك نرفض التمديد من دون العودة للشعب، ورئيس “التيار الوطني الحرّ” الوزير جبران باسيل قال “اننا عرضنا كل قوانين الانتخابات ودائما كان يأتي الرفض”، فمن الواضح ان هناك من سعى لإيصالنا الى التمديد الثالث وهذا الامر نرفضه رفضا قاطعا، ولا يجوز ألا يرجع النواب للشعب الذي هو مصدر السلطات، ولأن ليس هناك اي جدية بالتوصل الى قانون للانتخابات فسنقوم بتحرك شعبي كبير جدا رفضا للتمديد”.
ماذا عن الحلفاء؟
ماذا عن حلفاء “القوات” وتحديدا “تيار المستقبل”؟ يشرح دميان أن “كل فريق سياسي لديه حرية القرار والتحرك، ونحن وجهة نظرنا في هذا الموضوع مختلفة عن “تيار المستقبل” ونعول على دوره البنّاء للمحافظة على البلد وبتلقف مطالبنا والسعي بعدم تمرير صفقة التمديد”. ويضيف: “غدا يوم مصيري وسنتحرك ضد التمديد ومن اجل اقرار قانون للانتخابات”.
وعن دور حلفاء “التيار الوطني الحرّ” وتحديدا “حزب الله”؟ يرى بويري أنه “عندما تصل المسألة الى كرامة شعب وحقوقه فنحن غير مستعدين في البقاء جامدين بانتظار الحلفاء، ولا يمكننا إرغام حلفائنا بالنزول معنا الى الشارع، الحليف نتفق معه على نقاط ونختلف معه على نقاط عدة، وإذا يرى حليفنا أنّه مع التمديد فإبمكانه النزول الى البرلمان ليعبر عن رأيه، فيما نحن في المقابل نرى أن هذا التمديد إهانة لنا وللشعب اللبناني ويمس بكرامته وقراره، ولن نقبل به لذلك سنتظاهر ونعتصم ونرفع الصوت”.
وختم: “لن نقبل بأن نخضع لأي قرار تمديد بعد اليوم، واليوم هناك رئيس جمهورية يتمتع بصلاحيات والدستور يجيز له الكثير من الامور وهو على رأس الدولة ويأخذ القرار المناسب بهذا الموضوع، ونحن على تنسيق كامل مع “القوات” وملتقانا غدا لرفض التمديد”.
فكيف ستكون صورة يوم الخميس يا ترى؟ الساعات القادمة كفيلة بتوضيح الصورة.