كتب كمال قبيسي في “العربية”:
قوة انقضاض بحري أميركية هائلة قد تصل اليوم الاربعاء 12 نيسان، أو غدا على الأكثر، لتتربص قريباً من كوريا الجنوبية بدكتاتور جارتها الشمالية اللدود، كيم جونغ أون، الهاوي جمع القنابل النووية والبالستيات، لأن الحال توترت بينه وبين الأميركيين، إلى درجة أنه هدد برد نووي فيما لو نفّذ ترامب تهديدا “تويتريا” أطلقه عبر تغريدة في حسابه بالموقع التواصلي، وكررها في الحساب “التويتري” الخاص بالرئيس الأميركي، وكتب فيها: “كوريا الشمالية تبحث عن متاعب. إذا قررت الصين المساعدة، فسيكون أمرا عظيما، وإلا فسنحل المشكلة من دونهم” كما قال.
القوة المبحرة الآن نحو شبه الجزيرة الكورية، معززة بأكثر من 300 صاروخ “توماهوك” وبطراد ومدمرتين قادرتين على اعتراض الصواريخ الكورية الشمالية، وغواصة نووية، طراز Los Angeles الهجومي السريع، والأهم بتلك القوة هي حاملة الطائرات USS Carl Vinson النووية، وكلها تلقت السبت الماضي أوامر من قيادتها لتنتقل بسرعة 30 عقدة بالساعة، أي 56 كيلومترا، من حيث هي طوّافة في “بحر اليابان” المعروف أيضا باسم “بحر الشرق” الفاصل الكوريتين عن اليابان نفسها.
في الحاملة “يو أس أس فينسن ” أكثر من 6000 جندي وطيار وفني جوي، وفيها 75 طائرة مقاتلة من الأحدث، مع 15 هليكوبتر وأخرى للاستطلاع وغيره، إضافة إلى منصتين لإطلاق 3 أنواع من الصواريخ، طبقا للوارد بسيرتها المتضمنة أنها شاركت في ” حرب الصحراء ” بإطلاقها في 1996 صواريخ “كرويز” على العراق لتدمير دفاعاته بالجنوب، كما شاركت في 2003 بغزوه، وقبله بالحرب في أفغانستان ، ثم كلفوها في ايار 2011 بنقل جثة بن لادن القتيل في باكستان ذلك الشهر، لتلقي بها إلى مثواه الأخير في قاع “بحر العرب” قرب سواحل شبه الجزيرة العربية.
كما أطلق ترامب تغريدة ثانية في حسابه “التويتري” وأيضا الرسمي الخاص به كرئيس، جعلها كما “جزرة” مقابل “العصا” الواردة في تغريدته المتوعد بها كوريا الشمالية، وبها ربط المفاوضات التجارية مع الصين بالمسألة الكورية، بقوله في تغريدة: “شرحت للرئيس الصيني شي جينبينغ أن اتفاقا تجاريا مع الولايات المتحدة سيكون أفضل لهم إذا حلوا المشكلة الكورية” وفق تعبيره.
ستكون القطع البحرية قريبة 20 كيلومترا تقريبا من سواحل كوريا الشمالي، وفي الأسفل صورة تغريدته التي يغري بها الصين لحل المسألة الكورية مقابل اتفاق تجاري أفضل مع الولايات المتحدة
أوضح له ذلك في أول قمة معه، وكانت الخميس والجمعة الماضيين بفلوريدا، وفي اليوم التالي صدرت الأوامر للقوة الأميركية في “بحر اليابان” لتمضي فيه نحو الكوريتين، بحيث يرى الدكتاتور الكوري الشمالي التهديد والوعيد مجسدا بقطع بحرية لا تبعد عنه أكثر من 20 كيلومترا، إذا ما ألقى نظرة بالنظارات.
وانتفضت الشمالية السبت نفسه على ما ورد بالتغريدتين، لتؤكد بأنها لن تسمح للولايات المتحدة بتخويفها، قائلة إن الضربة الأميركية في سوريا “تثبت أكثر من مليون مرة” صوابية برنامجيها النووي والصاروخي البالستي المحظورين بموجب قرارات عدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي، وأن نظام كيم جونغ أون يرى في المناورات العسكرية السنوية المشتركة التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حاليا تهديدا له “باعتبارها تدريبات على شن حرب” وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن متحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية.
المتحدث ذكر أيضا، ولكن عبر صحيفة Rodong Sinmun الرسمية بعددها الثلاثاء، أن “التحركات الأميركية المتهورة لغزو جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية وصلت إلى مرحلة خطيرة (..) وجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية مستعدة للرد، أيا يكن نوع الحرب التي تريدها الولايات المتحدة” في إيحاء إلى النووية إذا ما حدثت حرب تقليدية فعلا، ثم تطورت واحتدمت إلى الأسوأ الأخطر.