افتتح الرئيس سعد الحريري ممثلا بوزير الثقافة الدكتور غطاس خوري “مكتبة بيت بيروت” – السوديكو في حفل دعت اليه بلدية بيروت ومؤسسة ايناس ابو عياش الخيرية، في حضور الرئيس امين الجميل، وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني، وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان، النواب عمار حوري، احمد فتفت، نديم الجميل، ومحمد قباني، الوزير السابق سليم وردة، ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العميد الركن غسان عطاالله، ممثلة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الملازم اول ليندا غضبان، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المقدم عماد دمشقية، قائد شرطة بيروت العميد محمد الايوبي، سفير لبنان في الاونيسكو البروفسور خليل كرم، عضو البرلمان الاوروبي الوزيرة الفرنسية السابقة ميشال اليوماري،السيدة نورا جنبلاط، رئيس المجلس البلدي لبيروت المهندس جمال عيتاني واعضاء المجلس البلدي، وحشد من الشخصيات السياسية والفكرية والفنية والاجتماعية.
ثم القت ايناس ابو عياش كلمة شددت فيها على “اهمية المناسبة التي تجمع وجوها سياسية وثقافية واجتماعية في بيت بيروت، هذا المعلم الذي كان في ايام الحرب رمزا للفصل بين اللبنانيين، وفي ايام السلم سيكون مركزا للتلاقي بين اللبنانيين”.
ثم القى عيتاني كلمة قال فيها: “يسعدني ويشرفني ان ارى اللبنانيين وقد التقوا في بيت كان في مرحلة ما نقطة او معلما للاختلاف والتفرقة بين اللبنانيين للتلاقي، فاللبنانيون يعرفون ان البلد لن يستقيم الا اذا كانوا كلهم متحدين ومتكاتفين. بيروت بالتحديد هي ملتقى لفرح ولوجع اللبنانيين، وهي قلب الاقتصاد اللبناني، والعاصمة التي تحمل الثقل الكبير من اللبنانيين، لذلك، يجب ان نتحد جميعنا لاحياء الثقافة والتراث في مدينة بيروت، سيكون بيتا مفتوحا لكل اللبنانيين لعرض منتج اي فنان او اي امور تراثية ونشاطات ثقافية لكل اللبنانيين. واليوم نحتفل بإفتتاح جزء من هذا البيت وهي المكتبة، شاكرا مؤسسة ايناس ابو عياش على تقدمتها هذه المكتبة، وتشجع اللبنانيين على التعاون مع الحكومة والبلدية لانهاض مدينة بيروت”.
بدوره، قال خوري: “وأنا آت الى هنا، كنت أتذكر كيف كانت هذه المنطقة، وكيف كان هذا المبنى مباشرة بعد انتهاء الحرب الأهلية، خطر لي ان هذه الحرب، من الأمور التي يجب أن تذكر كي ننساها. يجب أن نتذكرها نتذكر الأسى والدمار والموت التي تسببت بها، كي لا نعود ونقع فيها، ويجب نسيانها، لنتطلع الى الامام، للأمل وللفرح وللمبادرة والابداع الذي كان لبنان دائما قادرا على تحقيقه.
وتابع: “أي لحظة أفضل من هذه اللحظة؟ عشية الذكرى ال42 لاندلاع الحرب الأهلية، وأي مكان أفضل من هذا المكان؟ البيت الأصفر، بيت بيروت، لنتذكر جميعا الحرب وفي الوقت نفسه ننساها؟ لا فرحة أكبر من أن أشارك في افتتاح مكان كان مركزا للقناصين ابان الحرب، وأصبح مركزا للمبدعين، مركزا للثقافة والحياة”.
واضاف: “نحن هنا على خط التماس الذي كان يقسم بيروت والبلد، لنفتتح مركز التقاء واجتماع ووحدة، ولنقول: كل انقساماتنا سنتخطاها ووحدتنا سنعززها، ونحتفل بها، لان ضمانتنا الوحيدة بمواصلة هذه المعجزة الصغيرة التي تدعى لبنان في منطقة مشتعلة من حوله”.
اردف “هذا المكان، هذا المبنى، شيد سنة 1924 أي بعد أربعة سنوات على إعلان دولة لبنان الكبير، ودمر في أول سنين الحرب الأهلية التي كانت ستقضي على الكيان البنان. لكن إرادة اللبنانيين، إرادة بيروت وأهل بيروت، بإعادة البناء وإعادة الوحدة والحفاظ على إرث الذي اسسوا هذا الوطن و حافظوا عليه، أنقذت هذا المبنى من الانهيار والنسيان وحولته الى مقر للحياة والأمل والثقافة، تماما مثل ما اللبنانيين وفي مقدمهم أهالي بيروت أنقذوا عاصمتهم وبلدهم من الانهيار والنسيان وعادوا أنشؤوا لبنان وبيروت مركزا للعمل والدراسة والطبابة والسياحة والانتاج والابداع والمبادرة والحياة في هذه المنطقة العربية”.
وختم قائلاً: “طبعا، لا احد يشهد على هذا الانجاز دون ان يتذكر أبو الانجازات، إنجاز السلم الأهلي وإعادة الاعمار وإعادة الثقة والأمل، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي ما ترك بلده الحبيب لبنان، وعاصمته الحبيبة بيروت، إلا بانجاز أخير وعظيم: الاستقلال الثاني، الحرية والسيادة، والوحدة الوطنية. وهذه أكبر مسؤولية تسلمناها جميعا، وأنا واثق اننا مع جميع اللبنانيين واللبنانيات سنحافظ عليها ونعززها بإذن الله”.
ثم كانت جولة على ارجاء المكتبة في أجواء احتفالية مميزة.