وجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رسالة وداعية إلى سمير فرنجية، جاء فيها:
صديقي سمير فرنجية…
عرفتك في الحرب وبعدها من بعيد، كنت أثمّن فيك نضالك من وحي قناعاتك لا إرثك الشخصي، وكنت أثمّن أيضاً حرصك الدائم على الحوار وبحثك المتواصل عن المساحات المشتركة التي تُخرج لبنان من أزماته وتعيده كما نحب وتحب: وطن الرسالة.
صديقي سمير،
لا أخفي إعجابي بشخصك كونك من القلة القليلة التي لا تيأس مهما كبُرت التحديات، ولا تتراجع عن هدفها مهما واجهت من صعوبات، ولا تعير الأهمية للمواقع ولا المناصب، ولا تجد نفسها سوى بين أفكارها المتجددة بحثاً عن خلاص وطني منشود.
صديقي سمير،
كنتُ متابعاً لحركتك ومواقفك من وراء قضبان الزنزانة، ولا يهم حجم تلك الزنزانة، أكانت صغيرة أم كبيرة على مساحة لبنان، إنما المهم أنها جمعتنا في قضية واحدة تبلورت معالمها مع نداء بطريركي تاريخي ولقاء سياسي (لقاء قرنة شهوان) لعب دوراً أساسياً في إخراج الجيش السوري من لبنان.
صديقي سمير،
وبعد ان استعاد لبنان حريته منتفضاً على الاحتلال السوري ومستعيداً استقلاله التقينا في 14 آذار، فعرفتك عن قرب مناضلاً شرساً لا يتعب ولا يكل دفاعاً عن قناعاته وأفكاره، وقد كنت رمزاً من رموز هذه الحركة التي كلّ همّها أن يستعيد لبنان دوره الحضاري كمساحة تلاقٍ وحوار وتفاعل تجسيداً للعيش معاً الذي شكّل قضيتك الأولى والأخيرة، ولو كانت مقاربتينا لطرق الوصول إليها مختلفتين.
صديقي سمير،
سنفتقد إليك، سنفتقد إلى مبادراتك، سنفتقد إلى عصبيتك التي تعكس صدق شخصيتك، سنفتقد إلى دورك وحضورك وألمعيتك. أمثالك يا صديقي لا يموتون، بل يعبرون فقط من ضفة إلى ضفة تاركين خلفهم إرثاً من الفكر والثقافة والحوار دفاعاً عن الفكرة اللبنانية.
وداعاً سمير فرنجية.