تقرير فيفيان عقيقي في “الأخبار”: تقدّمت إلى دورة التأهيل المسبق الثانية، التي أطلقتها وزارة الطاقة والمياه بين 2 شباط و31 آذار الماضيين، 9 شركات بتروليّة جديدة. من المُفترض أن يُعلن عن الشركات المؤهّلة من بينها خلال أسبوع، لتشارك بعد تشكيل كونسورسيوم مؤلّف من شركة مشغّلة وشركتين غير مشغّلتين في دورة التراخيص الأولى الخاصّة باستكشاف النفط والغاز في المنطقة الاقتصاديّة الخالصة اللبنانيّة، التي من المُفترض الانتهاء منها وتوقيع أوّل عقد استشكاف وإنتاج، بحسب خريطة الطريق التي وضعتها وزارة الطاقة، قبل 15 تشرين الثاني المُقبل، على أن يكون 15 أيلول المقبل هو الموعد النهائي أمام الشركات المتأهلة لتقديم عروضها على الرقع البحريّة الخاضعة للمزايدة وهي البلوكات 1 و4 و8 و9 و10.
جنسيّة الشركات المتقدّمة إلى دورة التأهيل المسبق الثانية، ليست إلّا تجسيداً لمصالح الدول الإقليميّة والفاعلة في المنطقة. وكلّ المعطيات عن اهتمام روسي بالبلوكات الجنوبيّة انعكست بتقدّم شركتين روسيتين هما “نوفاتيك” و”لوك أويل”.
في عام 2013 تقدّمت “نوفاتيك” بائتلاف مع شركةGPB Global Resources كشركة غير مشغّلة، لتعود وتقدّم ملفاً جديداً منفردة في دورة التأهيل الثانية كشركة غير مشغّلة أيضاً. أمّا “لوك أويل” فقدّمت ملفاً جديداً كشركة مشغّلة، بعد أن تأهلت في عام 2013 كشركة غير مشغّلة. لتنضمّا في حال تأهّلهما إلى شركة “روزنفت” الروسيّة المتأهلة في عام 2013 كشركة غير مشغّلة. في المقابل، تحاول إيران الدخول مجدّداً من خلال شركة “بتروبارس” كشركة غير مشغّلة، وذلك بعد أن شاركت في عام 2013 من خلال الشركة الإيرانيّة الوطنيّة ورُفضت لعدم استيفائها الشروط المطلوبة. كما تقدّمت شركة ONGC الهنديّة كشركة مشغّلة، بعد أن تأهلت في عام 2013 ضمن الشركات غير مشغّلة، وشركة “سابوراكينكانا” الماليزيّة كشركة غير مشغّلة.
يُضاف إلى ذلك، دخول شركات عربيّة وهي “قطر بتروليوم”، و”سوناتراك” الجزائريّة، و”ADES” المصريّة، و”بترولاب” اللبنانيّة بائتلاف مع “فيغا بتروليوم” المصريّة و”إدغو إنرجي” الأردنيّة كشركة غير مشغّلة. وفي حال تأهلها، ستنضمّ إلى “أبيكس” اللبنانيّة التي سُجّلت في هونغ كونغ لإخفاء هوية مالكيها، وهم الرئيس التنفيذي لشركة “يونيغاز” محمد الصيداني ورئيس غرفة التجارة والصناعة محمد شقير، وتأهّلت في عام 2013 بموجب ائتلاف مع “كريسنت بتروليوم” الإماراتيّة. و”سي سي إنرجي” المتفرّعة عن “سي سي غروب” التي أسّسها سعيد خوري وحسيب الصباغ وكامل عبد الرحمن، و”كويت بتروليوم”.
التحالفات المُحتملة
إذاً، من ضمن الشركات التسع هناك شركتان فقط قدّمتا ملفاتهما للتأهّل كشركتين مشغلتين، وهما “لوك أويل” الروسيّة وONGC الهنديّة. وهو ما يسمح بوضع فرضيات عن واقع الائتلافات التي ستشكّل للمشاركة في المزايدات على الرقع البحريّة. بحسب الخبيرة في شؤون النفط والغاز لوري هايتايان، من المرجّح أن يتشكّل كونسورسيوم بين شركة “إكسون موبيل” الأميركيّة المتأهلة في دورة التأهيل الأولى بصفتها صاحبة حقّ مشغّل، وبين شركتي “قطر بتروليوم” و”روزنفت” الروسيّة للعمل في أحد البلوكات الجنوبيّة باعتبار أن “علاقات هذه الدول السياسيّة والاقتصاديّة جيّدة مع إسرائيل”، بحسب قولها. وتستند هايتايان إلى كون قطر اشترت في كانون الأوّل الماضي 19% من حصّة “روزنفت” ودخلت في ائتلاف مع “إكسون موبيل” في دورة التراخيص القبرصيّة الثالثة، ما يسهّل الأعباء الاقتصاديّة على العمل في المياه اللبنانيّة.
الكونسورسيوم الثاني المحتمل تأليفه يضمّ “توتال” الفرنسيّة التي تأهّلت في عام 2013 كشركة مشغّلة، مع “بتروبارس” الإيرانيّة و”نوفاتيك” الروسيّة، انعكاساً لواقع أن الشركة الفرنسيّة تملك 16% من أسهمها “نوفاتيك”، ولكونها كانت أول من حصل على عقود نفطيّة في إيران بعد فكّ الحصار عنها بمقتضى الاتفاق النووي الإيراني – الأميركي، وقد وقّعت الشركة في تشرين الثاني عقداً مع إيران بقيمة 4.8 مليار دولار أميركي. فيما يرجّح تحالف “ENI” الإيطاليّة مع “سوناتراك” الجزائريّة بحكم العلاقات التي تربطهما في حقول النفط الجزائريّة.
من هي الشركات الجديدة؟
حدّد المرسوم 9882/2013 المعايير المعتمدة لتأهل الشركات كالتالي: 1- معايير قانونيّة لناحية أن تكون الشركة مساهمة. 2- معايير فنيّة لناحية أن تكون الشركة طالبة التأهيل المُسبق كصاحب حق مشغّل قد قامت بعمليات تطوير في مياه يفوق عمقها 500 متر، وأن تكون قد قامت بأنشطة إنتاج بترولي. 3- معايير ماليّة بحيث تكون الشركة طالبة التأهيل المُسبق كصاحب حقّ مشغّل لديها أصول بقيمة 10 مليارات دولار أميركي أو أكثر، والشركة طالبة التأهيل كصاحب حقّ غير مشغّل لديها أصول بقيمة 500 مليون دولار أميركي أو أكثر. أمّا الشركات التسع الجديدة فهي:
الشركات الروسيّة:
JSC Novatek : تعدّ أكبر شركة خاصّة مُنتجة للغاز في روسيا، والسابعة الأكبر في العالم. تعمل في سيبيريا ونهر فولغا والأورال وتستثمر أكبر حقولها الغازيّة، مسجّلة في بورصتي موسكو ولندن. تتوزّع أسهم الشركة بين ليونيد ميشلسون (المدير التنفيذي) بنسبة 28%، “فولغا غروب” بنسبة 23%، شركة “توتال” الفرنسية بنسبة 16% وشركة “غازبروم” الروسيّة المملوكة من الحكومة بنسبة 9.4% .
PJSC Lukoil : واحدة من أكبر الشركات البتروليّة الروسيّة، ومن أكبر منتجي النفط في العالم بحيث أنتجت نحو 90 مليون طن من النفط يومياً في عام 2012. تنافس شركة “إكسون موبيل” بحجم الاحتياطي لديها، الذي قدّر بنحو 14.5 مليار برميل نفط في عام 2009. تملك الحكومة الروسيّة 80% من أسهمها، وتعمل في أكثر من 40 بلداً في العالم، من ضمنها روسيا وسيبيريا وكازاخستان وأوزباكستان والسعودية وفنزويلا وإيران والعراق، وهي تبيع النفط في 59 مقاطعة روسيّة، وفي 21 بلداً في آسيا وأوروبا وأميركا.
الشركات العربيّة:
Qatar Petroleum International Limited : هي الشركة الوطنيّة القطريّة، تأسّست عام 1974 لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز في قطر وفي الصناعات البتروكيميائيّة، تملك الشركة ثالث أكبر احتياطي غاز في العالم النفطي بعد روسيا وإيران. تعدُّ من أكبر الشركات في العالم في مجال نقل الغاز المسيل منذ بداية الألفيّة الثانية وتنقله إلى إندونيسيا والدول الأوروبيّة.
Sonatrach International Petroleum Exploration & Production Corporation : هي الشركة الوطنيّة الجزائريّة التي تأسّست لاستكشاف واستخراج الموارد البتروليّة في الجزائر، قبل أن تتوسّع نشاطاتها لتشمل النقل والتكرير والصناعات البتروكيميائيّة. تحتلّ المرتبة الـ12 عالمياً بين أفضل 100 شركة نفطيّة في العام، والمركز الأول في أفريقيا، وتعدّ ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال والغاز النفطي المسال، وثالث مصدر للغاز الطبيعي في العالم. تعمل في العديد من الدول من ضمنها ليبيا والنيجر والبيرو والولايات المتحدة وروسيا. وتعدّ المورد الأساسي لمادة “فويل أويل” لشركة كهرباء لبنان.
Petroleb Sal – Edgo Energy Limited – Vega Petroleum Limited:
تأسست “بترولاب” في عام 2011 تأهّلت في الدورة الأولى في ائتلاف مع شركة “جيوبارك” العاملة في برمودا (أميركا الجنوبيّة)، قبل أن تدخل في الدورة الحاليّة بائتلاف مع شركتي “إدغو” و”فيغا”. علماً أن صلاح خيّاط (ابن شقيق تحسين خيّاط) هو رئيسها التنفيذي ويملك 50% من أسهمها، فيما يملك كلّ من عمر وبشار خيّاط الأسهم الباقية مناصفة.
* شركة “فيغا بتروليوم” وهي شركة مصريّة تأسست في عام 2011 في الجزر البريطانيّة العذراء، ومتخصّصة بتقديم خدمات الحفر في عمليّات استكشاف وإنتاج النفط. تعمل في أفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وجنوب أفريقيا، ومؤسساها هما كمال عطايا وجمعة بن بخيت.
* شركة “إدغو إنرجي” وهي شركة أردنيّة تعمل منذ أكثر من عشرين سنة كمقدّمة خدمات للشركات البتروليّة، ومتخصّصة في مجالي البيئة والسلامة، وسبق أن عملت في تشاد ودبي وعمان وكينيا وطاجكستان.
Advanced Energy Systems (ADES) SAE : شركة مصريّة متخصّصة في تقديم خدمات الحفر في المنشآت النفطيّة، تعمل منذ سنوات في مصر والجزائر والسعوديّة. وتسعى راهناً للانضمام إلى بورصة لندن.
الشركة الإيرانيّة:
Petropars LTD : تأسست عام 1998 لتواكب نمو قطاع الطاقة والنفط الإيراني، متخصّصة في استكشاف وإنتاج النفط، تعمل في الخليج وفنزويلا. وتعدّ من أكبر الشركات الإيرانيّة في المجال النفطي، والتي تسعى للتحوّل إلى شركة خاصّة متخصّصة بالاستكشاف والتطوير لمصادر الهيدروكربون في العالم.
الشركة الهنديّة:
ONGC Videsh Limited: هي شركة النفط الوطنيّة، سبق أن شاركت في دورة التأهيل الأولى كشركة غير مشغّلة، وتقدّمت في الدورة الثانية بملف آخر كشركة مشغّلة. تنتج نحو 77% من النفط الهندي و62% من الغاز الطبيعي. تحتل المركز الـ17 بين أفضل شركات النفط العالميّة، وتعمل في مجال مدّ أنابيب النفط والغاز، وفي أكثر من 17 بلداً من ضمنها البرازيل وكولومبيا وكوبا وفنزويلا، إضافة إلى روسيا وفيتنام وكازاخستان والعراق وليبيا.
الشركة الماليزيّة:
Sapurakencana Energy Sdn Bhd : تأسّست في عام 2012 كمقدّمة خدمات حفر في الاستكشاف النفطيّة. تعمل في أكثر من 20 بلداً في العالم من ضمنهم البرازيل والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا.