شدّد وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، خلال استقباله مدير المعهد الملكي للعلاقات الدولية Egmont في بروكسل السفير مارك اوتي، والسفير البلجيكي في لبنان أليكس ليانيرتس، على انّه “من المفيد للبنان والشعب السوري أن يلعب الإتحاد الأوروبي دوره الطبيعي في المنطقة، خصوصاً لجهة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، لوقف الحرب وحمام الدم فيها، كون حرب الإبادة التي يخوضها النظام السوري وتنظيم “داعش” الإرهابي ضد الشعب السوري الأعزل، لا تشكّل تهديداً للبنان وللمنطقة فقط ، بل تطاول بتأثيرها بلجيكا وأوروبا في الوقت عينه”.
ولفت إلى أنّ “اللبنانيين الذين سبق وشرّعوا منازلهم لاستقبال النازحين السوريين، يمرّون في مرحلة حرجة بسبب الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة والتنافس بينهم وبين النازحين على الخدمات العامة وفرص العمل، ما يُنذر بامكانية توسّع إطار التنافس وتحوّله إلى نزاعات لا يحمد عقباها، إذ بدأت تتعالى الأصوات الداعية الى وضع حد لهذه المنافسة أو ايجاد فرص عمل جديدة”.
ودعا المرعبي السفيرين إلى تشجيع بلجيكا والإتحاد الأوروبي لدعم الخطة الإستثمارية التنموية لما لها من آثار إيجابية على الاقتصاد ككل، والعدد الهائل من فرص العمل التي يمكن أن تخلقها للبنانيين والسوريين.
وأشار إلى أنّ “آلية تجديد الاقامات وتسجيل الولادات الجديدة في سجل الأجانب قد انطلقت، داعياً الجميع الى تقديم كل المساندة لتسريع عمل الأمن العام في هذه المسألة”.
بدوره، ثمّن السفير اوتي ما يقوم به لبنان تجاه أزمة النزوح السوري، وعرض توفير تبادل الخبرات في مجال تسجيل النازحين، وبناء القدرات، وضرورة توفير قروض ميسّرة لتحفيز القطاع الخاص الى جانب زيادة الدعم الإنساني.
وقال السفير اوتي الذي جال على البقاع والجنوب للإطلاع على وضع النازحين السوريين والمجتمعات اللبنانية المضيفة: “يمكننا العمل معاً لتحفيز القطاع الخاص على الإستثمار، وأن لا نكتفي فقط بتقديم الطعام والمساعدات للنازحين، الى حين توفّر شروطهم عودتهم الآمنة”.
وإذ أقرّ اوتي بأنّ الإتحاد الأوروبي لا يزال يركّز على التمويل الإنساني لتداعيات النزوح على المدى القصير، وليس منخرطاً بشكل قوي على الصعيد السياسي لحل الأزمة السورية، شدّد على انّ “مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، الذي عُقد في بروكسل هو البداية لتوفير مزيد من الدعم للبنان، وأنّه يمكن الإنطلاق من اتفاقية الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي ومناقشة آفاق كيفية تطوير وتحسين المنتوجات اللبنانية لتتلائم مع المعايير الأوروبية. واقترح اوتي أن يتم وضع خطة مع سفراء الدول الأوروبية المعتمدين في لبنان لتأمين الدعم والتدريب اللازمين.
بدوره، أثنى السفير البلجيكي على ما قدمّه اللبنانيون للنازحين السوريين، ولا سيما أهالي عكار على رغم امكانيتهم المتواضعة، أملاً ان يتمّ تنفيذ مشاريع لدعم المجتمعات المضيفة في عكار، على غرار ما يجري في البقاع، لتخفيف التوتر الحاصل بين النازحين والمجتمع المضيف.