قالت مصادر قيادية في حزب «القوات اللبنانية» لـ«لحياة» إن اللقاء الذي جمع رئيسه سمير جعجع مع رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل الجمعة 14 نيسان 2017، على هامش حضورهما رتبة سجدة الصليب لمناسبة الجمعة العظيمة عند الطوائف المسيحية إلى جانب رئيس الجمهورية ميشال عون، كان فرصة للمصارحة بينهما في شأن مشروع باسيل الأخير لقانون الانتخاب الذي أبدت «القوات» ملاحظات عدة عليه.
وأوضحت المصادر أن باسيل اهتم بتوحيد الموقف مع جعجع في ما يخص هذا المشروع الذي يقوم على مرحلة أولى من الاقتراع على النظام الأكثري لتأهيل اثنين من المرشحين على أن يقترع الناخبون المسيحيون للمرشحين المسيحين، وكذلك بالنسبة إلى المرشحين المسلمين في دوائر صغرى هي القضاء (26 دائرة)، ليتم في المرحلة الثانية التنافس بين المرشحين الأول والثاني على النظام النسبي في 10 دوائر متوسطة.
وذكرت “الحياة” أن باسيل أبدى خشيته من إسقاط المشروع الذي طرحه وهو الثالث، بسبب ازدياد عدد الفرقاء المعترضين عليه، بانضمام «القوات» إليهم.
وأشارت مصادر «القوات» إلى أن باسيل طالب جعجع بالمساهمة في إعطاء المشروع فرصة لتسويقه كي لا يؤدي ذلك إلى استهلاك كل الاقتراحات التي طرحها، وإلى وضع الفريقين أمام خيارين هما النسبية الكاملة والتمديد للبرلمان.
ورأى أن مشروعه الجديد قادر على أن يحقق خرقاً، وأنه يمكن إدخال تحسينات عليه تأخذ ملاحظات القوات في الاعتبار.
وذكرت المصادر لـ «الحياة» أن جعجع خرج مرتاحاً من اجتماعه مع باسيل بعدما أجريا قراءة سريعة للمشروع والملاحظات، وتوافقا على مزيد من التنسيق في شأنه، وكيفية التعامل مع ملاحظات الفرقاء الآخرين، لكن هذا لا يعني أن هناك اطمئناناً إلى إمكان التوافق عليه. وهذا ما يأمل الفريقان استكشافه خلال جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد الأسبوع الطالع (الأربعاء على الأرجح)، والتي لا بد من أن تبحث في قانون الانتخاب لأنه لم يعد جائزاً أن تنأى الحكومة بنفسها عنه، مع بدء العد العكسي لمهلة الشهر التي أتاحها تأجيل الجلسة النيابية التي كانت مقررة الخميس الماضي للتمديد للبرلمان إلى 15 أيار المقبل.
وتناولت ملاحظات «القوات» توزيع الدوائر، لا سيما في شمال لبنان التي ستُجرى فيها عمليات الاقتراع في المرحلة الثانية وفق النظام النسبي. ورفضت القوات اقتراح «حزب الله» فرض حصول من يتأهلون في المرحلة الأولى للتنافس في المرحلة الثانية، على 10 في المئة من أصوات طوائفهم، وأصرت على اختيار المرشحين الأولين للمرحلة الثانية.
كما طالبت «القوات» باعتماد الصوت التفضيلي في المرحلة الثانية لمصلحة المرشح في القضاء وليس في الدائرة الموسعة، فيما “حزب الله” يريده في الدائرة الموسعة، ما يفقد التأهيل في بيئة المرشح أهميته.
وقالت مصادر «القوات» لـ «الحياة» إن لديها اقتراحات لتحسين الصفة التمثيلية للنواب المسيحيين لن تتقدّم بها قبل إعطاء مجلس الوزراء فرصة أسبوع ليدرس مشروع باسيل، وإن «القوات» صارت جزءاً من التفاوض على المشروع بعدما كان مقتصراً على لجنة مؤلفة من «التيار» و”حزب الله” وحركة “أمل” و”المستقبل”.