IMLebanon

حرص غربي على التعامل مع المطار

 

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

الإجراءات الأميركية التي تتّخذ بالنسبة إلى الطيران، تأتي في إطار سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخفيف الهجرة واللجوء ومحاربة الإرهاب. إنّما الأوروبيون لديهم ملاحظات على مطار رفيق الحريري الدولي مختلفة وهم هدّدوا منذ سنتين وفقاً لمصادر ديبلوماسية أوروبية بوقف الطيران إذا لم تعالَج هذه الملاحظات.

لكن لبنان عالج العديد من هذه الملاحظات وجرى تركيب آلات تفتيش من شأنها أن تحسّن الوضع. الأوروبيون وكذلك الأميركيون في إجراءاتهم لديهم البعد السياسي لهذه المسألة. والأوروبيون حريصون على استمرار التعامل مع المطار في لبنان ولديهم شركات تعمل فيه. وكذلك من المطار هناك طائرات مباشرة إلى مطارات أوروبا. وهذا غير موجود بالنسبة إلى الولايات المتحدة، حيث لن يكون هناك طيران مباشر طالما أن الوضع في لبنان والمنطقة على ما هو عليه من الخطورة المحتملة.

الطيران اللبناني يقصد أوروبا، وأوروبا تريد شروطها أن تكون مطبقة في المطار. القرار الأميركي لم يطبق على لبنان ولا يعنيه، لكن القرار البريطاني يطبق على المطار. الأوروبيون يريدون تعزيز الإجراءات اللبنانية، ولبنان عمل على تحسين الأمور، ولم يعد الوضع في خطر وقف الرحلات الأوروبية. إنما المطلوب تنفيذ ما تبقّى من شروط والتي تطبّق في المطارات الأوروبية، لتصبح الإجراءات في المطار متطابقة مع الإجراءات في المطارات الأوروبية.

محاربة الإرهاب ومكافحته هما البعد السياسي لكلّ ما يحصل من إجراءات. أمّا تقنياً فالمهم زيادة أمن المطارات. وهو سؤال دائم لدى الأوروبيين والاميركيين، ومن خلال اللقاءات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرؤساء العرب الذين يلتقيهم. وكل الإجراءات بحسب المصادر، هي ردّ فعل على الأعمال الإرهابية، الأمر الذي يستدعي التنبّه من النواحي التقنية، وهذا ما يخدم الهدف السياسي الكبير الذي تقف وراءه كثرة الإجراءات.

وفي سياق الإجراءات المطلوبة بغية تعزيز الاستقلالية في إدارة المطار، يقول الأوروبيون بضرورة إنشاء هيئة مستقلة تشرف على المطار. وهذه المسألة يعتبرها الأوروبيون شرطاً موجباً لحلّ إحدى المشكلات في لبنان، علمًا أنّ هيئة الطيران لم تنشأ لأسباب عديدة ومتنوعة أمنية وتقنية.

أيضاً، بالنسبة إلى الأميركيين والأوروبيين، فإنّ نفوذ “حزب الله” على المطار مؤثّر جداً، ولا سيما لدى الأميركيين، والذين لا يزالون يرفضون رفع حظر الطيران المباشر من لبنان إلى الولايات المتحدة. وهذه مسألة مؤثّرة في البعد السياسي للإجراءات التي ترتبط أساساً بمكافحة الإرهاب ووقف الهجرة كنزوح ولجوء.

والأميركيون، وفقاً للمصادر، يخشون من قدرة الحزب على وقف حركة الملاحة في المطار، أو في أقلّ تقدير قدرته على قطع الطرق المؤدية إليه، كما حصل في 7 أيار 2008 وغيرها من الحوادث التي شهدت احتجاجات ميدانية تخلّلها قطع الطرق من قِبل موالين للحزب على المسافرين أو الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي. وهذا ما تدركه كل القيادات اللبنانية أيضاً، والعديد منها طالب بوجود مطار آخر لضمان استمرار حركة الملاحة الجوية في لبنان. لكن الداخل والخارج يدركان في الوقت الراهن، أنّ الحزب وعلى الرغم من نفوذه في المناطق المتاخمة لهذا المرفق المهم، إلا أنّه يضبط اللعبة بشكل جيد، ولا يبدو بحسب أدائه أنّه في وارد تخطّي حدود إستمرارية العلاقات الجيدة بين لبنان والعالم، مع أنّ الأميركيين لا يزالون تحت وقع وتأثير خطف طائرتهم في ١٩٨٤.