في احد معسكرات النرويج، تتدرب عناصر نسائية على فنون القتال العنيفة التي لطالما كانت حكرا على الرجال، بسبب حاجتها لبنية جسدية قوية.
وفي المعسكر الذي يبعد حوالي 160 كيلومترا عن مدينة أوسلو، تتدرّب نساء نرويجيات على القفز من المظلّات والتزحلق على أسطح جليدية، والقتال في المدن، والتنقّل عبر الأماكن غير المأهولة.
وتشكّل هذه النساء وحدة للقوات الخاصة النرويجية، لتكون أول وحدة من هذا النوع أفرادها من النساء فقط.
هؤلاء النساء لديهن القدرة على قطع مسافة 15 كيلومترا وهنّ يحملن على ظهورهنّ حوالي 23 كيلوغراما من المعدات العسكرية، وذلك خلال ساعتين فقط.
رغم ما يمتلكه الرجال من عضلات تمنحهم تفوّقا على النساء في القيام بمهام خاصة، أدركت قيادة الجيش النرويجي أن النساء يستطعن أيضا القيام بنفس أدوار الرجال، فأطلقت عام 2014 أول برنامج تدريبي للقوات الخاصة يتألّف من نساء فقط، وأطلقت عليه اسم Jegertroppen
هذه الوحدة لم تشارك في عمليات قتالية رسمية بعد، لكن العمل يجري على قدم وساق لتخريج مقاتلات محترفات.
وقد شاركت 300 امرأة في البرنامج حتى الآن، ويتم اختيار 10 نساء سنويا من المشاركات، حسب تقرير لشبكة NBC الأميركية.
وبشأن الأسباب التي دعت لإنشاء هذ البرنامج النسائي، يقول قائد القوات الخاصة النرويجية الكولونيل فرود كريستوفيرسون إن النرويج أدركت عند إرسال قوات تابعة لها إلى أفغانستان، أن هناك حاجة للعنصر النسائي للعمل كمستشارات لقوات الشرطة الخاصة، وأيضا للتعامل مع النساء والأطفال عند تفتيش المنازل.
ويتوقّع الكولونيل أن تتمكن النساء من تعلّم كل المهارات القتالية التي يتمتع بها نظرائهن من الرجال بنهاية البرنامج الذي يمتد لثلاث سنوات.
وتحدثت بعض المشاركات في البرنامج للشبكة عن هذه التجربة الفريدة، من دون كشف وجوههن حرصا على سلامتهن.
وقالت إحداهن إن هذا البرنامج مثّل تحدّيا لقدراتها العقلية والجسمانية كامرأة، وترى أن هذا العمل سيمنحها فرصتين، الأولى هي خدمة وطنها، والثانية إظهار قدرتها على المنافسة في المجالات التي تحتاج إلى قدرات عضلية.
وتقول أخرى إن هذه الوحدة دليل على قدرة المرأة على القيام بالأعمال ذاتها التي يقوم بها الرجل.