أشارت الوكالة “المركزية” الى أنّه اذا كان عدم توجيه الدعوة الى مجلس الوزراء للانعقاد هذا الاسبوع وتمترس كل فريق خلف موقفه من صيغة محددة، شكّلا دليلاً الى التأزم السياسي على ضفة قانون الانتخاب، فان التأجيل المتكرر للجولة 41 للحوار الثنائي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” وآخره كان مقرراً مساء الاثنين 10 الجاري، اضاف الى الادلة جديداً يُعزز الاعتقاد بمدى حماوة المعركة حول القانون.
فأبعد من الاسباب، الصحية تارةً التي ارتبطت بوضع المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله حسين الخليل، والغيابية لبعض المشاركين لالتزاماتهم الخارجية تارةً اخرى، والتزامن بين توقيت الجولة واجتماعات عُقدت في عين التينة حضرها مشاركون في الحوار من كلا الجانبين، لاحظت اوساط سياسية مراقبة عبر “المركزية” “ان التأجيل الثلاثي من 6 شباط (موعد الجولة 40) الى 10 نيسان لا يُمكن فصله عن مسار المشاورات الانتخابية”.
فبرأيها “ان عدم انعقاد الجولة 41 من دون تحديد موعد جديد لها هو حلقة من سلسلة التأزم السياسي التي تلف قانون الانتخاب المُنتظر، حيث يتجنّب الفريقان الاجتماع خشية انفجار المواجهة ونسف الحوار من اساسه”. فهما اي “التيار” والحزب تُضيف الاوساط “يحرصان على استمرار “الثنائي” حتى ولو جلسا وجهاً لوجه على طاولة الحكومة، لانه يُساهم ولو “شكلياً” في تخفيف الاحتقان المذهبي الذي يستعر في شكل مُخيف في المنطقة على وقع تطورات دراماتيكية في ساحات عربية عدة، كما انهما يتمسكان بالطاولة ربما الوحيدة في المنطقة التي تجمع السنّي والشيعي على حدّ قول “راعيها” الرئيس نبيه بري عند انطلاقة الحوار منذ عامين، لذلك يلجآن الى “مخرج” تأجيل الجلسات تجنّباً لانفجار الطاولة بقنبلة قانون الانتخاب، بسبب التباعد في المواقف بينهما حول صيغة محددة”.
وفي حين اوضح عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر لـ”المركزية” “ان الجولة 41 لم تُعقد في موعدها الاثنين 10 الجاري لانها “تزامنت” مع اجتماع ضمّ الى الرئيس بري معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل (يشارك في اجتماعات الحوار “الثنائي”) الوزير جبران باسيل، المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري (الاخيران يُشاركان ايضاً في الحوار كممثلين عن التيار والحزب)، لذلك استُعيض عنها بهذا الاجتماع، لان ثلث المشاركين فيه يشاركون في “الثنائي”، مشدداً على “ان ليس بالضرورة ربط عدم تحديد موعد جديد للجولة 41 بوصول المشاورات الانتخابية الى حائط مسدود”، تشير الاوساط الى “ان طرفي الحوار اللذين يلتقيان حول رفض الفراغ في السلطة الثانية يتباعدان انتخابياً و”بأشواط” على رغم الليونة التي يُبديانها حيال صيغ انتخابية عدة”.
“المستقبل” من جهته متمسّك بكل صيغة تتلاءم مع الدستور واتفاق “الطائف” اي صيغة تحترم المناصفة المسيحية-الاسلامية، بينما يتمسّك “حزب الله” بالنسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة وهذا برأي قوى مسيحية ينسف المناصفة من اساسها ويُعيدنا الى ديموقراطية العدّ التي يُشدّد “المستقبل” في خطابه السياسي على اننا اوقفنا العد. لذلك ونظراً الى هذا التباعد في المواقف ارتأى الطرفان تجنّب المواجهة الانتخابية ورمي “كرة النار” في ملعب اللجان الرباعية والثلاثية واللقاءات والمشاورات الموزّعة بين مقار رسمية وحزبية. فإذا خرج الدخان الابيض، فانه يخرج من مدخنة المشاورات السياسية المتعددة، واذا كانت النتيجة سلبية فان القوى السياسية “مجتمعةً” تتحمّل المسؤولية”، تتابع المصادر.
والى ترقّب “البرّ” الذي سترسو عليه المشاورات الانتخابية قبل 3 اسابيع من تاريخ 15 ايار الموعد الفاصل الذي حدده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد استخدامه لصلاحياته الدستورية في المادة 59، هل يعقد الحوار الثنائي الجولة 41 قبل هذا التاريخ ام ينتظر تمرير المرحلة الضبابية؟