رغم تصاعد حدة التصريحات الأميركية في الآونة الأخيرة، ضد التهديدات النووية والتجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، وإرسال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حاملة طائرات إلى مياه شبه الجزيرة الكورية، لا تزال واشنطن مترددة في فكرة توجيه ضربة عسكرية مباشرة لبيونغ يانغ، عقب تحذيرات الخبراء من إمكانية الرد الكوري الشمالي بصواريخ نووية تندلع على إثرها حرب عالمية حقيقية. وعقب إلقاء الولايات المتحدة أقوى قنابلها غير النووية على كهوف تنظيم داعش في أفغانستان، رأى مراقبون أن هذه الخطوة من شأنها أن تبعث رسائل واضحة لعدة أطراف، حول وجود قوة أميركية لا تزال تهيمن على العالم، في وقت بدأت عدة قوى أخرى تزاحم هذه الهيمنة بعد إحجام إدارة باراك أوباما السابقة عن التدخل في القضايا الإقليمية والدولية. مشيرين إلى وجود خمسة أسباب رئيسية أدت إلى تردد الولايات المتحدة في توجيه ضربة لكوريا الشمالية:
تهور الزعيم: من الأسباب التي أدت لتردد واشنطن في ضرب بيونغ يانغ، تهور زعيمها كيم جونغ أون، حيث أشارت عدة تقارير غربية، إلى أن الرجل قد يفتح حربا نووية في أي لحظة، تؤدي لأضرار بالغة في منطقة شرق آسيا وتؤثر على الأمن والسلم الدوليين.
توازن القوى: توجيه ضربة لكوريا الشمالية سيفتح الباب حول إعادة توازن القوى في العالم، في وقت تتنوع فيه التحالفات، بين أميركا واليابان وكوريا الجنوبية من جهة، والصين وكوريا الشمالية من جهة أخرى، فيما ترفض روسيا زيادة التوسع الأميركي على حسابها.
افتقاد الدعم: أوضحت مصادر داخل البيت الابيض أن غياب الدعم الدولي القوي لهذه الخطوة يدفع ترمب للتردد، بعد أن كان يعول على دعم روسيا والصين لتوجيه ضربات محدودة، إلا أن استهدافه سورية زاد التوتر، وفقدت واشنطن دعم هذه القوى المهمة.
رفض الشعب الكوري الجنوبي: ترفض سيول أي حرب مفتوحة مع بيونج يانج، خوفا من تراجع الازدهار الاقتصادي الذي تتمتع به منذ سنوات طويلة، إضافة إلى الصلات العائلية التي تربط بين شعبي البلدين.
عواقب وخيمة: لا زال هاجس القنبلة النووية التي ألقيت على مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين في القرن الماضي حاضرا، ويرى محللون أن الولايات المتحدة لن تخاطر وتعيد تلك الأخطاء مرة أخرى، وأن روسيا والصين لن تبقيا مكتوفتي الأيدي إزاء التهديدات التي قد تطال أمنهما القومي، فيما لو اندلعت حرب نووية.