إنتفض أهالي دير الزور ضد حكم نظام الأسد منذ بدايات الثورة السورية، وسرعان ما تمكنوا من السيطرة على معظم مدينتهم، قبل أن ينقض عليهم تنظيم “داعش” صيف العام 2014، وينتزع مناطق الثوار في قلب المحافظة التي تقع شرق سوريا، وتعتبر عاصمة النفط فيها.
محمد الذي كان عمره 20 عاماً آنذاك، قاتل في صفوف “داعش” كحال الآلاف غيره، ليحافظوا على المكاسب التي حققوها، ولأنّهم كانوا على استعداد لفعل أيّ شيء من أجل الدفاع عن مدينتهم.
ورغم عدم قناعتهم بأفكار التنظيم المتطرف إلا أنّه كان أفضل الأمرين بالنسبة لهم، لا سيما مع القناع الديني المزيف الذي كان يرتديه، والترهيب الذي اتبعه التنظيم بحق كل من وقف في وجهه من أبناء العشائر في دير الزور، قبل أن يكتشفوا الوجه الحقيقي لإرهابه، ما دفعهم للانشقاق والفرار بانتظار أن يحين الوقت للعودة لقتاله.
محمد يسعى لأن يشكل مع أبناء مدينته قوة تطرد “داعش” من الداخل، إلا أنّ مخاوفه من أنّ خطراً جديداً يحدق بدير الزور لا تزال تراوده، فبعد نظام الأسد وتنظيم “داعش”، يخشى من خطر الميليشيات الكردية الذين وفقاً لرأيه قد يسلمون المدينة من جديد، في إطار اتفاقيات محتملة إلى النظام.