Site icon IMLebanon

كيف يتوزع الصوت اللبناني في الإنتخابات الفرنسية؟

تُظهر استطلاعات الرأي، قبيل ساعات من فتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين الفرنسيين لاختيار المرشح الأفضل في نظرهم لتسلم مقاليد قيادة البلاد في المرحلة الدقيقة التي تمر بها، حيث تواجه خطر الارهاب الذي دق أبوابها مراراً في السنوات الماضية زارعا القتل والرعب وكانت آخر تجلياته في جادة “الشانزيليزيه” ليل الخميس، تقدّم مرشح اليمين الوسطي ايمانويل ماكرون وزعيمة الجبهة الوطنية مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان على المشاركين الآخرين في السباق الى الاليزيه.

واذا كانت نسبة الفرنسيين المتردّدين لا بد ان تؤثر على نتائج الدورة الاولى المقرّرة غداً والتي سينتقل بعدها مرشحان اثنان فقط من أصل 11، الى الدورة الثانية النهائية في 7 أيار المقبل، فإنّ للناخبين اللبنانيين أيضاً حضورهم في الاستحقاق الرئاسي الفرنسي، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لبنانية مقيمة في باريس للوكالة “المركزية”، مذكرة بأنّ الزيارات التي قام بها أكثر من مرشح رئاسي فرنسي الى بيروت في الاشهر الماضية وأبرزهم ماكرون (في 24 كانون الثاني الماضي) ولوبان (في 19 و20 شباط)، إنّما تدل الى أنّ الفرنسيين من أصل لبناني يلعبون دوراً في الانتخابات.

وفي نظرة الى توجهات الصوت اللبناني في الاستحقاق الفرنسي، تقول المصادر انّ معظم اللبنانيين المقيمين في فرنسا من حاملي الجنسية الفرنسية، يميلون “تاريخياً” للتصويت لمرشحي اليمين. الا انّ عوامل كثيرة ستفعل فعلها في خياراتهم هذه المرة، لعلّ ابرزها “السياسة الخارجية” التي يعتمدها المرشح ازاء الشرق الاوسط في شكل عام ولبنان في شكل خاص. فاللبنانيون يتطلعون الى تمييزهم عن سواهم من الجاليات العربية المقيمة في فرنسا خصوصا انهم لم ولن يكونوا أرضا خصبة للتيارات الاصولية والارهابية.

وفي حين ترجّح ان يصوّت نحو 60% من اللبنانيين لليمين، تقول المصادر انّ هذه النسبة لم يتّضح بعد ما اذا كانت ستؤول للمرشح الجمهوري فرنسوا فيون الذي غالباً ما يتحدث عن حماية مسيحيي المشرق، أم لماكرون الذي وإن كان غموض يلف مواقفَه من هذا الملف، الا انّ مشروعه الذي يجمع طروحات يمينية ووسطية مع بعض مبادئ اليسار، يعطيه قوة لا يمكن تجاهلها.

وفيما تتوقع ان يتقاسم الرجلان السواد الاعظم من الصوت اللبناني، لا تستبعد المصادر ان تؤول نسبة لا بأس بها من الاقتراع اللبناني، للوبان المتشدّدة حيال التطرف الذي في رأيها يتهدّد أوروبا والشرق الاوسط أيضا، ولا تقلل من احتمالات ان تحقق الاخيرة نتائج “مفاجئة” في الاقتراع اللبناني.

وتشير المصادر الى انّ لوبان تمكنت من خرق صفوف الشباب اللبناني – الفرنسي واستدرار تعاطف كبير من قبلهم مع أفكارها، خصوصاً بعد أن طمأنتهم، خلال زيارتها لبنان، الى انّ لا شيء يمنع ابرام اتفاقات ثنائية مع دول أخرى للسماح بان يملك المواطن الفرنسي جنسية أخرى (علماً انّ لوبان تطرح سحب الجنسية الفرنسية ممن يحملون جنسيات أخرى، في اطار اجراءاتها لاعادة الامن الى فرنسا).

في المقابل، تلفت المصادر الى انّ نسبة المقترعين اللبنانيين لليسار، وتحديداً للمرشحيَن “الاشتراكي” بونوان هامون، واليساري “الراديكالي” جان لوك ميلانشون، ستبقى محدودة جداً.

ومهما كانت هوية “سيّد الاليزيه” الجديد، تؤكد المصادر انّ مكانة القضية اللبنانية في حساباته لن تتبدل او تتراجع، وستبقى باريس تدافع عن مصالح بيروت في المحافل الدولية، مشيرة الى انّ الملف اللبناني ثابت على جدول الاولويات الفرنسية وباريس تولي اهتماما خاصا لاستقرار لبنان سياسيا واقتصاديا وأمنياً”.