Site icon IMLebanon

هل يُخطط “المُمانعون” لتفجيرات إرهابية في الأردن؟

توقف مراقبون عند تحذير نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم من «انتقال» الأزمة السورية إلى الأردن من خلال ما أسماها «حركة التكفيريين»، في مؤشر خطير يوحي بأن «محور الممانعة» يعد لتنفيذ تفجيرات إرهابية في المملكة ولصقها بجماعات «متطرفة».

وأبدت مصادر ديبلوماسية خليجية لصحيفة «الراي» الكويتية خشيتها من أن يكون التحذير الذي عبّر عنه «حزب الله»، رسالة إيرانية – «أسدية» (نسبة إلى بشار الأسد)، بأن هذا المحور يخطط لتفجيرات إرهابية في المملكة، عن طريق «وكلائه» في الجماعات الإرهابية على غرار تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما.

وتعليقاً على قول قاسم «يجب أن ننتبه إلى أن الوجود التكفيري في هذا البلد (الأردن) بدأ ينمو، وهناك خشية من أن تنتقل الأزمة السورية إلى أرضه من خلال حركة التكفيريين»، وضعت المصادر علامة استفهام بشأن توقيته ومضمونه، لاسيما وأنه يأتي وسط تقارير عن تسهيلات كبيرة يقدمها الأردن للمعارضة السورية المعتدلة في الجنوب (درعا ومحيطها) بالتوازي مع تحركات غربية، في ظل وجود خبراء عسكريين أميركيين وبريطانيين على الحدود.

ويدرك النظام السوري وحلفاؤه أن إحدى «المناطق الآمنة» في سورية، التي تشملها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقع في الجنوب، وتحديداً على الحدود الأردنية، نظراً لأن هذه المنطقة تعد «نموذجية» لقوى المعارضة المعتدلة، في ظل السيطرة الواسعة لـ «الجيش السوري الحر» وفصائل الجبهة الجنوبية المعتدلة على غالبية المناطق، مقابل ضعف نفوذ الجماعات المتطرفة، لاسيما «داعش» و«النصرة».

كما أن هذه المنطقة يمكن أن تكون بالنسبة للأميركيين، الأهم على الإطلاق، لأنها غير مرتبطة بحسابات أطراف أخرى على غرار الوضع في شمال سورية مثلاً، حيث يشترط الأتراك إبعاد الأكراد (قوات سورية الديموقراطية – قسد) للتعاون في إقامة «المنطقة الآمنة» وتحرير الرقة من «داعش».

وانطلاقاً من ذلك، اعتبرت المصادر أن دمشق وطهران أرادتا توجيه رسالة «ترهيب» إلى عمّان، عبر «حزب الله»، مفادها أن «الرد» على مساعدة المعارضة السورية والانخراط في مشروع «المناطق الآمنة» سيكون على شكل تفجيرات إرهابية داخل المملكة، بيد أن المصادر الديبلوماسية ذكرت أن الأردن، الذي يتمتع بوضع أمني صلب، نجح في توجيه ضربات استباقية واسعة للخلايا الإرهابية خلال السنوات القليلة الماضية، وأحبط العديد من المخططات قبل تنفيذها، ولم يسمح للإرهاب بالتسلل إلى أراضيه، رغم النيران المشتعلة في الجانب الآخر من حدوده مع سورية واستضافته مئات آلاف النازحين الفارين من الحرب.