Site icon IMLebanon

ترامب يبدأ بتفكيك اللوبي الإيراني داخل إدارته

لم تكتف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمحاصرة إيران في محيطها الإقليمي والدفع نحو تحالف أوسع لتطويق أنشطتها، بل مرّت إلى تفكيك التأثير الإيراني داخل البيت الأبيض بعد أن توسع تأثيره في فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما.

وأصدرت إدارة ترامب، مستهل أبريل الجاري، قرارًا بنقل الأميركية ذات الأصول الإيرانية سحر نوروز زادة من وظيفتها كعضو في مكتب السياسات الخارجية للبيت الأبيض إلى مكتب الشؤون الإيرانية.

وجاء قرار النقل بسبب ما أشارت إليه العديد من التقارير الإعلامية المحلية لوجود شكوك حول ولاء الموظفة نوروز زادة للرئيس ترامب وإدارته.

وشكك موقع “بريت بارت”، بداية أبريل الجاري، في الدور الحقيقي الذي تؤديه الموظفة المذكورة.

وتحدث الموقع عن سحر نوروز زادة قائلًا إنها “عملت في المجلس الوطني الإيراني الأميركي” الذي له صلة وثيقة بالحكومة الإيرانية ومصالحها لكونه يعمل على تعزيز الدور الذي يلعبه الأميركيون ذوو الأصول الإيرانية في الولايات المتحدة.

وساهمت نوروز زادة بشكل فعّال، وفق وسائل إعلام أميركية، في صياغة الاتفاق النووي الأميركي الإيراني المثير للجدل، والذي تم توقيعه إبان فترة حكم أوباما.

وتوصلت إيران في 14 تموز 2015 إلى اتفاق نووي شامل مع مجموعة القوى الدولية “5+1″، يحظر بموجبه على طهران تنفيذ تجارب صاروخية باليستية لمدة ثماني سنوات.

وذكرت الخارجية الأميركية في بيان أن نوروز زادة عادت إلى وظيفتها في مكتب الشؤون الإيرانية في مجلس الأمن القومي، والذي كانت تشغل من قبل منصب مديرته، لكن دون تحديد المهام الجديدة الموكلة إليها.

ولم تدل الموظفة سحر بأيّ تعليقات حول قرار نقلها من وظيفتها، فيما أكد مسؤولان من الخارجية الأميركية لمجلة “بوليتيكو” أن الانتقادات الإعلامية هي السبب في نقلها.

وانضمت سحر نوروز زادة إلى الحكومة الاتحادية الأميركية عام 2005 خلال إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، لكن ذاع صيتها إبان عهد أوباما بسبب ما أشيع عن موالاتها المطلقة لسياساته تجاه إيران ودورها في وضع السياسات الأميركية – الإيرانية بالبيتت الأبيض.

وكانت زادة عضوا في مكتب أوباما حول المفاوضات النووية مع إيران بالتزامن مع وظيفتها في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض كمديرة لشؤون إيران.

وخاضت وسائل إعلام أميركية حملة واسعة لكشف ولاء نوروز وكونها عضوا في لوبي ينشط لصالح طهران في الولايات المتحدة.

وقال هوشنك أمير أحمدي الذي يعتبر أحد أبرز شخصيات اللوبي الداعم لطهران إن علاقات إيران والولايات المتحدة الأميركية رجعت لنقطة الصفر بعد وصول ترامب للرئاسة الأميركية.

وأضاف أحمدي خلال زيارة لإيران في رده على سؤال حول مستقل العلاقة بين واشنطن وطهران قائلاً “بعد وصول ترامب للرئاسة انتهى شهر عسل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.. جميع من كانوا يسعون إلى إيجاد علاقات بين البلدين وإجراء حوار بين طهران وواشنطن.. ذهبوا”.

ويتزعم اللوبي الإيراني المعروف باسم “ناياك” في أميركا حالياً تريتا بارسي وهو إيراني يحمل الجنسية السويدية ويقيم في واشنطن.

ويؤكد الباحث الإيراني حسن داعي، أحد أبرز معارضي اللوبي الموالي لطهران في واشنطن، أن بارسي زار البيت الأبيض خلال فترة أوباما أكثر من 33 مرة لنقل وجهات النظر الإيرانية للإدارة الأميركية.

ويسعى اللوبي الإيراني بزعامة بارسي إلى إقناع الإدارات الأميركية المتعاقبة بضرورة فتح قنوات التواصل مع طهران، والتوصّل إلى اتفاقيات حول تقسيم النفوذ في الشرق الأوسط مثلما جرى في فترة أوباما، عارضا أن تلعب إيران دور الشرطي في حماية المصالح الأميركية.

لكن إدارة ترامب خيبت انتظارات اللوبي الإيراني وعملت مباشرة على استعادة علاقات قوية مع السعودية ومصر بالدرجة الأولى مقدمة لتحالف أوسع ضد إيران.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الخميس، أن بلاده بصدد مراجعة شاملة لسياستها تجاه إيران، مشيرا إلى أن إيران تضر بالمصالح الأميركية في العراق وسوريا واليمن وإسرائيل.

واعتبر تيلرسون أن طهران “تتزعم الدول الراعية للإرهاب في العالم، وهي المسؤولة عن تكثيف العديد من الصراعات، مقوضة بذلك المصالح الأميركية في بلدان مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان، وتواصل دعم الهجمات ضد إسرائيل”.