لا يزال مقتل أخطر الشخصيات العسكرية في “حزب الله” مصطفى بدر الدين في سوريا في 13 آيار 2016 يثير أسئلة وجدلاً وتحليلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
“حزب الله” الذي أعلن مقتل بدر الدين، الملاحق دولياً في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إثر قصف استهداف مكان اقامته قرب مطار دمشق في سوريا، واجه حملة تشكيك واسعة بمصداقية الرواية عززتها معلومات نقلتها وسائل إعلام ومحللين عن كيفية طريقة مقتل بدر الدين.
ومن ابرز الحملات بروز عدد من الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتناول هذه القضية وتقدم معلومات وتدوينات تصب كلها في خانة اتهام “حزب الله” نفسه باغتيال بدر الدين بإيعاز من قيادة الحرس الثوري الايراني.
اللافت ان هذه الصفحات تستخدم الدعم الإعلاني خصوصاً عبر “فيسبوك” ومن ابرزها نذكر “مؤامرة اغتيال مصطفى بدر الدين” التي نشرت فيديو نال انتشارا واسعا يظهر التخطيط لاغتيال بدر الدين عبر محاكاة فيلم الرسوم المتحركة the lion king. كما برزت صفحة “معلومات عن استشهاد مصطفى بدر الدين” فتطلق منشورات مدعومة (sponsored) تهاجم بشكل خاص الامين العام لحزب الله حسن نصرالله وقائد فيلق القدس قاسم سليماني كما تسير بالشكل نفسه Lebanon&Meme والترويج لنفس المعلومات عن تورط الحزب باغتيال بدرالدين.
ومؤخراً ظهرت في الساحة الافتراضية صفحة لفتت الانظار اليها تحمل اسم “صمتكم اعتراف”. ولم تقتصر نشاطات الصفحة على التدوينات انما بثت فيديوهات لا بل اعتمدت نشر لوحات اعلانية في العاصمة اللبنانية بيروت مع شعار “صمتكم اعتراف” الذي يرمي الى الايحاء ان حزب الله يعترف بتورطه بما ينشر عنه من دون ان يعلق عليه.
الصفحة التي تعتمد مبدأ الدعم لتدويناتها استفزت عددا كبيرا من جمهور “حزب الله” كما معارضيه وبعد حملة اعلانية ردت على استفسارات الكثير من المتابعين عن هويتها.
وتقول الصفحة في ردود عبر تدويناتها ان انتماء القائمين على الصفحة “واضح فانتماؤنا هو واقعنا الشيعي ضمن عالمنا العربي فنحن نريد العيش ضمن محيطنا دون ان يكون لطائفتنا اي مواقف متعارضه مع محيطها وما ادخلنا اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحسب الاوامر الايرانية في سوريا يدفعنا الى متابعة كل ما يجري في الطائفة حتى لا نصل الى وقت تفرقنا فيه بعض المواضيع ومن بينها هذا الموضوع الذي يخص مقتل الشهيد مصطفى بدر الدين”.
وتلفت الى ان “الصمت الذي نتكلم عنه هو صمت مسؤول عن طائفة باكملها، طائفة تنزلق نحو الهاوية بسبب ما يفعله قائدها فهو ينفذ اوامر الايرانيين بحذافيرها دون اخذ مصالح الطائفة بالحسبان. اننا كمجموعة شيعة لبنانيين يهمنا مستقبل الطائفة قمنا بهذه الخطوة لاننا نريد ان نعلم موقف القائد مما يكتب وينشر في الفترة الاخيرة حتى لو كان ذلك افتراء يقوم به الصهاينة او السعوديين او عناصر 14 اذار”.
وتقول الصفحة ان: “صمتكم اعتراف يعني بان ما نشر في الفترة الاخيرة من ان مصطفى بدر الدين قد قتل على ايدي مرؤسيه يعارض ما قاله امين عام حزب الله حسن نصرالله وصمتكم اعتراف يعني انه من الممكن ان يكون السيد حسن نصرالله يخفي حقيقة ما جرى وادى الى مقتل الشهيد مصطفى بدر الدين ومن حقنا ان نطالب الامين العام بان يتكلم حول هذا الموضوع لانه بصمته ربما يعترف بما جاء في التقارير”.
وتضيف: “نريد فقط الحقيقة الناصعة لكي نشفي غليلنا في موضوع مقتل الشهيد مصطفى بدر الدين فسكوت القائد حتى الان لا يدل الا على ان من يتناول الموضوع لديه شيء من الحقيقة. نحن لسنا بفتنة مثلما وصفتنا بل ان عدم وقوع شكوك داخل طائفتنا هو ما دفعنا الى ان نقوم بهذه الحملة فربما نحصل بعدها على تفسيرات تدفعنا للعودة الى ايماننا بالقيادة وبكل ما تقوم به بعد ان ادخلتنا الى المستنقع السوري الذي زج بطائفتنا بالدفاع عن نظام ينكل بمواطنيه”.
وتلفت الى ان “ما نشر قد اجرى بلبلة ضمن محبي قائدنا والقائد مصطفى بدر الدين فلذلك يجب ان نعلم الحقيقة لان قتل الشيعة للشيعة حسب ما ينشر يعتبر خرق لاحدى عقائدنا الطاهرة التي يجب علينا المحافظة عليها. وخاصة ً بان ما نشر شدد على مقتل مصطفى بدر الدين في سوريا بامر من سليماني نفذه قائدنا لانه قد بدأ بمعارضة اوامر الايرانيين التي اضرت بمصلحة عناصرنا الابيه على الارض السورية”.
وتشير الى ان “من وضع هذا البوست هم اشخاص تهمهم الطائفة ومستقبلها وهم يبحثون عن الحقيقة في كل ما يخصها ولذلك فان ما وضعوه هو مطالبة بكشف الحقيقة في هذا الموضوع حتى لا يبقى هنالك اشكالات تشغل الطائفة عن هدفها الاساسي ألا وهو الابتعاد عن المشاكل الداخلية في عالمنا العربي والتفرغ لمحاربة الصهاينه مغتصبي ارضنا منذ عشرات السنين”.
وردا على الهجوم الذي تتعرض له تقول الصفحة ان “ردكم ينبع من عدم فهم للوضع الحالي وخوفكم من ان تتعرضو للهجوم بسبب محاولتكم معرفة الحقيقة الذي يزيد وضع الطائفة سوأً مما هي عليه الان”.
هذا وكانت معلومات قد كشف عن إستعداد الجبهات الإفتراضية لحزب الله لمكافحة الصحفات التي تبث معلومات عن هذا الملف عبر إتباع آلية الإبلاغ وشن هجمات من قبل الناشطين وإغلاقها.