مسلسل الاعتداءات والانتهاكات والتهديدات بحق ابناء بلدة عين دارة لا ينتهي، فمنذ أن قرر آل فتوش بناء معمل الإسمنت في البلدة وهم يلجأون لفرضه ولو بالقوة على ابناء بلدة الذين رفضوا ان يمر معمل الموت في بلدتهم وينهش جبالها وأرضها ويلوثها ويحولها الى صحراء جرداء.
فبعد الاعتداء على مبنى البلدية، والدخول عنوة وبالشاحنات على ارض المعمل، وتهديد أبناء البلدة، والتعرض لعضو البلدية ستيفن حداد بالضرب المبرح بحيث كاد ان يفقد حياته، فوجئ مختار عين دارة أنطوان بدر بتهديد من خارج الحدود بطله ضابط سوري، بحيث اتصل به من رقم سوري وطلب منه بالتوقف عن العمل ضد مشروع معمل الموت وهدده بأنه سيكون هو وعائلته بخبر كان إذا لن يتوقف فورا!
فإلى متى سيبقى أبناء عين دارة متركين من قبل السلطات اللبنانية؟ ومتى سيتوقف آل فتوش عن ممارستهم الميليشوية؟
الرواية الكاملة للتهديد
يروي مختار عين دارة أنطوان بدر لـIMlebanon تفاصيل التهديد الذي تلقاه، ويقول “انه ليس التهديد الأول الذي يتلقاه، “إلا ان هذه المرة الأولى التي يتلقى فيها تهديدا مباشرا، فيوم الأربعاء الفائت عند الساعة العاشرة والنصف صباحا تلقيت اتصالا هاتفيا من رقم سوري عرفني عن نفسه وبلهجة سورية انه يدعى اللواء حسين وطلب مني التوقف عن معارضة إنشاء معمل الإسمنت العائد لآل فتوش وإلا سأصبح أنا وعائلتي فيي خبر كان، ولكي لا اتوسع كثيرا معه في الحديث اقفلت الخط بوجهه، واتصلت بالمعلومات والمخابرات واعطيتهم رقم الهاتف، وقمت بتسجيل الاتصال”.
ويؤكد بدر أن “هذا التهديد والترهيب لن يثنيه هن مواصلة معارضته إنشاء معمل الموت على ارض عين دارة من اجل العيش في بيئة نظيفة وسنستمر بالمواجهة تحت سقف القانون لتحقيقق اهدافنا بمنع انشاء المعمل”. ويشدد على أن “الاتصال الذي تلقاه هو بمثابة للجهة القضائية المختصة من اجل إجراء التحقيقات اللازمة وكشف الفاعلين والمحرضين والمخططين واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم”.
“لسنا ضابطة عدلية… ولتأخذ الدولة التدابير“
من جهته، يؤكد رئيس بلدية عين دارة فؤاد هيدموس في حديث لـIMlebanon أن “مطلبنا هو ان تأتي الدولة وتضع حدّا للانتهاكات التي يقوم به فتوش بحقنا، ولا احد يأتي ويعطينا حلا لهذا الموضوع، والمسألة تتفاعل، تعديات وانتهاكات ولا ندري متى ستتوقف وما هو الحلّ، ونحن متمسكون بحقنا في الدولة وبالقانون، وعلى القوى الامنية ان تقوم بدورها خصوصا في ما يتعلق بالتهديدات التي حصلت مع ستيفن حداد والمختار انطوان بدر، ولكن على الأقل فلتكشف القوى لامنية من وراء الاعتداء على ستيفن”.
وعما إذا كانت البلدية قادرة على تأمين الحماية لم يتعرضوا للتهديد، فيشير هيدموس الى أن “عددا كبيرا من أبناء عين دارة يتعرضون للتهديدات والقوى الامنية على علم بالأمر وأكثر من مرّة حصل تعد علينا ونحن نكلف القوى الامنية وهي من تأخذ التدابير اللازمة فنحن لسنا ضابطة عدلية لكي نلقي القبض على المتعدين، ولكن بالطبع نأخذ تدابير احترازية”.
نداء من رئيس البلدية قبل وقوع المحظور
من ناحيته، يلفت بدر الى ان “آل فتوش يلجأون الى ميليشاتهم من اجل فرض ما يريدون ولو بالقوة فيما ان الدولة لا تحرك ساكنا مع العلم ان المعمل غير قانوني ورخصة المقالع والكسارات صادرة من دون انتهاء صلاحية وهي لأبد الآبدين وهذا الامر لا يجوز، فالإصرار على انشاء المعمل هو بمثابة ابادة لأهالي عين دارة ونحن مستعدون لنقاوم لان مطلبنا ان نعيش فقط، ففتوش يقاومنا ولو بالسلاح ويريد بناء المعمل ولو فوق الدماء”.
أما هيدموس، فيدعو “القوى الامنية والمسؤولين عن هذا الموضوع أكان وزارتي البيئة والصناعة او المدعين العامين ان يأخذوا ولو لمرة إجراء واحدا لتجنب وقوع المحظور، فأكثر من اعتداء مرّ على خير وسلامة ولكن ستحصل كارثة كبيرة إذا وقعنا في المحظور، وأتمنى بأن يؤخذ كلامي في عين الاعتبار ويصل الى المسؤولين لكي يأخذوا التدابير اللازمة، فنحن جماعة مسالمين ولكن الفريق الآخر يهددنا بالقوة، لذلك علينا قطع الطريق عليه قبل حصول ما لا تحمد عقباه ويفوت الآوان ولا يعود ينفع الندم”.
ساحة جريمة ستيفن متروكة… وتقاعص من الدولة
من ناحية أخرى، يؤكد عضو هيئة المبادرة المدنية ضد انشاء معمل الإسمنت في عين دارة المهندس عبدالله حداد أن “التهديد الذي تعرض له المختار انطوان بدر مرتبط بالتسهيلات التي تعطيها الدولة بأعلى مستوياتها للسيد فتوش وبتجميل مشروعه وبتقاعس الاجهزة الامنية بالكشف عن فاعلي جريمة ستيفن حداد والاعتداء عليه بالضرب، وتحديدا أن ساحة الجريمة بقيت يومين من دون أي متابعة أو كشف او معاينة، فأهل ستيفن هم الذين وجدوا الادلة فيما الدولة لم تحرك ساكنا”.
ويضيف ان “الدولة بأجهزتها ووزرائها يعطلون العدالة، خصوصا أن وزارتي البيئة والصناعة تتمردان على مجلس شورى الدولة، فالمجلس طلب من الوزارتين الملف الاداري الكامل لترخيص فتوش فيما ترفضان تسليمه، وبالنسبة لنا هذا الملف يتضمن كل ادلة التزوير التي تشوب هذا الترخيص”.