Site icon IMLebanon

جعجع: الحرب الباردة مع شياطين أهل الوصاية مستمرة

 

 

أكد رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن البعض يعتبر أن زمن المقاومة ولى وهذا غير صحيح لان شياطين عهد الوصاية ما زالت حاضرة، وقال: “يمكن للبعض أن يعتبر أنّ زمن المقاومة قد ولّى، لأن الحرب وعهد الوصاية انتهيا، ولكن هذا خطأ كبير، صحيحٌ ان الحرب الساخنة ولّت، ولكن الحرب الباردة لا زالت مستمرة، صحيحٌ ان عهد الوصاية قد ولّى، ولكن ملائكته، في الحقيقة شياطينه، ما زالوا حاضرين. الآن هو زمن المقاومة والصمود الفعليين.

جعجع وفي كلمة القاها من معراب في يوم الطالب، شدد على ان مجرد البقاء في لبنان والصمود والاستمرار مقاومة بحد ذاتها والاهم في الوقت الحاضر التمسك بأرضنا وبلدنا وهذه هي المقاومة، مؤكدًا أن “ما من مشكلة إلا ولها حلاً”، واضاف: “اللهم ان نتحلى دائماً بإرادة المواجهة والمقاومة، ونتشبّث بأرضنا، ونبقى متشبّثين بها حتى لا تتمكن أي قوة في الكون أن تفصلنا عنها، مهما حاولوا أن يُكرّهوننا بأرضنا وبوطننا”.

هذا ولفت جعجع الى ان “القوات” تقف اليوم بوجه تنّين الفساد ولن تسمح له أن يبتلعها، وقال: “سوف نمدّ يدنا ونسحب مصالح الناس من فمه: حربُنا معه ستكون من دون هوادة، وستكون هذه الحرب هاجسنا وعملنا اليومي: فرفاقنا الوزراء عيون مفتوحة في كل إجتماع، وعلى كل جدول أعمال، وكل بند، وعلى كل فقرة”.

وتابع: “الصفقات و”التمريقات” ممنوعة، نريد معالجة للنفايات من دون روائح فساد، نريد كهرباء من دون دخان صفقات… فالدولة أمُّنا ولو ان البعض يغتصبها ويحطّم البلد، فالساكت عن الجريمة مشارك فيها”، ورأى أن “الموظف في الدولة يجب أن يُصبح مصدر إنتاجية، فلم نعد نريد موظّفين علّة على الدولة، فُرضوا فقط لأنّهم أصوات إنتخابية”.

واذ اعتبر ان الحرب على الفساد لن تكون سهلة باعتبار ان مغريات الفساد كثيرة، والمتورّطون فيها كثر، شدد رئيس حزب “القوات” على ان وحدهم أصحاب القضية قادرون ان يواجهوا، مضيفًا: “نحن اولاد القضية وأهل المواجهة! نحن دفعنا ثمن هذا البلد دماً، ولا يتوقّع أحدٌ منّا استبداله بحفنة من الدولارات.”

وهذا نص كلمة جعجع الذي استهلها بتوجيه تحية الى رفيقة العمر ستريدا جعجع ورفيق النضال النائب أنطوان زهرا والرفيق جوزيف المعلوف، “وأقول لجماعة “كلن يعني كلن”… “لأ مش كلن يعني كلن” فعلى الأقل 3 موجودين اليوم معنا.”

وقال:”في 7 آب 2001، اعتقلوا الطلاب ورئيس مصلحة الطلاب… ذهبوا هم، وبقيت المصلحة، وبقيَ الطلاب. طلاب القوات اللبنانية، طلاب القضية، طلاب البشير، طلاب الوطن، طلاب المقاومة التي لا تنكسر أبداً أبداً! وفي 7 ايار 2002، خطفوا رمزي عيراني، وفي 20 أيار قتلوه، في نيسان 2003، سلطة الوصاية وضعت الطلاب بالريو في Huvelin، في 1 أيار 2004، قُتل الرفيق بيار بولس، في 19 أيلول 2007، فجّروا الرفيق طوني ضو، ولا زلنا نجد أنكم اليوم هنا! هذا لأنكم طلاب القوات، طلاب القضية، طلاب المقاومة التي لا تنكسر أبداً أبداً.”

وتوجّه جعجع الى الطلاب قائلاً:”يمكن للبعض أن يعتبر أنّ زمن المقاومة قد ولّى، لأنّ الحرب وعهد الوصاية انتهيا، ولكن هذا خطأ كبير: صحيحٌ ان الحرب الساخنة ولّت، ولكن الحرب الباردة لا زالت مستمرة، صحيحٌ ان عهد الوصاية قد ولّى، ولكن ملائكته، في الحقيقة شياطينه، ما زالوا حاضرين. الآن هو زمن المقاومة والصمود الفعليين. في آخر عشرين سنة لم يُترك شيء إلا وقاموا به حتى يترك اللبناني أرضه ووطنه ويهاجر. أسوأ شيء قاموا به أنّهم أفرغوا الدولة اللبنانية من الكثير من صلاحيّاتها بشكل بَقيت فيه أقرب ما يكون الى هيكل عظمي، ناهيك عن الاغتيالات ومحاولات الاغتيال بالجملة، وتخريب علاقات لبنان بكثير من الدول الصديقة، فالتدخّل العسكري المباشر بأزمات المنطقة وبالأخص في سوريا، ما جرّ على لبنان عداوات بالجملة. هذا كلّه خلق جواً مستمراً من عدم الاستقرار السياسي والأمني، أدّى الى تراجع في كل أدوار الدولة في لبنان، ولاسيما على صعيد الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، وعلى مستوى البنى التحتية وكل الخدمات التي من المفترض أنّ تؤمّنها الدولة للمواطن. ضيفوا الى كل ذلك فساداً ما بعده فساد. من جهة ثانية، عمليات الاغتيال والترهيب خنقت أصواتاً كثيرة وتركت أصواتاً أخرى تخفت وتساير الوضع حتى تنقذ رأسها…”

وشدد على أنه “في ظل هذا الجو، ان مجرد البقاء في لبنان والصمود والاستمرار هي المقاومة بحد ذاتها! هل ترون كيف ان الناس من حولكم بأكثريتهم يائسين، محبطين، مستسلمين؟ وهنا يأتي دوركم بالذات. دوركم حتى تقفوا سداً منيعاً بوجه كل هذا المناخ التيئيسي الإحباطي. هذا يتطلب طلاّبَ قضية ومقاومة، وانتم طلاّب القضية والمقاومة. لن نسمح لأحد بتيئيس شعبنا، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي نعيشها، سوف نبقى في طليعة المقاومين للوضع الشاذ الذي نعيشه حتى نساعد كل اللبنانيين لتمرير هذه المرحلة الصعبة، الى أن نصل الى شاطئ الأمان. فما من مشكلة من المشاكل المطروحة إلاّ ولها حلاً، ان المهم في الوقت الحاضر التمسّك بأرضنا ووطننا وبلدنا مهما صعّبوا الحياة علينا. فهذه هي المقاومة، ومن يعرفها مثلنا، وسنبقى نقاوم ونقاوم ونقاوم حتى يتعبوا هم، وننتصر نحن وهذا ليس شيئاً جديداً علينا.”

وتابع جعجع:”بالأمس ومنذ عشر سنوات، قضبان السجن تعبت ونحن لم نتعب، قضبان السجن لوت ونحن لم ننحنِ، قضبان السجن ذابت ونحن بقينا ثابتين، قضبان السجن انكسرت ونحن بقينا صامدين! فمنذ يومين، احتفلنا بذكرى اندحار عهد الوصاية وجيشه أمام شعب أعزل في يوم الاستقلال الثاني، في يوم 14 آذار الـ2005 العظيم! وبالأمس أيضاً، اندحرت مجموعات مسلّحة بعشرات الآلاف، مدعومة بميزانيات هائلة، أمام تصميم وشجاعة واستبسال مجموعات قليلة من المقاومين، كانت في بعض الأوقات لا تتعدّى العشرات.”

وأكّد أن “ما من مشكلة إلا ولها حلاً، اللّهم ان نتحلّى دائماً بإرادة المواجهة والمقاومة، ونتشبّث بأرضنا، ونبقى متشبّثين بها حتى لا تتمكن أي قوة في الكون أن تفصلنا عنها، مهما حاولوا أن يُكرّهوننا بأرضنا وبوطننا من خلال زحمة السير، أو انقطاع الكهرباء والمياه، أو عن طريق الركود الاقتصادي أو عبر الفساد المستشري الذي يغضّون النظر عنه باعتبار أنّ الشعب الفاسد لا يعود قادراً على المقاومة، مهما حاولوا أن يسمّموننا بروائح النفايات، ومهما حاولوا تهجيرنا من البطالة، ومهما حاولوا تيئيسنا من كثرة المخالفات والتجاوزات والمحسوبيات، مهما حاولوا بكل هذه الأساليب لن ينجحوا، وسنبقى مقاومين صامدين هنا! سنقاوم هنا، ونلملم الجراح هنا، وننتفض هنا، ونواسي هنا، ونطالب هنا، ونقود هنا… الى حين تمر العاصفة، ونبقى جميعنا هنا! أنّ نبقى مقاومين وصامدين هنا، لا يعني أبداً أنّ نصبر فقط، لمجرّد الصبر، حتى ينتهي الوضع الصعب الذي نعيش فيه. لا، فنحن لم نكن يوماً مجرّد أناس يتلطّون حتى تمر العاصفة! نحن وفي عين العاصفة لن نترك فرصة تمرُّ من دون محاولة تغيير الواقع الراهن. فعلى سبيل المثال نحن نقف اليوم في وجه تنّين الفساد ولن نسمح له أن يبتلعنا، سوف نمدّ يدنا ونسحب مصالح الناس من فمه: حربُنا معه ستكون من دون هوادة، وستكون هذه الحرب هاجسنا وعملنا اليومي: فرفاقنا الوزراء (وأوجّه لهم تحيّة كبيرة من هنا) عيون مفتوحة في كل إجتماع، وعلى كل جدول أعمال، وكل بند، وعلى كل فقرة. فممنوع الصفقات، وممنوع التمريقات. نريد معالجة للنفايات من دون روائح فساد، نريد كهرباء من دون دخان صفقات… فالدولة أمُّنا ولو ان البعض يغتصبها ويحطّم البلد، فالساكت عن الجريمة مشارك فيها!”

ورأى أن “الموظف في الدولة يجب أن يُصبح مصدر إنتاجية، فلم نعد نريد موظّفين علّة على الدولة، فُرضوا فقط لأنّهم أصوات إنتخابية. فالوظيفة “بتروح وبتجي”، ولكن البلد من يُعيده؟ فالمعاملة الإدارية في هذا البلد ستصبح حقاً مشروعاً اذ ممنوع ان يصل الى يد الموظّف إلاّ الرسم الذي تحتاجه هذه المعاملة. ومشروعنا الفعلي الأساسي لنتخلص من كلّ هذا الواقع المزري هو الحكومة الإلكترونية. حربنا على الفساد لن تكون سهلة باعتبار ان مغريات الفساد كثيرة، والمتورّطون فيها كثر. وحدهم أصحاب القضية قادرون ان يواجهوا، ونحن اولاد القضية وأهل المواجهة! نحن دفعنا ثمن هذا البلد دماً، ولا يتوقّع أحدٌ منّا استبداله بحفنة من الدولارات.”

وأردف:”صحيحٌ على هذا الدرب سيكون لنا أخصام وعداوات، ولكن من قال انه من السهل ان تكون مستقيماً، ونظيفاً وآدمياً؟ وفي كل الأحوال، من قال في أي يوم من الإيام أنّه سهلٌ ان تكون قوات! والأمر الثاني الذي نعمل عليه حالياً وفي كل الأوقات، هو أنّ نعيد ما للدولة للدولة، ونعيدها دولة فعلية قوية، كل السلاح على أرضها لها وحدها، والعلاقات الخارجية محصورة بها، والقرار الاستراتيجي بيدها حصراً. البعض سيقول لنا ان هذا وهم، والبعض الثاني سيقول هذا حلم، ولكن نحن سنقول لهم: نحن أبناء القضية والمقاومة، ليس لدينا شيئاً اسمه وهم أو مستحيل .لدينا إيمان ينقل جبال، لدينا تصميم يحقق الأحلام، وبشير حيّ فينا لا ينام!”

وختم جعجع:” أنتم اليوم براعم جديدة، كونوا واثقين ان القوة الكامنة فيكم هي أكبر بكثير من القوة الظاهرة، فإذا تسلّحتم بالإيمان والتصميم اللازمين، أنتم قادرون أن تُخرجوا القوة الكامنة فيكم، وتنقلوا بها الجبال، اذكروا دوماً كيف تمكنّا من نقل جبال عهد الوصاية من لبنان، وكيف ذوّبنا حديد السجن. نحن ابناء القضية التي لا تنطفئ، نحن ابناء المقاومة التي لا تموت، هكذا كانوا أجدادكم وآباؤكم وأمهاتكم، هكذا هو جيلنا نحن، وهكذا أنتم ستبقون!”