تقرير خالد مجاعص
لم يكن موعد المواجهة الرابعة في سلسلة ربع نهائي الـ”بلاي أوفس” بين الحكمة والرياضي كما سابقاتها. فعنوان اللقاء كان الـ”لا عودة”. ولكن عنوان الـ”الاعودة” انعكس دراماتيكيّاً عند جماهير الأخضر، بدلاً من لاعبي الفريق الأخضر.
فالضغط الكبير الذي كان على عاتق اللاعبين من الجانبين، تجسّد على المدرّجات شغباً عندما أوقف بعض من جماهير الحكمة المباراة في مراحل عدّة من اللقاء برمي الزجاجات الفارغة، إلى أن نزل الجمهور إلى أرض الملعب، ممّا شكّل خطراً على سلامة اللاعبين كما طاقم الحكّام، فكان قرار حكّام اللقاء كما اتّحاد كرة السلّة الطلب من فريق الحكمة بإخلاء المدرّجات أو بتخسير الحكمة 20-0.
وبعد أخذ وردّ، حاولت إدارة الحكمة إقناع جماهيرها بإفراغ المدرّجات لمتابعة المواجهة من حيث توقّفت، بنتيجة 56-38، بفارق 18 نقطة لفريق الرياضي. ولكنّ الرياح لم تجر كما تشتهي السفن. فبعد نحو 45 دقيقة على توقّفها، ومع امتناع العديد من جمهور الفريق الأخضر تنفيذ تعليمات اتّحاد كرة السلّة بإفراغ الملعب في شكل كامل من الجماهير، وبعد طول انتظار أعلن رئيس اتّحاد كرة السلّة تنفيذ القرار بتخسير الحكمة المباراة بنتيجة 20-0، وبالتالي تأهّل الرياضي إلى الفاينل فور.
وبعيداً عن الأجواء المؤسفة التي أدّت إلى إيقاف اللقاء، وفي سيناريو المباراة بعيداً عن التشنّجات وغياب الروح الرياضيّة، برهن النادي الرياضي في هذا اللقاء أنّه فريق يستحقّ الفوز بالمباراة، كما يستحقّ أن يكون مرشّحاً لإحراز لقب البطولة. ففي المواجهة الرابعة، كشف أبناء المنارة عن وجههم الحقيقيّ وبرهنوا عن تألّق دفاعيّ رائع تمكّنوا خلاله من شلّ القدرات الهجوميّة عند الحكمة. فقد كان الثنائيّ علي حيدر واسماعيل أحمد قلعة دفاعيّة، وقفت سدّاً منيعاً في وجه كلّ محاولات الحكمة الهجوميّة، وفي شكل خاصّ عب إطباقهما على لاعبي ارتكاز الفريق الأخضر.
ومن خلف السيطرة المطلقة دفاعيّاً عند أبناء المنارة، ظهر بطل لبنان متنوّعاً بمفاتيحه الهجوميّة هدّافه برانكو سيفتكوفيتش وأمير سعود، ومن خلفهما تألّق أمينو وعلي حيدر وجان عبد النور من المسافات القريبة ومن تحت السلّة.
وبهذا، كان واضحاً أنّ الرياضي كان الطرف الأفضل واستحقّ التأهّل إلى المربّع الذهبيّ على أنّ ارتدادات المباراة سيكون لها انعكاس على البطولة وفريق الحكمة في الأيّام والأسابيع المقبلة.