Site icon IMLebanon

استحقاقان يحددان مسار الأمور إقليمياً…

 

 

تقف الصراعات والأزمات التي تشهدها المنطقة، من سوريا الى اليمن مرورا بالعراق، أمام سلسلة محطات بارزة مرتقبة في الاشهر القليلة المقبلة، يُفترض ان تلعب دورا في تحديد مصيرها تسوية أم تعقيدا، وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية”.

ولعلّ الموعد الأهم بين هذه المحطات هو اللقاء الذي من المتوقع ان يجمع زعيمي أكبر قوتين على الساحة الدولية، رئيسي الولايات المتحدة دونالد ترامب وروسيا فلاديمير بوتين. فالرجلان اللذان تواصلا هاتفيا ليل أمس أيّدا وفق ما أعلن “الكرملين” عقد لقاء بينهما على هامش قمة “العشرين الكبار” التي تلتئم في هامبورغ في ألمانيا في تموز المقبل. وستكون القضايا الاقليمية والدولية الساخنة حاضرة بلا شك على طاولة حوار الجبارين، على حد تعبير المصادر، من أزمة أوكرانيا وكوريا الشمالية الى أزمة سوريا حيث ركّزا في اتصالهما على امكانية تنسيق تحركات الولايات المتحدة وروسيا في مكافحة الارهاب، وتوافقا على تكثيف الحوار بين وزيري خارجية البلدين لايجاد حل للنزاع السوري، معتبرَين ان على “جميع الأطراف أن تفعل ما في وسعها لإنهاء العنف” في سوريا.

أما المحطة الاخرى التي سترخي بتداعياتها على سير التطورات في الاقليم، تضيف المصادر، فتتمثل في الانتخابات الرئاسية الايرانية التي ستجرى في 19 أيار الجاري، وتترافق مع الدورة الخامسة لانتخابات المجالس الاسلامية البلدية والقروية والانتخابات الفرعية لمجلس الشورى الاسلامي في ايران.

فاذا آلت الرئاسة الى شخصية من فريق المحافظين، ستكون المنطقة ذاهبة الى مزيد من التصعيد السياسي والعسكري، بحسب المصادر. أما انتخاب شخصية من فريق الاصلاحيين، فيُفترض ان يؤسس لمرحلة هدنة وربط نزاع وتسوية مقبلة الى الاقليم، وهو الخيار الذي ترجّحه المصادر. والعين هنا ستكون على توجهات القيادة الايرانية العتيدة في ما يخص قتال عناصر الحرس الثوري في أكثر من ميدان عربي وما اذا كانت ستتمكن من سحبهم منها أم سيبقى صوت جناح المرشد والحرس الثوري هو الاعلى في البلاد.

وليس بعيدا، تتوقف المصادر عند المواقف العالية السقف التي أطلقها أمس ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وقال فيها إن “السعودية هدف أساسي للنظام في إيران الذي يريد الوصول إلى قبلة المسلمين، ولكنّنا لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران”، معتبرة أن هذا الخطاب التصعيدي الذي يستبق الانتخابات الايرانية ويبدو كجرس انذار موجه الى الناخبين، يشكّل تغييرا في نمط مواجهة السعودية للتمدد الايراني، ويدل الى ان صفحة جديدة ستفتح في المنطقة، ستكون فيها الرياض أكثر حزما وتشددا، ما سينعكس مباشرة على مجرى الامور في أكثر من دولة.

في الأثناء، لا خرق على صعيد اي من الازمات وأبرزها سوريا. فمفاوضات أستانة انطلقت اليوم برعاية روسية – تركية – ايرانية، متعثرة، بفعل إعلان الفصائل المعارضة تعليق مشاركتها في المحادثات مع النظام السوري حتى يتم وقف القصف في سوريا، في حين توقع وزير الخارجية الكازاخية مشاركة المعارضة في بقية اجتماعات أستانة غدا. أما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فيلتقي في الساعات المقبلة، نظيره الروسي في منتجع سوتشي وقد أكد قبيل مغادرته أنقرة “أن التوصل الى حل سياسي للصراع في سوريا هو هدف مشترك بين تركيا وروسيا”، مشيرا الى انه سيبلغ بوتين خلال الزيارة بأنه يريد “رفع العقوبات الاقتصادية الروسية عن تركيا على وجه السرعة”.