كشفت أوساط قريبة من حزب الله لصحيفة “الجمهورية” انّ الحيّز الأساس في خطاب الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه امس الاول، كان موجهاً بالدرجة الاولى الى حليفه التيار الحر.
وفيما أكدت الاوساط المذكورة انّ «حزب الله» ينتظر موقف التيار ومدى تجاوبه مع ما طرحه نصرالله، معوّلاً على انّ تجاوبه يشكّل قوة دفع في اتجاه الحلحلة المنتظرة، تحدثت معلومات عن أصداء لا توحي بالارتياح، خصوصاً انّ نصرالله رفع «البطاقة الحمراء» في وجه كل الطروحات الانتخابية السابقة التي قدمها رئيس التيار الوزير جبران باسيل والتأكيد على قانون توافقي بين كل المكونات، ومن خارج سياق تلك الطروحات.
فضلاً عن أنه انحاز بشكل واضح الى قوى سياسية معينة، وتحديداً وليد جنبلاط، وقدّم نفسه في موقع واحد مع الرئيس نبيه بري الذي يخوض معركة سياسية علنية مع طروحات باسيل، وأكثر من ذلك نزع من اليد سلاح التصويت في مجلس الوزراء، الذي كان يسعى اليه وزير الخارجية بناء على المادة 65 من الدستور.
فضلاً عن انّ هذا الخطاب تواكَب مع تصعيد سياسي من قبل بري بَدا مكمّلاً لموقف نصرالله حيث نقل عنه قوله: «تتهموننا بالتمديد وانتم اول العارفين بأننا ضده، نقول بالتوافق على قانون، كنّا وما زلنا نحذّر من الفراغ، الكل يخسر في الفراغ، وانتم تعرفون من سيكون الخاسر الأكبر، لذلك لا تخيفونا بالفراغ، فإن أردتم هذا الفراغ فليكن».
وفي هذا الجو، لم تُبد مصادر مواكبة للملف الانتخابي تفاؤلاً في إمكان احداث خرق توافقي على هذا الصعيد، تبعاً للخلافات المتراكمة، بل أقصى المتوقع هو الاستمرار في لعبة عضّ الاصابع على مدى الفترة الفاصلة عن انتهاء ولاية المجلس في 20 حزيران، وخلال هذه الفترة يخلق الله ما لا تعلمون، إذ انّ كلمة واحدة تسير بالامور نحو الانفراج وكلمة واحدة تأخذ الامور نحو الانفجار.