كتب بسام أبو زيد
بأي ثمن ومهما كان، يفتش الحكم والحكومة عن أي أنجاز مهما كان بسيطا للقول إن الأمور اختلفت في لبنان عما كانت عليه في السابق.
وإن كنا نريد قول حقيقة ما جرى فإن بعض ما يعرف بإنجازات هو كناية عن واجبات وضرورات أقل ما يقال فيها إنها تأتي في سياق العمل الطبيعي للحكومة إذا اجتمعت ومنها إقرار بعض التعيينات في بعض المناصب.
في الإنجازات الأخرى قد يكون بعض من في الحكم غير راض عن نتائج مزايدة السوق الحرة في مطار بيروت لأنها وضعت شريكا في موقف حرج أجبره على رفع السقف المالي في شكل لم يسبق له مثيل في لبنان، فبدا هو بالفعل وكل من كان يغطيه أن ما سبق كان هدرا موصوفا للمال العام، ولا بد من القول هنا إن الفضل في ذلك يعود في البداية إلى لحظة خلاف سياسي سلط الضوء على هذه القضية، فجعلها امام إدارة المناقصات وبقرار من وزير الأشغال الذي أراد توجيه رسالة للحلف السياسي الحاكم.
هذا الإنجاز لم ينسحب على قضية بواخر الكهرباء إذ أنّ أصحاب المصالح السياسية تعلموا من الخطأ الإيجابي لمزايدة السوق الحرة، فعادت حليمة إلى عادتها القديمة رغم كل الكلام عن الشفافية ومكافحة الفساد، ورغم أن وزير الطاقة ينطلق في محاولته للإنجاز من هدف طال انتظاره عند كل اللبنانيين، وأصبح المطالب بالمزيد من الوضوح متهما بأنه يعرقل الإنجازات ومصالح الناس.
قد يكون المرسوم الأول لاستعادة الجنسية، هو الإنجاز الوحيد بالفعل رغم قلة من استعادوها حتى الآن. ولكن الخشية بعد انتهاء الفولكلور التراثي والعودة إلى الجذور أن يصدم مستعيدو الجنسية بحامليها في لبنان وممارساتهم. فيسارعوا إلى التخلي عنها عندما يكتشفون ويختبرون أن روما من فوق ليست كما روما من تحت وكذلك لبنان وبعض مسؤوليه.