IMLebanon

هل التقى بري عون سراً؟

 

نقلت صحيفة “الديار” عن ما سمتها اوساط رفيعة المستوى في محور “المقاومة والممانعة” قولها إنه في الساعات الـ72 الماضية حفلت الساحة السياسية بالعديد من الاشارات الايجابية خففت من منسوب التوتر واعادت الامور الى «عقالها». وبات «الصقور حمائما»، ودخل المترددون الى «غرفة الاعتراف» وصاحوا بأعلى اصواتهم نعم نحن نريد النسبية ولا نريد الفراغ او التمديد او الستين. ولكن هاتوا «آلاتكم الحاسبة» لنحسب الدوائر ونفصلها ونقيس خطوط «الطول» والعرض فيها.

وتنطلق هذه الاوساط من معلومة وتضعها في «سياق التساؤل» كي تحمي خصوصية حركة وامن الرئيس بري وتقول بصيغة السؤال: هل التقى الرئيسان ميشال عون ونبيه بري امس الاول وبعيداً عن الاضواء؟ وهل يلتقي الرجلان مجدداً خلال ساعات مجدداً او على اقصى تقدير خلال اليومين المقبلين لكي يؤشر اللقاء الى انطلاقة التسوية الانتخابية المكملة لـ«فلتة» شوط تسوية الاستحقاق الرئاسي التي اتت بعون رئيسا للجمهورية والرئيس سعد الحريري للحكومة وكرت بعدها سبحة التعيينات الادارية والامنية و«بهتت» عند الوصول الى مربع الانتخابات وقانونها المعضلة.

وتلمح الاوساط الى ان كلام الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله منذ ايام الهادىء والمنفتح والعميق في رسائله لمن «فهم» ابعاده وهو كلام متقدم جداً، واكد فيه ثابتتين هامتين: الاولى ان الخلاف الانتخابي ليس بين المسلمين والمسيحيين عندما قال ان الاقليات ليسوا «فراطة» او تابعين لاحد. وعندما سمى الدروز كطائفة وليس كمذهب اسلامي تابع لـ «الحصة الاسلامية» فقرار الدروز ليس عند احد، لهم وجودهم وكيانهم ويجب الاخذ به من منطلق انهم مكون لبناني اساسي على غرار كل المكونات وفي هذا الكلام «جائزة ترضية» للنائب وليد جنبلاط والتزام من السيد نصرالله شخصياً لجنبلاط انه سيحمي الكيان الدرزي وخصوصيته في السياسة ولن يسير بما يضره او يهمشه منذ حكومة ميقاتي في العام 2011. وهذا الالتزام مشابه كذلك للعهد المقطوع من السيد نصرالله للرئيس عون منذ العام 2006 بتأييد الرئيس الماروني الاكثر مشروعية شعبية والاكثر تمثيلاً.

الثابتة الثانية وهي اخراج الثنائي الشيعي امل وحزب الله من دوامة الاتهامات بانهما مع التمديد في مواجهة عون وباسيل وجعجع او مع الستين في مقابل الفراغ.

فالسيد نصرالله اوضح مقصده جليا عندما قال ان الشيعة او الثنائية تربح بأي قانون وتظل «واقفة» كما اخرج الصراع المزعوم ان المشكل بين الشيعة بقيادة بري ونصرالله في مقابل السنة بقيادة الحريري.

فوفق الاوساط فتح نصرالله بوابة انطلاق التسوية على مصراعيها فكانت اولى شراراتها من عين التينة امس الاول حيث اصر بري «على الهواء» في نكران «ابوة التمديد» قبل «صياح النهار الحكومي الجديد» المنعقد في بعبدا امس. فلا تمديد ولا فراغ ولا ستين بل نسبية كاملة كرست بالعنوان والمضمون بعدما صار مؤيدوها كثرا، من بري ونصرالله وعون والحريري وجنبلاط لكن «الحفر والتنزيل» صار اليوم في عدد الدوائر بين 11 و15 دائرة واصرار جنبلاط على وحدة الشوف وعاليه واصرار الفريق المسيحي والحريري على الصوت التفضيلي للمرشح، اي ترجيح كفة احد الفائزين على زملائه في اللائحة الواحدة وفي الدائرة الواحدة التي تضم بطبيعة الحال التلاوين الطائفية لكل المكونات في الدائرة المعنية.

وعليه تؤكد الاوساط ان «صفارة الحل» انطلقت منذ ايام، رغم ارتفاع النبرة السعودية ضد ايران لكنه «صراخ» على ساحات اخرى غير لبنان، الذي يرى فيه كل طرف دولي واقليمي اليوم ممراً لانطلاقات وركائز مشاريعه، لا ساحة اشتباك او توتر او زعزعة استقرار، لذلك مظلة الحلول باقية فوق لبنان. لكن تظهير التسوية سيكون حتما بعد تاجيل جلسة 15 ايار الى نهاية الشهر الجاري وحكما قبل 20 حزيران المقبل، تختم الاوساط.