يواجه لبنان أزمة تفلت سلاح مستفحلة، وجديد تلك الظاهرة حادثة آلمت المجتمع اللبناني تمثلت بوفاة الشابة سارة سليمان (24 عاما) لدى خروجها من ملهى Blue Bar في مدينة زحلة إثر إقدام المدعو قاسم رفيق المصري المعروف بـ”طه المصري” (وبحقه 4 مذكرات توقيف) على إطلاق النار بطريقة عشوائية على بعض الشبان المتجمهرين خارج الملهى بسبب حادث مروري عطل حركة السير ما أزعج المصري فبادر لاطلاق النار ما ادى لمقتل الشابة سارة وأصاب الشاب سيمون معوض برجله.
ليست الحادثة الاولى ولن تكون الاخيرة في بلد يكثر فيه السلاح المنتشر بين الناس لكن كيف تواجه زحلة تفلت السلاح وما هي الاجراءات الأمنية التي يجب اتخاذها؟
هل تقفل الملاهي عند الساعة 12 ليلاً؟!
يشرح رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب الأسباب التي تؤدي الى وقوع مثل هذه الاحداث المؤسفة في زحلة فيقول في حديث لـIMLebanon ان “الشباب في قرى البقاع لا مكان لهم للسهر الا في زحلة، لكن بعضهم يكثرون تناول الكحول او يتعاطون المخدرات ما يؤدي الى افتعال بعض المشاكل خصوصا انهم يطيلون السهر حتى ساعات الفجر الأولى وهذا الامر نسعى الى معالجته”.
ويلفت الى “اننا نريد تخفيف هدر أرواح الشباب لانها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مشكلة في زحلة، فبعض الشبان يسكرون ويفقدون القدرة على السيطرة على افعالهم، ونحن لا يمكننا منع شرب الكحول اثناء السهر او وضع حراس للبلدية في كل ملهى او حانة، ولا يمكننا السيطرة على توزيع المشروب، ولكن ما يزعجنا هو دخول بعض الشبان تحت عمر الـ18 والـ17 ونحن نقوم بكل ما يلزم عبر تحرير الانذارات، ووجدنا حلا ولكنه طور المناقشة وسنناقشه مع اعضاء المجلس البلدي واصحاب الملاهي والحانات، وهو ان نقفل ابواب الملاهي عند الساعة 12:00 من منتصف الليل بدل ان تبقى حتى ساعات الفجر الأولى، فعند الساعة 12:00 نسبة المشروب تكون اقل بقليل”!
ويوجه زغيب رسالة الى الشبان الذين يسهرون في زحلة، متمنياً عليهم أن “يذهبوا الى السهر من اجل الفرح وتمضية الوقت وليس لافتعال المشاكل وألا يلجأوا الى تعاطي المخدرات، فلا احد يعلم عما إذا الشاب الذي اطلق النار كان تحت تأثير المخدرات او في حالة سكر، ولا علم لدينا إذا الرصاصات التي اطلقها كانت طائشة”. ويدعو “الى التخفيف من مشكلة المخدرات في البقاع بسبب كثرة التعاطي الموجود في المنطقة”.
ويؤكد زغيب أن “البلدية بحاجة الى التمويل لكي تستطيع ان تتصرف بحزم اكبر خصوصا اننا قادمين على موسم صيف وعلينا ان نعطي صورة ايجابية للمدينة، فما حصل يمكن ان يحصل في اي مدينة في لبنان ولكن نقول للناس ألا يخافوا بالتوجه الى زحلة والسهر وتمضية الوقت”.
المعلوف: لا فلتان امنيا في زحلة ويجب تطبيق الخطة الأمنية
من جهته وعلى المقلب السياسي، يرفض عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب جوزيف المعلوف في حديث لـIMLebanon التعميم أن “زحلة مدينة فيها فلتان امني، لان ما حصل هو تصرف فردي ومن الواضح انه يتطلب ضبطا”.
ويلفت الى “اننا نعاني من مشكلة وهي مسألة حيازة السلاح لانها ليست محصورة فقط بمنطقة زحلة او منطقة البقاع، فاليوم هناك تواجد للسلاح في ايدي عدد كبير من المواطنين، ونحن نعلم للاسف ان استمرار وجود السلاح خارج الدولة يحلّل قليلا وجود السلاح الفردي المنتشر على كل الأراضي اللبنانية، فالمشكلة على صعيد لبنان”.
ويشدد على أن “مسؤولية الأمن في كل لبنان هي من مسؤولية القوى الامنية”، كاشفاً ان “هناك حالة خاصة في البقاع انه لم تطبق بعد الخطة الامنية بالشكل المطلوب، فكان هناك نية ان تطبق في العام الفائت من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق، لذلك نتمنى تفعيل الخطة الامنية بشكل اوسع واكبر على صعيد البقاع، بما فيها الدخول الى المناطق التي لا تزال ملاذا آمنا للمطلوبن والخارجين عن القانون”.
ويأمل وجود جدية اكبر في تطبيق الخطة الامنية التي اعلن عنها الوزير مؤخرا، والمطلوب اليوم استكمال الخطوات وعلى رأسها ان يكون هناك قدرة إضافية للقوى الامنية لكي تقوم بهذا الواجب بما فيها عتيد وعداد، لان الاعداد ناقصة في منطقتنا وفي البقاع ككل، والقيادات الامنية تؤكد هذا النقص ما يؤدي الى عرقلة استكمال الخطة”. كما يشدد على ضرورة رفع الغطاء عن المرتكبين والمساهمة مع القوى الامنية لايقاف الفارين من العدالة وتوقيف جميع المطلوبين.
المعلوف يؤكد ان “مدينة زحلة على ابواب فصل الصيف، والحادث فردي ويجب عدم التعميم، وبالرغم من كل ما يحصل في لبنان فزحلة لا تزال من المناطق الآمنة في لبنان، مجددا الاصرار “على استكمال وتطبيق الخطة الامنية في كل لبنان لان من يحمل السلاح لا يقطن في زحلة وانما على امتداد لبنان بشكل عام والبقاع بشل خاص، ونأمل ان تسعى القوى الامنية الى خلق جو من الطمأنينة والاستقرار في زحلة”.