IMLebanon

خضرة: ليكن موضوع العمالة الأجنبية الشغل الشاغل للمسؤولين

 

 

 

أعلن رئيس جمعية “لابورا” الاب طوني خضرة أن “سنة واحدة بالعد والتمام تبعدنا عن يوبيل العشر سنوات لتأسيس لابورا، وتعلمون أن عملنا اقتصر توجيه حوالي 86000 على الوظائف ومساعدات الدولة والعمل على حوالي 41000 وظيفة شاغرة في القطاعين العام والخاص حيث تم توظيف حوالي 12500 شاب وشابة.

خضرة، وفي كلمة القاها في حفل عشاء في كازينو لبنان لمناسبة مرور تسع سنوات على تأسيس لابورا، قال: “نقول ذلك أمامكم لا للافتخار والتبجح، لأننا نحن لم نقم بهذا العمل خلال تسع سنوات، بل أنتم جميعا من قمتم بذلك: متبرعون، داعمون، معلنون ورعاة هيئات إدارية وعامة وفريق العمل والمتطوعين. إن كل ما قمنا به نحن هو أن نكون خداماأمينين على ثقتكم بنا لما قدمتموه أنتم للابورا. أنتم الناجحون، أنتم الأبطال، أنتم لابورا الحقيقية. رسالتنا الليلة إلى اللبنانيين كافة بأن لابورا ستحافظ على ركائزها الثلاثة: العلمانية في خدمة كل إنسان، مسكونية العمل مع 13 كنيسة ممثلة في لبنان، وطنية لكل لبنان واللبنانيين. بعد عمل مضني قمنا به لمدة تسع سنوات، الكل، مسلمين ومسيحيين، إعترف بالغبن الحاصل للمسيحيين وأكد على شرعية تحركنا وعملنا. وواجبنا جميعا اليوم المشاركة في معالجة هذا الغبن. والأهم أن المسيحيين أنفسهم إعترفوا بأنهم مقصرين مع ذواتهم بالدرجة الأولى، ومنهم من شارك أيضا في هذا الغبن وساهم بالإنسحاب من الدولة. نعم كلنا شاركنا بغبن أنفسنا ولا بد أن نصرخ الليلة معترفين أمام بعضنا: طوني، محمد ومعروف: “ماذا فعلت بأخيك مسلما كان أم مسيحيا؟”.

وأضاف: “خلاصنا وحدتنا، ووحدتنا دربنا إلى القيامة الحقة للبنان. وحدتنا المسيحية ووحدتنا الإسلامية ووحدتنا الوطنية. وهنا نحيي كل إتفاق أو لقاء بين المسيحيين والمسلمين أنفسهم وبين اللبنانيين كافة. لأن هكذا يكون لبنان أو لا يكون ابدا. كفانا تشرذما كفانا تفردا بالقرارات المصيرية والجماعية. فالتعددية الفردية والأنانية مشكلتنا، وعلمنا أصبح عبئا علينا.خلاصنا أن لا يذهب أي لبناني إلى وظيفة دولة أو إلى طلب مساعدة من أي مؤسسة عامة قبل أن يصحب معه أخيه اللبناني مسلما كان أم مسيحيا”.

وتابع: “أحبائي ألا تلاحظون أن شك توما في الأمس الغابر أصبح اليوم حالة معممة في مجتمعنا. الكل يشك بالكل، حتى مؤسساتنا أصبحت موضع شك للكثيرين. المطلوب أن نتحلى بالشجاعة الكبيرة وأن نقول لكل المشككين: ” تعالوا هاتوا إصبعكم وضعوه في مؤسساتنا وفي كنائسنا وفي مدارسنا وفي جامعاتنا وفي مستشفياتنا وفي رعايانا وفي سياساتنا وفي وزاراتنا، وصدقوا أن الله هنا، الرب القائم من الموت هنا، الرحمة هنا، المجانية هنا والخدمة هنا وكل الحب هنا. وكونوا مؤمنين لا غير مؤمنون. كما نطلب من جميع الذين يعتبرون أنفسهم أنهم أبناء القيامة والحياة أن لا يصلبوا توما اليوم ويعزلوه، بل أن يفهموه ويعذروه، وليجعلوا منه دعوة حقيقية لنا ولمؤسساتنا لنعيد النظر في رسالتنا وجوهر دعوتنا. لتظهر يوميا في حياتنا مفاعيل القيامة، حتى نستحق أن نقول المسيح قام هنا عندنا: في بيتي وفي مؤسستي وليس فقط من قلب صخور أورشليم الفارغة اليوم من أبنائها الحقيقيين”.

وقال: “لقد شهدنا لمدة سنتين ونصف غيابا لرئاسة الجمهورية وبعض المؤسسات في الدولة وعادت اليوم الأمور إلى نصابها وعادت الأدوار إلى أصحابها الحقيقيين. لذلك أصبح هم التوازن عندنا من مسؤولية المرجعيات السياسية والروحية اللذين عليهم أن يتحملوا مسؤولية إنخراط الجميع في الدولة وكفاءة التعيينات وتحقيق الإصلاح والتغيير. نعم هذا هو دور السلطة السياسية بالدرجة الأولى ودورنا في لابورا أن نوجه ونحفز وندرب ونساعد الشباب والباقي عليكم أيها المسؤولين وخصوصا المسيحيين منهم تقع المسؤولية الكبرى. نسأل الليلة بإلحاح وللمرة المئة: أين قضيتنا كمسيحيين؟ فلا وحدة من دون قضية، ولا قضية دون إستراتجية واحدة ننفذها كل وفق مواهب الله له، ولا وحدة دون تضامن وتعاون.فلنترك التشرذم ولنذهب إلى الوحدة ولنترك التأثير السلبي علينا في الوطن ولنذهب للتأثير الإيجابي من قبلنا على الوطن”.

وشدد على انه “من غير المسموح بعد اليوم للمسيحيين أن يستمروا بالتشكي وأن يشعروا بالغبن”. وقال: “عندهم نصف الحكومة وأكثر ورئيس جمهورية قوي يرفع شعار الإصلاح والتغيير. وعندهم المناصفة في الفئة الأولى كلها، والكفاءة العلمية في باقي الفئات. فماذا نريد بعد؟ إلا إذا كان رب البيت لا يريد البنيان فباطلا يتعب البناؤون: لبنانييون كانوا غرباء أو مستأجرون. إن هذه المعادلة لا تلغي إطلاقا دور شركائنا في الوطن والقيام بالمسؤولية عينها، لأن لا فضل للانسان على أخيه الإنسان إلا بالخدمة والمحبة”.

وتابع: “في لقاء مطول مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قدمت لابورا رؤيتها للإصلاح الإداري والتي تضمنت في خطوطها العريضة: الإستفادة من المادة 95 بتمثيل الطوائف بصورة عادلة وتأمين المناصفة ومراعاة الوفاق الوطني. وضرورة إدخال تعديلات أساسية على نظام المباريات وإلزام الوزراء بتوقيع مراسيم تعيين الناجحين. إلى التعيينات الإدارية التي يجب أن تخضع لمبدأ الكفاءة والجدارة والأقدمية وخطة واضحة لتفعيل أجهزة الدولة الرقابية وكيفية توزيع مساهمات الدولة لكل الأفراد والجماعات والجمعيات بالعدالة”.

وعرض الاب خضره لإنجازات لابورا وقال: “لأننا أبناء الحياة لا يمكن أن نتوقف أمام أي صعوبة، ولا يمكن للحياة أن تتوقف فينا، فمن يصبر إلى المنتهى يخلص فلذلك لا بد من التأكيد على:

أ – إتساع حدود لابورا وثقافتها الجديدة وضرورة مواكبة الجميع لهذا العمل.

ب ‌- إتساع نجاح الدورات التدريبية التي نقوم بها وإزدياد عدد المتقدمين وجدتهم.

ت ‌- فتح فروع جديدة في كل لبنان

ث‌ – حاجتنا تكبر إلى إمكانيات ضخمة وموازنة موسعة.

ج‌- الحاجة إلى دعم أكبر من المرجعيات السياسية والروحية كلها لنحمي إنجازاتنا وعملنا التقني والمهني.

ح‌- الإصرار على التعاون المستمر مع الجميع وتفعيل قاعدة مشتركة للمؤسسات المسيحية والأنشطة على الأرض”.

أضاف: “يبقى أن نسأل بموضوع إنخراط المسيحيين في الدولة: أين دور العائلة والمؤسسات التربوية والكنسية بهذا الخصوص؟ وماذا نفعل مقابل تشكينا الدائم من غيابنا عن الدولة. وهنا لا بد من عرض بعض إيجابيات هذا الإنخراط:

أ -‌ في ظروف الإضطراب والحروب موظف الدولة إستمر في البقاء وتأمين لقمة عيشه وطبابته ولم يهاجر.

ب ‌- في الظروف الإقتصادية الصعبة اليوم، يبقى الموظف في الدول ةمستقرا ولا احد يهدده بوظيفته في وقت تقفل أبواب مؤسسات خاصة كثيرة وتهيمن يد العاملة الأجنبية فيها.

ت ‌- موظف الدولة يبقى في أرضه وقريته وهذا مطلبنا للبقاء في أرضنا وهذه أفضل وسيلة لإستثمار أراضينا.

1 – لذلك نطلب بإلحاح من الحكومة اللبنانية ومجلس النواب عدم إتخاذ أي قرار بإلغاء التوظيف في الدولة لأن ذلك يشجع التوظيف بالتعاقد والتشبيح في الإدارات وتثبيت الخلل الذي حصل في السنوات السابقة. فالهدر يا سادة في الموازنة لا يأتي من التوظيف وفق الحاجة والأصول، بل يأتي من المحاصصة الطائفية والسياسية في الوظائف. وإذا كانت الدولة الأم الحنون فكيف يمكنها أن تقول لأولادها لا مكان لكم في بيتي؟ هاجروا وفتشوا عن أم لكم في الإغتراب؟

2 – نذكر بأننا حذرنا في العشاء السابق وفي لقاءات إعلامية كثيرة من موضوع العمالة الأجنبية الذي يتفاقم يوميا ونعيد التحذير هذه الليلة، مطالبين الحفاظ على أجيالنا في وطننا وأن يكون هذا الموضوع الشغل الشاغل للحكومة والمسؤولين عندنا. فلا بد أن نعرف بأن الحروب تندلع أيضا من أجل الرغيف وكرامة العيش”.