Site icon IMLebanon

“الفراشة” سارة سليمان: إمنحوا عيني لمن لم يرَ في حياته شروق الشمس

 

عام 2011 كانت سارة سليمان لا تزال في الـ18 من عمرها، وقررت ان تجعل من موتها حياة لأناس آخرين وبعد 6 سنوات قتلها وحش متفلت من قيم الانسانية عمد الى اطلاق النار عشوائياً امام ملهى في زحلة حيث كانت تحتفل بعيد ميلاد احد اصدقائها هناك.

“الفراشة” كما يحلو لاقربائها تسميتها، كتبت تدوينة بمثابة وصية مؤثرة عبر “فيسبوك” اكدت فيها التبرع باعضائها بعد رحيلها وهي لم تعلم ان القدر كان بالمرصاد والرصاص المتفلت سيكون سبباً في انتهاء حياتها مبكراً جداً… وقالت في الرسالة:

“سيأتي يوم يرقد فيه جسدي فوق فرشة بيضاء طويت بعناية بين زوايا السرير الأربع في مستشفى ملئ برائحة الولادة والموت وفي لحظة ما سيعلن الطبيب ان دماغي قد توقف عن العمل وأن حياتي قد انتهت فمتى حل ذلك لا تحاولوا بث روح اصطناعية في جسدي ولا تستخدموا الآلات ولا تسٌموا هذا فراش الموت بل فليكن فراش الحياة وتعالوا خذوا من جسدي لكي ينعم الآخرون بحياة اكمل
امنحوا عيني لمن لم يرى في حياته شروق الشمس
أو وجه طفل أو الحب في عيني امرأة.
وهبوا قلبي لمن لم يحظ من قلبه بغير الألم الدائم
وأعطوا دمي لمراهق انتزع من حطام حادث
لعله يعيش حتى يرى أحفاده يمرحون.
وأهدوا كليتي لمن يحتاجها
لتساعداه على الأستمرار يوماً بعد يوم.
خذوا من جسدي ما يجعل صبياً أخرس يصرخ عند ركل الكرة
وفتاة صماء تسمع صوت المطر يرشق نافذتها.
وخذوا عظامي وكل عضلة ونسيج وعصب في جسمي
وابحثوا عن وسيلة تجعل طفلاً مشلولاً يسير.
وإذا كان لابد من دفن شي
فإدفنوا خطاياي وضعفي
وجميع أحقادي على أخوتي البشر
وأعطوا آثامي للشيطان وروحي لله
وإن رغبتم عرضاً أن تتذكروني
فإذكروني بعمل طيب أو كلمة رقيقة لمن يحتاج إليها
فإذا فعلتم كل ما طلبت … سأبقى حياً للأبد”.

وبالفعل هذا ما فعل أهل سارة المفجوعين، فأحيا موت سارة 5 أشخاص كانوا بحاجة إلى أعضاء كي يكملوا حياتهم.