IMLebanon

تجنّبوا هذه الأخطاء الشائعة… في التربية

 

 

يبذل الآباء والأمهات عادةً أقصى الجهود لتفادي الأخطاء في تربية الأبناء، ما يضمن تمتّع الطفل بالصحة النفسية. لكنّ جهودهم لا تقيهم من الوقوع في بعض الأخطاء الشائعة التي تبدو بسيطة، إلّا أنّ آثارها كبيرة في نفسية الطفل.

هل تثنيان على طفلكما دائماً، وتوجّهان له الإطراء مقابل أيّ عمل يقوم به؟ هل تحاولان دائماً حمايته من ارتكاب الأخطاء؟ وهل تدركان أنه يتأثر بسلوككما وتصرفاتكما؟ إليكم بعض الأخطاء التي يرتكبها الآباء والأمهات في التربية.

 الثبات على موقف

إنّ استعمال الأهل المزاجية مع الطفل من خلال منعه عن أشياء أو سلوكيات اليوم والسماح له بها في اليوم التالي دون شرح أسباب المنع أو التراجع عنه، مسألة تثير اضطراب الطفل. من المهم أن يحدّد الأهل قائمة الممنوعات وينفذوها بشكل حاسم دائماً، فلا يتراخون اليوم ويحسمون غداً ما يضع الطفل في حيرة من أمره، فلا يعرف الصح من الخطأ، ولا الدوافع وراء قرارات أهله في حياته.

 عدم المبالغة بالإطراء

لنساعد الولد على تكوين شخصيته وثقته بنفسه، واحترامه لذاته يجب توجيه الإطراء والمديح له في حال قام بمجهود وتمكّن من الوصول الى غاية معيّنة بنجاح. فالإطراء يمنح الآخر طاقات إيجابية، ويعطي قيمة لشخصه وعمله، كما يرفَع من معنوياته، وهو سببٌ أساس وراء تقدّم الطفل. ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ المديح والتحفيز الإيجابي لا يجب أن يُمنحا للأطفال في جميع الحالات، وفي حال ارتكابهم الأخطاء، إذ تكون لكذب الأهل على الطفل وحتّى على أنفسهم تداعيات سلبية. ففي حال لم يتمكّن الولد من تحقيق نجاح معيّن نلفت نظره إلى مكامن الخطأ وندلّه على الطريق الصحيح منعاً لتكراره، مع الحرص على تفادي إهانة الطفل أو التجريح به.

إلى ذلك، تؤكّد دراسة أميركية أنّ الأطفال الذين يحصلون على ثناء كبير من الأبوين، يميلون لعدم القيام بالواجبات الصعبة خوفاً من الإخفاق وبالتالي عدم الحصول على الثناء الذين اعتادوا عليه.

 إحترام خصوصية الطفل

الخصوصية لا تقتصر على الكبار فقط، فللطفل خصوصية أيضاً على الأهل احترامها. دخول غرفة الطفل له آداب يجب احترامها مثلاً، ومنها الاستئذان قبل الدخول. كما لا يحق للأهل تفتيش أشياء الطفل الشخصية على هواهم.

يمنع ابراهيم ابنته من تناول الأكل عند الأقارب ويقول لها: “لا تطلبي الأكل عند الناس ولو ضيفوكِ شيئاً أشكريهم ولا تأكلي”، أما هو فلا يحرم نفسه من أيّ طبق حلويات أو أكلة لذيدة يقدّمها له الآخرون من أقارب وأصدقاء عندما يذهب لزيارتهم، فيلتهم كلّ صحن يصل إلى يده. وها هو فريد أيضاً، يردّد على مسامع ابنه أهمية أن يقوم بنشاطات ويحظى بأصدقاء بدل مشاهدة التلفزيون واللعب بالألعاب الإلكترونية طوال اليوم، بينما ينزوي هو كل ليلة ليشاهد التلفزيون لساعات. في هذا السياق ينصح الخبراء الأهل بعدم القيام بأفعال يطلبون من أطفالهم الابتعاد عنها.

لا تمنعاه عن الأخطاء

يحيط بعض الآباء الهوس من أن يقترف ولدهم أيّ خطأ، فيلاحقونه ويمطرونه بوابل من الإرشادات. ولكن تنبّهوا، أنّ علماء النفس يؤكدون أنّ الطفل يتعلّم من أخطائه لذا من المهم أن يُجاذف في مواقف معيّنة أو يرتكب بعض الأخطاء إذ إنها تُكسبه خبرة في الحياة.

 إمنحه الوقت

يخصص الأهل العصريون الوقت لعملهم، والاهتمام بمستلزمات البيت وشراء الأغراض وأيضاً الاهتمام بأنفسهم وبمظهرهم الخارجي وأناقتهم، ويكون كلّ ذلك غالباً على حساب الطفل والوقت المخصّص له. انشغال الأهل الدائم عن الطفل بحياتهم المهنية والاجتماعية، كما بهواتفهم الذكية التي لا تفارقهم، عوامل تُشعر الطفل بعدم أهميته، ما يدفعه إلى القيام بتصرفات غريبة لكسب اهتمام الأهل.

 لا للاستهانة به

” ما هيدا ولد شو فهّمو”، عبارة لا تفارق الكثير من الآباء والأمهات، الذين يستخفّون بفكر أبنائهم، إلّا أنّ الطفل بخياله الواسع ودقّة ملاحظته قادرٌ على تذكّر أشياء كثيرة وقابل للاستمتاع بأيّ نشاط يقوم به. فمن المهم تقديره ودعمه وعدم الاستهانة به حتّى لو كان بعض أفكاره غير منطقية.

 لا تتشاجرا أمامه

شجار الأب والأم الدائم أمام الطفل، يخلّف في نفسه آثاراً سيئة وتداعيات وخيمة. فحتّى لو لم يقصد الآباء الإضرار بأطفالهم، إلّا أنّ الخلافات المستمرّة أمامهم تُشعرهم بالخوف وعدم الأمان، بحسب أخصائية المشكلات الأسرية تيري جازبارد. و ينعكس ذلك على الأطفال بصورة صعوبات في النوم، وتشتّت في المدرسة، وعزلة وانطواء، وتجنّب الأنشطة الاجتماعية، وصولاً إلى مواجهة صعوبات كبيرة في الارتباط عندما يكبرون.