تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى قيادة تحالف دولي مكون من20 دولة لمكافحة “إرهاب “حزب الله”.
وكشف أخيرا عن عقد وزارة المالية الأميركية اجتماعا موسعا ضم ممثلين عن مجموعة الدول الأعضاء في “مجموعة التنسيق الأمني الدولية” وممثلين عن جهاز الأنتربول الدولي.
ومن أهداف الحراك الأميركي التوصل إلى خلق آلية ضغط دولية فاعلة وقادرة على ضرب كل سبل تمويل “حزب الله” في إطار إستراتيجية شاملة لا تستثني الراعي الأساسي له وهي إيران. وتوازي الإدارة الأميركية بين العمل العسكري ضد الحزب في سوريا وتجفيف منابع تمويله.
وتقول صحيفة “العرب” أن هناك معطيات ميدانية تؤكد أن هناك توجها فعليا للإدارة الأميركية للإمساك عسكريا بالحدود العراقية السورية والأردنية السورية للحيلولة دون تشكيل إيران حزام أمني سبق وأن حذرت منه الأردن، وأيضا لقطع الطريق على الامدادات لحزب الله، ونسف تشكيل نواة له في تلك المناطق.
وتعتبر بعض القراءات أن لبنان لن يكون بمنأى عن التأثيرات المحتملة للتصعيد العسكري المقبل لأن منطقة المواجهة المحتملة محاذية لمنطقي العرقوب وشبعا اللبنانيتين.
وتشير مصادر إلى أن الرؤية الأميركية تقوم على ضرورة تلازم الحرب على داعش والقضاء عليها بضرب “حزب الله”، الذي يتجاوز تهديده إسرائيل إلى المنطقة بأكملها.
ولا تخرج سبل المواجهة التي يرجح أن يعتمدها “حزب الله” لمواجهة الحصار المالي عن لجوئه إلى تفعيل عمليات نهب الموارد المالية للدولة اللبنانية، إضافة إلى خلق حالة من الذعر الاقتصادي تجبر جميع القوى السياسية على الدفاع عنه منعا لانهيار الاقتصاد.
ويتوقع من ناحية أخرى أن يعمد “حزب الله” إلى تفعيل خيار الحرب مع إسرائيل من خلال عمليات محدودة.
ويعتبر الخبير الأمني والعسكري ومستشار رئيس حزب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا أن المرحلة الحالية هي “مرحلة حرب شرق أوسطية محتدمة تخوض فيها إيران حربا ضد العالم العربي”.
ويدرج دخول الولايات المتحدة على خط النزاع العربي الإيراني في إطار محاولة إعادة ضبط إيقاع الأمور في المنطقة بعد مرحلة ساد فيها التخبط وانعدام الرؤية.
ويشير إلى حرص الولايات المتحدة على التحالف مع العالم العربي ومحاصرة النفوذ الإيراني ولجم منظمة “حزب الله” ومشتقاتها عبر الشروع في التدخل العسكري المباشر في سوريا وضبط الحدود العراقية، إضافة إلى إعادة النظر في فرض عقوبات على إيران تتوازى مع عقوبات تفرض على “حزب الله”.
ويؤكد قاطيشا أن تأثير الهجمة الأميركية على حزب الله “ستنعكس إيجابا على لبنان الذي تحاول إيران جره إلى تموضع يناقض تموضعه التاريخي في المنطقة”.
ويستبعد قاطيشا خلافا لمعظم القراءات السائدة إمكانية لجوء حزب الله إلى افتعال حرب مع إسرائيل لأنه “غير قادر عسكريا واستراتيجيا على ذلك، ولأنه يعلم ان الخسائر التي ممكن أن تصيبه في حال أقدم على هذا الخيار في ظل الظروف القائمة حاليا قد تتسبب بتدمير بنيته الميدانية”.
ويلفت إلى أن الانعكاس المحتمل لأي عملية عسكرية ترعاها الولايات المتحدة على لبنان “سيكون محدودا للغاية، ولكن المسار الإيجابي الذي يمكن أن يفتحه سيكون مفيدا للغاية للبنان حيث أن ضرب النفوذ الإيراني في سوريا، وخنق حزب الله سيستتبع حكما إسقاط نظام الأسد ما سيسمح بعودة الأمور في لبنان إلى طبيعتها، وبداية تلمس طريق حل الأزمات المستعصية”.
ويقرأ الربط الأميركي بين ضرب حزب الله والقضاء على داعش بوصفه دلالة على وضوح الرؤية الأميركية التي تنظر إلى كل من الأسد، وإيران وحزب الله وداعش بوصفهم كتلة واحدة، موحدة، وتتغذى من بعضها”.
ويشدد مستشار رئيس حزب القوات على أن واشنطن تريد من وراء قيادة تحالف دولي لضرب حزب الله التأكيد على أن الحزب “لم يعد مسألة لبنانية أو إقليمية وحسب، ولكنه تحول إلى خطر دولي مع وجود خلايا وشبكات إرهابية تعمل لصالحه في أوروبا، وأفريقيا وفي مناطق عديدة من العالم، إضافة إلى العلاقات التي تربطه بتجارة المخدرات العالمية”.
ويضيف قائلا “لن توقف الإدارة الأميركية حملتها ضد حزب الله قبل أن يتم تحقيق معادلة تضمن شل قدرته على التحرك”.