دعا رئيس مؤسسة “لابورا” الاب طوني خضره إلى “الكفّ عن التشرذم والتفرّد بالقرارات المصيريّة والجماعيّة، فالتعدّديّة الفرديّة والأنانيّة مشكلتنا، وعلمنا أصبح عبئاً علينا”.
وأضاف: “أحبّائي ألا تلاحظون أن شكّ توما في الأمس الغابر أصبح اليوم حالةً معمّمة في مجتمعنا. الكلّ يشكّ بالكلّ، حتى مؤسساتنا أصبحت موضع شك للكثيرين. المطلوب أن نتحلّى بالشجاعة الكبيرة وأن نقول لكل المشكّكين: “تعالوا هاتوا إصبعكم وضعوه في مؤسساتنا وفي كنائسنا وفي مدارسنا وفي جامعاتنا وفي مستشفياتنا وفي رعايانا وفي سياساتنا وفي وزاراتنا، وصدّقوا أنّ الله هنا، الرّب القائم من الموت هنا، الرحمة هنا، المجانيّة هنا والخدمة هنا وكلّ الحبّ هنا. وكونوا مؤمنين لا غير مؤمنون”.
وطلب من “جميع الذين يعتبرون أنفسهم أنهم أبناء القيامة والحياة أن لا يصلبوا توما اليوم ويعزلوه، بل أن يفهموه ويعذروه، وليجعلوا منه دعوة حقيقية لنا ولمؤسساتنا لنعيد النظر في رسالتنا وجوهر دعوتنا. لتظهر يوميّاً في حياتنا مفاعيل القيامة، حتى نستحق أن نقول المسيح قام هنا عندنا: في بيتي وفي مؤسستي وليس فقط من قلب صخور أورشليم الفارغة اليوم من أبنائها الحقيقيين”.
وأشار خضره إلى أنّ “بعد عودة الأدوار إلى أصحابها الحقيقيين (الانتخابات الرئاسية)، أصبح همّ التوازن عندنا من مسؤوليّة المرجعيات السياسية والروحية اللذين عليهم أن يتحملوا مسؤولية إنخراط الجميع في الدولة وكفاءة التعيينات وتحقيق الإصلاح والتغيير”.
هذا واعتبر أنّ “دور السلطة السياسية بالدرجة الأولى ودورنا في لابورا أن نوجّه ونحفّز وندرّب ونساعد الشباب والباقي عليكم أيّها المسؤولين وبخاصة المسيحيين منهم تقع المسؤولية الكبرى”. متسائلاً “بإلحاح وللمرّة المئة: أين قضيّتنا كمسيحيين؟ قائلاً:” لا وحدة من دون قضية، ولا قضية دون إستراتجية واحدة ننفذها كلٌّ وفق مواهب الله له، ولا وحدة دون تضامن وتعاون”.
إليه شدّد خضره على أنّه “من غير المسموح بعد اليوم للمسيحيين أن يستمرّوا بالتشكّي وأن يشعروا بالغبن. عندهم نصف الحكومة وأكثر ورئيس جمهورية قويّ يرفع شعار الإصلاح والتغيير وعندهم المناصفة في الفئة الأولى كلّها، والكفاءة العلميّة في باقي الفئات. فماذا نريد بعد؟ إلاّ إذا كان ربّ البيت لا يريد البنيان فباطلاً يتعب البنّاؤون: لبنانييون كانوا غرباء أو مستأجرون”، موضحاً أنّ “هذه المعادلة لا تلغي إطلاقاً دور شركائنا في الوطن والقيام بالمسؤوليّة عينها، لأنّ لا فضل للإنسان على أخيه الإنسان إلاّ بالخدمة والمحبّة”.
وفي هذا الإطار ذكّر خضره باللقاء مع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون حيث “قدّمت لابورا رؤيتها للإصلاح الإداري والتي تضمنت في خطوطها العريضة: الإستفادة من المادة 95 بتمثيل الطوائف بصورةٍ عادلة وتأمين المناصفة ومراعاة الوفاق الوطني. وضرورة إدخال تعديلات أساسية على نظام المباريات وإلزام الوزراء بتوقيع مراسيم تعيين الناجحين. إلى التعيينات الإدارية التي يجب أن تخضع لمبدء الكفاءة والجدارة والأقدميّة وخطّة واضحة لتفعيل أجهزة الدولة الرقابيّة وكيفية توزيع مساهمات الدولة لكل الأفراد والجماعات والجمعيات بالعدالة”.
كلام خضره، جاء في احتفال مؤسسة “لابورا” بعشائها السنوي التاسع في صالة “السفراء” في كازينو لبنان، ومن الحضور: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بالوزير بيار رفول، السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا ممثلاً قداسة البابا فرنسيس، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمونسنيور روكز برّاك، البطريرك مار يوحنا العاشر يازجي للروم الأرثوذكس ممثلا بالدكتور الياس الحلبي، المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية القس الدكتور سليم صهيوني ممثلاً بالقس الدكتور أدغار طرابلسي، مدير عام الجمارك بدري ضاهر ممثلاً بالعقيد عادل فرنسيس، مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم ممثلاً بالرائد جورج حنا، رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل ممثلاً بباتريك أنطون، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلاً ببيار بعيني، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ممثلاً بالياس حنكش، رئيس حزب الطاشناق النائب أغوب بقردونيان ممثلاً بأمين عام الحزب سيروج أبيكيان، رئيس حزب حركة الإستقلال ميشال معوض ممثلاً بجوني نمنوم، رئيس مؤتمر الأقليات أدمون بطرس، رئيس عام الرهبنة الأنطونية المارونية الأباتي داوود رعيدي ممثلاً بالأب المدبّر جورج صدقه، نائب بطريركي عام المطران مارون العمّار ممثلاً بالأب خليل عرب، نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا ممثلاً بالخوري أيلي أبراهام، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ممثلاً بالنائب العام المونسنيور شربل أنطون، راعي بطريركية كيليكيا للأرمن الكاثوليك المطران جورج أسادوريان، المحامي أنطوان اقليموس رئيس الرابطة المارونية ممثلاُ بأنطوان واكيم، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، الوزير نقولا صحناوي ممثلاً بجان وارطنيان، النائب أيلي عون ممثلاً بجان-ميشال عون، مدير عام المؤسسة الاجتماعية المارونية الاب نادر نادر، مدراء عامّين ورؤساء مصالح ودوائر، ممثلي الكنائس الـ 13، رؤساء مجالس إدارات رعاة العشاء، المكرمين والمكرمات في القطاعين الخاصّ والعامّ، ؤساء الجامعات والمعاهد وممثليهم ومؤسسات تربوية، وحشد من وسائل الاعلام اللبنانية والاعلاميين، ومندوبي وهيئات لابورا.
خضره أعلن أن “سنة واحدة بالعدّ والتمام تبعدنا عن يوبيل العشر سنوات لتأسيس لابورا”، عارضاً بعض الأرقام التي تختصر عمل المؤسسة لتسع سنوات: “توجيه حوالي 86000 على الوظائف ومساعدات الدولة والعمل على حوالي 41000 شاغرة في القطاعين العام والخاص حيث تمّ توظيف حوالي 12500 شاب وشابة”.
واعتبر أنّ “هذه الإنجازات لم يقم بها فريق عمل لابورا بل الجميع: متبرّعون، داعمون، معلنون ورعاة هيئات إدارية وعامة وفريق العمل والمتطوّعين، قائلاً:” إنّ كل ما قمنا به نحن هو أن نكون خدّاماً أمينين على ثقتكم بنا لما قدّمتموه أنتم للابورا. أنتم الناجحون، أنتم الأبطال، أنتم لابورا الحقيقية”.
وشدّد خضره على أنّ “رسالتنا في هذه المناسبة إلى اللبنانيين كافة بأن لابورا ستحافظ على ركائزها الثلاثة: العلمانية في خدمة كل إنسان، مسكونية العمل مع 13 كنيسة ممثلة في لبنان، وطنية لكل لبنان واللبنانيين”.
ورأى خضره أنّ “بعد العمل مضني الذي قمنا به لمدة تسعة سنوات، الكل، مسلمين ومسيحيين، تم الإعتراف بالغبن الحاصل للمسيحيين والتأكيد على شرعيّة تحركنا وعملنا”، وقال:”واجبنا جميعاً اليوم المشاركة في معالجة هذا الغبن. والأهم أن المسيحيين أنفسهم إعترفوا بأنّهم مقصرين مع ذواتهم بالدرجة الأولى، ومنهم من شارك أيضا في هذا الغبن وساهم بالإنسحاب من الدولة”.
كما اعتبر أنّ “خلاصنا وحدتنا، ووحدتنا دربنا إلى القيامة الحقّة للبنان. وحدتنا المسيحيّة ووحدتنا الإسلاميّة ووحدتنا الوطنيّة، خلاصنا أن لا يذهب أي لبناني إلى وظيفة دولة أو إلى طلب مساعدة من أي مؤسسة عامة قبل أن يصحب معه أخيه اللبناني مسلماً كان أم مسيحياً”، وحيّا “كل إتفاق أو لقاءٍ بين المسيحيين والمسلمين أنفسهم وبين اللبنانيين كافّةً. لأنّ هكذا يكون لبنان أو لا يكون أبداً”.
ومن جهة أخرى، عرض الاب خضره لانجازات ورؤيا المؤسسة:” إتساع حدود لابورا وثقافتها الجديدة وضرورة مواكبة الجميع لهذا العمل. إتساع نجاح الدورات التدريبية التي نقوم بها وإزدياد عدد المتقدمين وجديّتهم. فتح فروع جديدة في كل لبنان. حاجتنا تكبر إلى إمكانيات ضخمة وموازنة موسعة. الحاجة إلى دعم أكبر من المرجعيات السياسية والروحية كلها لنحمي إنجازاتنا وعملنا التقني والمهني. الإصرار على التعاون المستمر مع الجميع وتفعيل قاعدة مشتركة للمؤسسات المسيحية والأنشطة على الأرض”.
وطرح بعض التساؤلات حول موضوع إنخراط المسيحيين في الدولة: “أين دور العائلة والمؤسسات التربوية والكنسية بهذا الخصوص؟ وماذا نفعل مقابل تشكينا الدائم من غيابنا عن الدولة؟ وإذا كانت الدولة الأم الحنون فكيف يمكنها أن تقول لأولادها لا مكان لكم في بيتي؟ هاجروا وفتّشوا عن أمٍّ لكم في الإغتراب؟”
كما عرض بعض إيجابيات إنخراط المسيحيين في الدولة:
أ- في ظروف الإضطراب والحروب موظف الدولة استطاع الاستمرا وتأمين لقمة عيشه وطبابته ولم يهاجر.
ب- في الظروف الإقتصادية الصعبة اليوم، يبقى الموظف في الدولة مستقراً ولا أحد يهدده بوظيفته في وقتٍ تقفل أبواب مؤسسات خاصة كثيرة وتهيمن يد العاملة الأجنبية فيها.
ت- موظف الدولة يبقى في أرضه وقريته وهذا مطلبنا للبقاء في أرضنا وهذه أفضل وسيلة لإستثمار أراضينا.
كما طالب “الحكومة اللبنانية ومجلس النواب بعدم إتخاذ أي قرار بإلغاء التوظيف في الدولة لأنّ ذلك يشجع التوظيف بالتعاقد والتشبيح في الإدارات وتثبيت الخلل الذي حصل في السنوات السابقة. فالهدر يا سادة في الموازنة لا يأتي من التوظيف وفق الحاجة والأصول، بل يأتي من المحاصصة الطائفية والسياسية في الوظائف”.
وجدّد خضره تحذيره من “موضوع العمالة الأجنبية الذي يتفاقم يوميّاً”، مطالباً بـ”الحفاظ على أجيالنا في وطننا وأن يكون هذا الموضوع الشغل الشاغل للحكومة والمسؤولين عندنا. فلا بد أن نعرف بأن الحروب تندلع أيضاً من أجل الرغيف وكرامة العيش”.
وفي الختام، لفت خضره إلى أنّ “لابورا هذه السنة أرادت أن نكرّم كوكبة من موظفي القطاع العام والشركات الخاصة مؤكدين بذلك بأن وجود مثل هؤلاء ضمانة بأن لبنان بألف خير”، منوّهاً بتكريم “اللواء ابراهيم بصبوص بيننا الذي أردناه دليلاً على إيماننا بأن لبنان باقٍ لأن فيه من أمثاله وأمثال المكرمين الآخرين. والتوازن مستمر لآن داعميه ومحبّيه ما زالوا هنا بيننا”.
وخلال العشاء عرض بعض الأشخاص المتقدمين الى الوظائف والناجحين من خلال لابورا لشهادات حيّة عن خبرتهم مع لابورا، وهم شانتال بو جودة التي نجحت في مؤسسة “ليبنور” عن وظيفة مهندس شارة المطابقة، الأب طوني أبو عساف الذي نجح عن وظيفة أستاذ ثانوي اختصاص فلسفي في وزارة التربية، وزياد شدياق الناجح عن وظيفة محرر في هيئة إدارة السير التابعة لوزارة الداخلية.
وتم تكريم عدد من المسؤولين السابقين الذين خدموا في الإدارة العامة هم: اللواء جورج قرعة مدير عام امن الدولة، اللواء ابراهيم بصبوص مدير عام قوى الامن الداخلي، العميد جورج لطوف رئيس الاركان في قوى الأمن الداخلي، العميد كابي خوري رئيس الخدمات الاجتماعية في قوى الأمن الداخلي، العقيد وديع خاطر رئيس اللجنة الفاحصة في الامن العام، القاضي مروان كركبي رئيس هيئة القضايا في وزارة العدل، فيصل قسيس رئيس مصلحة الشؤون الادارية في وزارة المالية، ساميا فغالي مديرة البرامج الاذاعية في إذاعة لبنان.
كما كرّمت لابورا شركتين خاصتين في سوق العمل اللبناني كونهما أكثر شركتين وظفتا من خلال لابورا، وأبلغتا بالوظائف الشاغرة، وهما: BML Isticharat وArope Insurance، والدكتور داني الراسي المدرِّب في “لابورا” لمساهمته في تأمين التدريب المجاني لعدد كبير من المتقدمين إلى الوظائف في القطاع العام، ونوّه هذا الأخير في كلمة ألقاها بـ”دور مؤسسة لابورا والجهود التي تبذلها، لاسيما في مجال التدريب”، معتبراً أنّها “المؤسسة الوحيدة التي تدرّب بجدّية الأشخاص المتقدّمين إلى وظائف الكليّة الحربية والطلاب إلى مباريات الدخول إلى الجامعة اللبنانية”، وأبدى “كل استعداده للتعاون الدائم”، شاكراً “القيّمين على المؤسسة على هذا التكريم”.
وكانت كلمة باسم المكرمين ألقاها اللواء بصبوص استهلّها بالقول:”يسرُّني أن اتكلّمَ باسمِ زملائي المكرَّمين من السلكِ المدني الذين برعوا في وظائفِهم، وأدّوا واجباتِهم على أكملِ وجهٍ، ونالوا محبّةَ الناسِ وتقديرَهم، وهم السيدة ساميا فغالي، القاضي مروان كركبي، السيد فيصل قسيس، العقيد وديع خاطر، وزملائي الأعزّاء: اللواء جورج قرعه، والعميدان كابي الخوري وجورج لطوف”.
ورأى أنّ “ثقافة التكريمِ تعتبر واحدةً من أهمِّ الأمورِ التي تساعدُ على نموِّ المجتمعاتِ ورقيّها، باعتبار أنّ تكريمَ أشخاصٍ في الخدمةِ الفعليةِ، يدفعُهم بقوّةٍ نحو التميّزِ والتفوّقِ، ويحفّزهم نحو عجلةِ التقدّمِ والتطوّرِ في عملِهم. أمّا تكريمُ أشخاصٍ في التقاعدِ، فهو نبلٌ من المكرِّمِ ورقيٌّ له، ولفتةُ وفاءٍ وعرفانٍ للمكرَّمين تُجاه ما انجزوه، وتحفيزًا لمن يأتي بعدهم، للاستمرارِ في العطاء”.
وأضاف: “شرّفتنا مؤسسة لابورا بتكريمِها لنا، هذه المؤسّسةُ التي تتميزُ بدورِها المحوري في الحدِّ من هجرةِ إخوانِنا المسيحين، والدفاعِ عن حقوقِهم في وطنِهم، والسعيِ الحثيثِ لتأمينِ فرصِ العملِ لهم، وحثِهم على الدخولِ إلى الوظائفِ العامّةِ المدنيةِ والعسكريةِ والأمنيةِ، بحيث كان واضحًا لنا ولجميع المسؤولين السعيُ الدؤوبُ والمتواصلُ لرئيس هذه المؤسّسةِ الأب طوني خضره، الذي كان له الفضلُ الكبيرُ في استكمالِ العددِ اللازمِ من الطائفةِ المسيحيةِ الكريمةِ، في دورتَي تطوّعِ الرتباءِ والأفرادِ، بعدَ أن عانينا نقصًا ملحوظًا في مسألة العددِ؛ كلّ ذلك، للمحافظة على التوازنِ، فأنقذَنا وأنقذَ الدورتَين، ووفّر فرصةَ شرفِ الخدمةِ في قوى الأمن الداخلي للمتطوعين من باقي الطوائف”.
وأكّد أنّ “لبنان لا يحلِّقُ إلّا بجناحَيه: المسيحيِّ والمسلمِ، وأنا أزيدُ على هذا القولِ: إنّ الوطنَ، كي يحلقَ عاليًا، لا بدّ من أن يكون هذان الجناحان سليمَين، وأن تكونَ ريشاتُ كلِّ جناحٍ منسجمةً ومتوافقةً جميعها، على حبِّ الوطنِ، فوطنُنا، في هذه المرحلةِ الحسّاسةِ والدقيقةِ التي تمرُّ فيها المنطقةُ، بحاجةٍ إلى تعاونِنا جميعًا، وإلى تغليبِ المصلحةِ الوطنيةِ على المصالحِ الشخصية”.
ودعا بصبوص “الجميعَ إلى تضافرِ الجهودِ، والتضحيةِ لحلِّ المشاكلِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، وإلى دعمِ الجيشِ والقوى الأمنيةِ التي ضحّت، وما زالت تضحّي، وتقدّمُ الشهداءَ في سبيلِ تأمينِ الحدِّ الأقصى من الأمنِ والأمانِ للوطنِ وللمواطنين، كلِّ المواطنين والمقيمين”.
وأهدى بصبوص هذا التكريمَ إلى “عائلاتِنا الكريماتِ: زوجاتِنا وأولادِنا الذين ضحّوا كثيرًا معَنا، في خلالِ فترةِ تولّينا المسؤولياتِ، وإلى فريقِ عملِ كلِّ واحدٍ منّا، وأخصُّ بالذكرِ، فيما خصني، كلَّ ضبّاطِ وعناصرِ قوى الأمنِ الداخلي – ذكورًا وإناثًا- الذين استبسلوا في حفظِ الأمنِ والنظامِ، وحمايةِ الحقوقِ والحرّياتِ، ومكافحةِ الجرائمِ على أنواعِها، كما أهدي هذا التكريمَ إلى أرواحِ شهدائِنا الأبطالِ الذين سقطوا دفاعًا عن أمنِ الوطنِ والمواطنين، كلِّ المواطنين والمقيمين”.
وفي الختامِ، شكر بصبوص “باسمه وباسمِ زملائه المكرَّمين، مؤسسة لابورا، وعلى رأسِها الأب طوني خضره، على هذه المبادرةِ الكريمةِ”، متمنّيًا لها “التوفيقَ والتقدّمَ لما فيه مصلحةُ المسيحيّين والوطنِ، بكلِّ طوائفِه”.
كما تم إطلاق موقع “لابورا” بحلّته الجديدة والمتطورة www.laboraonline.com وسيصبح متوفّراً في نهاية الأسبوع الجاري.
هذا وتخلل العشاء برنامجاً فنياً متنوعاً، مع الفنان نقولا الاسطا وفرقته الموسيقية الذين قدموا باقة من أجمل الأغاني.
إشارة إلى أنه قدم الحفل الإعلامي نخلة عضيمي الذي أشاد بجهود مؤسسة “لابورا” ودورها المحوري في الحدّ من هجرة المسيحيين والدفاع عن حقوقهم الأساسيّة في وطنهم الأمّ.