Site icon IMLebanon

“حزب الله” مرتاح لخطوات قائد الجيش

 

 

كتب كمال ذبيان في “الديار”:

الانجازات الميدانية التي يحققها الجيش اللبناني لا سيما المرابض في عرسال، في الاشهر الاخيرة، زادت الثقة بالمؤسسة العسكرية التي هي محل اجماع اللبنانيين بمختلف شرائحهم السياسية وانتماءاتهم الطائفية والمناطقية، ولذلك اسباب عديدة، ابرزها ان الجيش هو على مسافة واحدة من الجميع، وينفذ قرار السلطة السياسية اللبنانية، وحمى السلم الاهلي، ورسخ الامن والاستقرار بالتعاون مع الاجهزة الامنية الرسمية الاخرى، التي اظهر التنسيق فيما بينها عن تمكنها من كشف شبكات ارهابية وتوقيف عناصرها، وهو ما كان محل تقدير من جميع الدول التي تقوم بتقديم المساعدات للجيش.

على هذه الثقة بالجيش يقوم ويستمر التنسيق بينه وبين المقاومة، دون النظر من يكون الضابط في قيادة الجيش، وقد بدأ مع اول قائد للجيش بعد اتفاق الطائف العماد اميل لحود، الذي اظهر بالممارسة كيف يحمي المقاومة في الداخل ويرفض الصدام معها، كما كان يريد البعض، اذ تؤكد مصادر حزبية حليفة للمقاومة، أنه يُشهد للعماد لحود انه ارسى عقيدة قتالية للجيش ووقع اسس التعاون والتنسيق مع المقاومة ورفض ان يطردها من الجنوب، كما حاول من هم في السلطة ان يطلبوا منه في تموز 1993.

ولم يتوقف التعاون بين الجيش والمقاومة في ظل قيادة العماد ميشال سليمان، قبل الانسحاب السوري من لبنان وبعده وإن حصل تباين في نهاية عهده الرئاسي، وتواصل مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، وهو مكمل مع القائد الحالي العماد جوزف عون، تقول المصادر وتشير الى ان المقاومة مرتاحة للقائد الجديد، وهو من بين اسماء ضباط ثلاثة كانوا مقترحين لهذا المنصب، كانوا موضع ثقة واحترام وتقدير من قبل قيادة “حزب الله”، اذ ان الترجمة الفعلية لاظهار التفاعل مع الضباط لا سيما منهم قادة الالوية والسرايا، عندما يكونون عند خطوط التماس مع العدو الصهيوني في الجنوب، او مع العدو الارهابي عند السلسلة الشرقية من جبال لبنان وتحديداً في عرسال وجرودها اضافة الى رأس بعلبك والفاكهة والقاع.

“فحزب الله” مرتاح لأداء الجيش ومطمئن الى قائده الجديد، الذي كان قائداً للواء التاسع في عرسال، وجاء منه الى اليرزة، وقبله كان في الجنوب في القطاع الشرقي، وفي المكانين كان على تواصل مع قيادة “حزب الله” تقول المصادر، وهذا امر طبيعي، لان الحكومات المتعاقبة ما بعد الطائف اقرت في بياناتها الوزارية بحق لبنان في المقاومة، واعلنت عن التنسيق مع الجيش وصدرت مقولة “الجيش والشعب والمقاومة”.

فالارتياح الذي يبديه “حزب الله” تجاه قيادة الجيش، ونجاح العمليات التي قام بها في عرسال وجرودها، وتمكنه من القاء القبض على ارهابيين متورطين في القتال ضد الجيش وقتل ضباطه وعناصره، ثم في رصد تحركات المجموعات الارهابية في عرسال وجرودها، ونصب كمائن واعتقالهم او قتلهم، اعطت اشارات ايجابية الى ان هذا الاسلوب الذي يعتمده الجيش، يوفر معركة واسعة ومفتوحة تقول المصادر التي تشير الى ان “حزب الله” نجح مع الجيش السوري في تحرير مناطق واسعة في جبال القلمون والزبداني وقارة وقبلها في القصير، وحاصر المسلحين في الجرود، كما عزل حركتهم وقيدها، وبقيت بؤر له تتواصل مع جرود عرسال، حيث بدأ الجيش يتعامل معها ويمنعها من تحقيق اهداف لها، كخرق مواقع الجيش او التهديد باجتياح المنطقة والعبور منها نحو البقاع ومناطق اخرى، وقد سقطت هذه المخططات تقول المصادر، وبات الجيش قادراً على التحرك العسكري الميداني، وباتت المبادرة بيده، ولم يعد “حزب الله” يضع في اولوياته معركة عرسال وجرودها، التي باتت في عهدة الجيش وهو يقوم بالمهمة، وقد اختلفت الظروف كثيراً، عما كانت عليه قبل سنوات، ولم يعد في عرسال من يقبل ان يحتضن هذه المجموعات الارهابية، كما كان الوضع مع بداية الازمة السورية، وولى زمن علي الحجيري (ابو عجينة)، والشيخ مصطفى الحجيري (ابو طاقية) وقد انكشف امام اهالي عرسال الذين يطالبون الجيش، بأن يحرر بلدتهم من الارهابيين، وزار وفد منهم قيادة الجيش وعرضوا امامها الوضع في عرسال حيث يبلغ عدد النازحين السوريين ثلاثة اضعاف ابناء البلدة، المحرومين من جني مواسمهم الزراعية او الصعود الى مقالعهم وكساراتهم ومعاملهم ومنها يعتاشون.

وساعد الجيش في تنفيذ مهامه في الاشهر والاسابيع الاخيرة، انه بات يمتلك اسلحة متطورة من صواريخ “لاو” الى ابراج مراقبة مع مناظير حديثة، تمكنه من رصد تحركات المسلحين، الذين باتوا تحت مراقبة طائرات من دون طيار، اذ تتلقى غرفة العمليات في قيادة الجيش المعلومات الدقيقة عن تحركات المسلحين، الذين كانوا يهددون لبنان، فباتوا هم مهددين بصواريخ وقذائف الجيش ومكامنه والوصول الى عقر مواقعهم.