كتبت صحيفة “العرب” اللندنية”: غادرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دائرة التردد بإعلانها عن إجراءات متعددة لاستعادة ثقة دول الخليج في سياسة الولايات المتحدة وجسر الهوة معها بعد ظلال الشك التي خلفتها ولاية باراك أوباما الثانية. وآخر هذه الإجراءات كان قرار البيت الأبيض دعم القدرات العسكرية السعودية لإحداث التوازن الضروري مع إيران.
وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض الجمعة إن الولايات المتحدة على وشك استكمال سلسلة من صفقات الأسلحة للسعودية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار، وذلك قبل زيارة ترامب للرياض المقررة ليوم 19 ايار الجاري.
وأضاف المسؤول أن هذه الحزمة قد تزيد في نهاية الأمر عن 300 مليار دولار خلال عشر سنوات لمساعدة السعودية على تعزيز قدراتها الدفاعية.
وقالت مراجع دبلوماسية عربية في واشنطن إن إدارة ترامب تسعى لإثبات جديّتها في بناء تحالف قويّ مع السعودية يكون نواة لتحالف أشمل ضد إيران وضد داعش في نفس الوقت، وإن الإعلان عن تزويد الرياض بالطلبات العسكرية العاجلة التي تتطلّبها حرب اليمن، أو بطلبات ذات أهداف استراتيجية يستدعيها صراع المواقع الإقليمية مع إيران يكشف عن انتقال الإدارة الأميركية الجديدة من الوعود إلى الأفعال.
وأشارت المراجع إلى أن نية واشنطن تزويد إيران بصفقات أسلحة تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار في القريب العاجل تمثل تمهيدا جديا لإنجاح زيارة ترامب إلى السعودية والقمم الثلاث التي ينوي عقدها في الرياض مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بشكل منفصل، أو مع قادة دول مجلس التعاون، والقمة الإسلامية الأميركية الأوسع إثر ذلك.
واعتبرت أن الإعلان عن الصفقة مع السعودية وقبله صفقة الصواريخ مع الإمارات سيرفع سقف الانتظار من قمم الرياض الثلاث، ويحيي الرهان الإقليمي على دور أميركي يعيد التوازن في مواجهة التمدد الإيراني، فضلا عن تقوية التحالف ضد الإرهاب.
وأقرت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، بيع 160 صاروخاً من نوع “باتريوت” الدفاعية إلى الإمارات العربية المتحدة، بقيمة ملياري دولار.
وقال بيان لوزارة الخارجية إن واشنطن أقرت “مبيعات عسكرية أجنبية محتملة إلى حكومة الإمارات العربية المتحدة لصواريخ باتريوت باك- 3، وجيم- تي، بقيمة ملياري دولار”.
وكانت وكالة رويترز كشفت قبل أسبوع عن أن واشنطن تعمل على إجازة صفقات أسلحة للسعودية تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات بعضها جديد والبعض الآخر قيد البحث قبل زيارة ترامب.
وتعد الولايات المتحدة المورد الرئيسي لمعظم احتياجات السعودية من طائرات مقاتلة من طراز إف- 15 إلى أنظمة قيادة وتحكم تساوي عشرات المليارات من الدولارات في السنوات الأخيرة.
وقال المسؤول “إنّنا في المراحل الأخيرة من سلسلة صفقات” يجري ترتيبها كي تتزامن مع زيارة ترامب للسعودية، وإنّ الحزمة تشمل أسلحة أميركية وصيانة وسفنا والدفاع الجوي الصاروخي والأمن البحري.
وأضاف”سنرى التزاما كبيرا جدا.. وهو يهدف بطرق كثيرة إلى بناء قدرات من أجل التهديدات التي يواجهونها”، مشيرا إلى أنه “أمر طيب للاقتصاد الأميركي ولكنّه أمر طيّب أيضا فيما يتعلّق ببناء قدرات تتناسب مع تحديات المنطقة. ستظل إسرائيل تحتفظ بتفوق”.
وكشف المسؤول عن أن ترامب سيحضر في الرياض ثلاث مناسبات كبيرة وهي اجتماعات مع المسؤولين السعوديين، وجلسة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست، وغداء مع زعماء عرب ومسلمين تم توجيه دعوة لستة وخمسين منهم لبحث مكافحة التطرف.
واعتبر محللون أن هذه القمة ستوفر فرصة لمعالجة عدد من المسائل التي يحيط بها الغموض في موقف ترامب، بينها موقفه من السعودية وهل يرتقي إلى مستوى من الشراكة أم ستظل الرياض في نظر واشنطن جهة ممولة للاقتصاد الأميركي، ما قد يوسع الهوة بين الجانبين خاصة بعد أن نوعت السعودية ودول خليجية أخرى شركاءها العسكريين والاقتصاديين وتمسكها بكسر نظام الاعتماد على الحليف الواحد.
ويرى المحللون أن القمة ستتيح الفرصة لاختبار تصريحات ترامب ضد إيران، وهل يمكن أن يرتقي التحالف الذي كثر الحديث عنه إلى تحالف فعال استراتيجيا، أم أن إثارته بهذا الزخم هدفها تحسين شروط التفاوض الأميركي على دور أكثر حضورا في سوريا إلى جانب الدور الروسي.