تقرير خالد مجاعص
على الرغم من أنّ نادي الهومنتمن خاض أوّل نهائيّ له في بطولة لبنان لكرة السلّة في تاريخه، إلّا أنّه في المقابل، لم يخش مواجهة عملاق البطولة نادي الرياضي الذي دخل المواجهة، وهو يخوض سلسلة مبارياته النهائيّة الرقم 16، ففاز عليه بنتيجة 61-57.
فالهومنتمن لم ير في تلك المواجهة أيّ عقدة بل العكس هو الصحيح، إذ عرف الفريق الأرمنيّ كيف يفرض إيقاعه على أرض الملعب، فارضاً مباراة دفاعيّة بامتياز، فتقدّم على خصمه، إنّما من دون أن يتمكّن في خلق فارق مريح. فالهومنتمن وضع عنواناً للمواجهة الأولى هو عدم السماح للرياضي من التقدّم في أيّ وقت من المباراة. في المقابل، كانت خطّة الرياضي التي وضعها المدرّب أحمد فرّان واضحة من ناحية العمل على تعطيل قدرات فادي الخطيب الهجوميّة بإسناد تلك المهمّة إلى أفضل مدافع في البطولة جان عبد النور.
فاللقاء هو دفاعيّ من الجانبين، حيث لم يسجّل فريق الهومنتمن سوى ثلاثيّتين من 15 محاولة عن الرميات الثلاثيّة، على الرغم من أنّ لاعبيه هم الأبرز عن تلك المسافة، كذلك كانت نسبة الرياضي كارثيّة عن تلك المسافة أيضاً، إذ لم يسجّل الرياضي أيّ رمية ثلاثيّة ناجحة في 8 محاولات. وأمام كلّ تلك المعطيات، كان من الصعب على أيّ من المفاتيح الهجوميّة من الجانبين أن يأخذ المباراة على عاتقه، إلى أن قال دواين جاكسون كلمته، وكان هو الفاصل في تفوّق الهومنتمن على الرياضي.
نعم، ما هو مؤكّد أنّ قوّة الدفاع طغت على المباراة بأكملها، باستثناء الأداء الخارق للأميركيّ دواين جاكسون الذي كان نجم اللقاء من دون منازع، فسجّل 21 نقطة والتقط 12 ريباوند وسرق 4 كرات، فسمح للهومنتمن بالتفوّق على الرياضي بنتيجة 61-57، ليتقدّم عليه بنتيجة 1-0 في السلسلة النهائيّة، التي على الفائز فيها تحقيق أربع انتصارات من أصل 7 مباريات. في المقابل، كان النيجيريّ أمينو الأفضل هجوميّاً في الرياضي إذ سجّل لفريقه 21 نقطة و11 ريباوند، ليكون الثنائي أمينو-جاكسون قد سجّلا معاً مجموع 42 نقطة من مجموع 118 نقطة (أي مجموع نقاط الفريقين).
من الناحية الدفاعيّة، كان جان عبد النور الأفضل إذ لم يسمح للخطيب سوى بتسجيل 10 نقاط، من بينها 5 رميات حرّة، أي أن الخطيب لم يسجّل سوى ثلاثية وثنائيّة والبقيّة من الرميات الحرّة. من ناحية الريباوند، جاء التفوّق من مصلحة الهومنتمن مع 46 ريباوند مقابل 42 للرياضي، بينما تعادل الفريقان في إضاعة الفرص مع ارتكاب كلّ فريق 15 تمريرة خاطئة “تورن أوفر”، وتعادلا في سرقة الكرات مع 8 ستيل لكلّ من الفريقين.
فما يمكن قراءته بعد هذا اللقاء الأوّل بينهما في النهائيّ، أنّ الرياضي في حاجة ماسّة إلى قنّاصه عن الثلاثيّات الصربيّ برانكو، ليعيد التوازن إلى الرياضي، خصوصاً في غياب نجم المنارة وائل عرقجي. أمّا من ناحية الهومنتمن، وعلى لرغم من تقدّمه 1-0، سيكون من الصعب جدّاً عليه التفوّق في المنارة الأربعاء إذا لم يتمكّن من إيجاد حلّ في فكّ الحصار عن قائده فادي الخطيب، لأنّ الرياضي في المنارة سيكون حاسماً تحت السلّة بوجود الثلاثيّ أمينو ، علي حيدر واسماعيل أحمد.
وفي النهاية، المباراة الثانية في المنارة قد تكون حاسمة في حال تقدّم الهومنتمن 2-0 في السلسلة، وقد تكون حاسمة في عودة الرياضي إلى جوّ النهائيّ في حال فوزه على ملعبه، وعندها لن تكون المباراة الثالثة نزهة لأصحاب الأرض.