Site icon IMLebanon

“نسبية حزب الله”… العنوان الوحيد لتفاوُض “شفير الهاوية”

 

 

كتبت ليندا عازار في صحيفة “الراي” الكويتية:

عكَسَ سحْب رئيس البرلمان نبيه بري من التداول أمس اقتراحه القاضي بإنشاء مجلس شيوخ (يمثّل الطوائف ويُعهد اليه البتّ بأمور مصيرية) بالتزامن مع مجلس نوابٍ (وفق النسبية الكاملة) يحافظ على المناصفة مرحلةَ «التشاؤل» التي تسود مسار البحث عن قانون انتخاب جديد تتشابك على «جبهته» حساباتٌ «ثأرية» ذات صلة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة واعتباراتٌ مستقبلية تطلّ على الاستحقاق الرئاسي المقبل والأهمّ مقارباتٌ لهذا القانون تعتبره «المفتاح» لإعادة تكوين السلطة وترسيم التوازنات فيها، الطائفية والمذهبية والسياسية، بخلفياتٍ داخلية واقليمية.

ولم يكن سحب بري طرْح المجلسيْن من التداول مفاجئاً للأوساط السياسية، باعتبار ان رئيس البرلمان كان أعلن بنفسه سابقاً انه بعد 15 مايو، التاريخ الذي كان محدَّداً لجلسةٍ لم تنعقد امس للتمديد لمجلس النواب (بلا قانون جديد)، فإن صيغة إنشاء مجلس الشيوخ كضمانة (للمسيحيين) مقابل النسبية الكاملة بدوائر موسعة في مجلس النواب توضع جانباً، ناهيك عن ان كل الإشارات التي صدرت عن «حزب الله» حيال هذا الطرح أظهرت تحفُّظه عن «اجتزاء» تطبيق التعديلات الدستورية التي نص عليها اتفاق الطائف وعزْل قيام مجلس الشيوخ عن مسار إلغاء الطائفية السياسية لمصلحة تكريس مناصفة مسيحية – اسلامية في البرلمان من دون مراعاة الحصص المذهبية (على عكس ما هو معمول به حالياً).

وجاء البيان المقتضب الذي صدر أمس، عن رئاسة مجلس النواب والذي أكد «ان خروج اقتراح مجلس الشيوخ من التداول بحلول 15 مايو لا يعني أن الأجواء ليست إيجابية مع كل الفرقاء ولا سيما أن النسبية هي موضوع البحث القائم»، ليطلق إشارة انتقال التفاوض حول قانون الانتخاب في المرحلة الفاصلة عن انتهاء الدورة العادية لمجلس النواب (31 الجاري) كما عن انقضاء ولايته (20 يونيو) الى عنوان وحيد هو «النسبية الكاملة» على قاعدة «المجلس الواحد». علماً ان هذه النسبية شكّلت العنوان الثابث لـ «معركة القانون» التي يخوضها «حزب الله» بالتكافل والتضامن مع شريكه في الثنائية الشيعية الرئيس بري والتي تَسبّبت بـ «تفسخات» في العلاقة مع «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) الذي ينخرط في مواجهةٍ تحت عنوان تحسين التمثيل المسيحي يَشتمّ منها الآخرون رغبةً منه في «حياكة» قانون يوفّر كتلة مسيحية وازنة (للتيار والقوات اللبنانية) قادرة على التحكم في مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ورغم حرص بري على ترْك «نافذةِ إيجابية» مع قفْله الباب على صيغة «المجْلسيْن»، إلا ان هذا التطور يؤشر الى انتقال لعبةِ «عضّ الأصابع» الى مستوى أكثر من «التطاحن» الذي سيدور من الآن وصاعداً على «شفير الهاوية» التي يشكّلها بدء العدّ التنازلي لإمكان دخول البرلمان في فراغٍ لن يسلّم به الثنائي الشيعي وقد يضع البلاد «في فوهة» أزمةٍ يمكن ان تهدد النظام برمّته في لحظة بالغة الخطورة اقليمياً ودولياً.

ويمكن في هذا السياق رصْد الآتي:

وتبعاً لذلك، فإن «ما بعد 15 مايو» كما كان أسماه بري، صار محكوماً بالبحث عن ضوابط بديلة للنسبية الكاملة في مجلس النواب تتركّز على حجم الدوائر والصوت التفضيلي، وسط استمرار كل طرف بالإبقاء على «أسلحته الثقيلة» على الطاولة لتحسين شروطه التفاوضية وتحقيق ما أمكن من مكاسب. ويمكن اختصار هذه «الأسلحة» بالآتي:

واعلن عون امس، ان «المجال لا يزال مفتوحاً حتى 19 يونيو المقبل للاتفاق على قانون انتخاب جديد ونحن نعمل دائماً لضمان حقوق كل المكونات».