بينما يستعد رئيس الحكومة سعد الحريري للمشاركة في قمة الرياض دون تقديم شروحات كافية عن موقع لبنان في هذه «الاحتفالية» السعودية بقدوم رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب للاعلان عن بدء مواجهة ايران وحلفائها في المنطقة، تجري على الحدود الشرقية عملية سياسية – عسكرية – امنية لاقفال هذا الملف النازف منذ بدء الحرب على سوريا.
وفي هذا السياق، اكدت مصادر معنية بهذا الملف لصحيفة “الديار” ان الجميع الان في «سباق مع الوقت»، الجيش اللبناني والمقاومة يسعيان للاستفادة من الوضع الميداني الصعب للمجموعات الارهابية لدفعها نحو ابرام تسوية تخرجها من الجرود، ولا تريدان لها ان تلتقط انفاسها، ما يجعل الرعاة الاقليميين الذين يطالبون هؤلاء بالصمود لتحسين شروط اي اتفاق، يتراجعون ويعطون «الضوء الاخضر» لاتمام «الصفقة». ومن هنا يمكن فهم طبيعة التحركات على الارض حيث يتم التحرك على ثلاثة خطوط متوازية، الخط الاول والثاني ميداني تتولاه بشكل رئيسي المؤسسة العسكرية من خلال زيادة منسوب الضغط الامني والعسكري على الارض عبر الاستهداف الممنهج للمواقع في الجرود، والخط الثالث سياسي – تفاوضي يتولاه حزب الله لانضاج تسوية تخرج المسلحين الى ادلب.
ووفقا لتلك الاوساط، حصل “حزب الله” على الضمانات الكاملة من الدولة السورية حول تسوية متكاملة تشمل عملية انتقال المسلحين، ووضع النازحين، ووصلت تلك الضمانات الى الطرف الاخر، عبر «وسيط» محلي لكن الجهة الاقليمية الضامنة في الدوحة لم تبلور بعد اجوبة واضحة حول تفاصيل هذه العملية، ثمة تلويح بأثمان مطلوبة مقابل هذا الاخلاء، كما «تشتم رائحة» مماطلة لابقاء هذا «الجرح» نازفا اطول مدة ممكنة لاستخدامه في عملية استنزاف لحزب الله وعدم منحه «نصرا استراتيجيا» يريحه في الداخل في ظل معارك الحدود المفتوحة على مصراعيها في سوريا والعراق..
ووفقا للمعلومات، فان القيادات الميدانية في «النصرة» ترغب بترك المنطقة منذ شهرآذار 2016 بعد الاستعادة الاولى لمدينة تدمر يومذاك ارسلت اكثر من «رسالة» في هذا الصدد، ودخلت في مواجهات دامية مع مقاتلي «داعش» في الجرود، واليوم بعد سقوط جميع خطوط الامداد الاستراتيجية في الجانب السوري بات محسوما لدى هؤلاء ان البقاء ليس الا انتحارا، لكن حتى الان لم يأت «الضوء الاخضر» من الاستخبارات القطرية المتحكمة بقرار انسحابهم واعادة انتشارهم في ادلب. وفي الانتظار علم ان الدولة السورية وحزب الله ابلغا من يعنيهم الامر ان»العرض» المقدم ليس مفتوحا، واذا كان الجانب الاخر ينتظر «اثمانا» غير منطقية فلن يحصل عليها، الثمن الوحيد المتاح الان هو ضمانات بإخراج هؤلاء من منطقة ساقطة عسكريا، والاستثمار السياسي فيها منعدم…
طبعا حتى الان، لا قرار سياسي من الحكومة اللبنانية «بحسم» معركة الجرود، لكن هذا لم يمنع ارتفاع مستوى التنسيق بين الجيش والمقاومة في هذه المرحلة الدقيقة، الانتظارسيكون على «نار حامية» الضغط الميداني في الجرود نحو المزيد من التصعيد «ورسالة» الجيش في استهداف قيادات «النصرة» قبل ساعات بالغ الدلالة، ومن الجدير التذكير، كما تقول تلك الاوساط، ان المؤسسة العسكرية لا تقدم في هذه المواجهة «فحص دم» لاي جهة، لتنال «شهادة» في مكافحة الارهاب، المساعدات الاميركية للجيش غير مرتبطة باي تعهدات، ولا يمكن لقيادة الجيش ان تقدم اي التزامات خارج اطار الخطوط العامة المتفق عليها على المستوى الوطني