وقع انفجار في حفل للمغنية الأميركية أريانا غراندي بمدينة مانشستر في شمال انكلترا ليل الاثنين 22 ايار، مما أدّى إلى مقتل 22 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 59. وقال مسؤولان أميركيان إنّ الدلائل الأولية تشير إلى أنّ انتحارياً نفذ التفجير.
وعلى رغم أنّ تنظيم “داعش” المتشدّد لم يعلن المسؤولية رسمياً عن الحادث، الا انّ انصاره احتفلوا على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب الانفجار، حيث استخدمت حسابات مرتبطة بالتنظيم على “تويتر” وسوماً تشير إلى الانفجار لنشر رسائل احتفالية وشجع بعض المستخدمين على شنّ هجمات مماثلة في مناطق أخرى.
من جهتها، قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إنّ السلطات تتعامل مع الحادث باعتباره “هجوماً إرهابياً”. وإذا تأكد ذلك فسيكون أكثر هجمات المتشدّدين فتكاً في بريطانيا منذ أن قتل أربعة مسلمين بريطانيين 52 شخصاً في تفجيرات انتحارية استهدفت شبكات النقل في لندن في تموز 2005.
واستجابت الشرطة في حوالي الساعة 21:35 بتوقيت غرينتش لبلاغات عن انفجار في قاعة مانشستر أرينا للحفلات التي تتسع لنحو 21 ألف شخص حيث كانت المغنية الأميركية تحيي حفلاً أمام جمهور ضم عدداً كبيراً من الأطفال.
وقالت كاثرين ماكفارلين التي حضرت الحفل: “كنا نمضي في طريقنا وعندما وصلنا إلى الباب وقع انفجار هائل وبدأ الجميع يصرخون”.
وأضافت “كان انفجاراً ضخماً. وكان المشهد فوضوياً. الجميع كانوا يركضون ويصرخون ويحاولون الخروج”.
وذكر شهود عيان أنّ كثيراً من الأطفال كانوا في الحفل. وأظهر فيديو نشر على “تويتر” أفراداً من الجمهور يصرخون ويركضون خارجين في المكان. وبحث عشرات الآباء عن أبنائهم في ذعر ونشروا صوراً لهم على مواقع التواصل الاجتماعي سعياً للحصول على معلومات عنهم.
ومانشستر أرينا هي أكبر قاعة احتفالات مغلقة في أوروبا وافتتحت في 1995 وتستضيف حفلات موسيقية وأحداثاً رياضية.
وقال متحدث باسم نجمة البوب الأميركية جراندي (23 عاما) إنّها “بخير”.
وعبّرت ماي، التي تواجه انتخابات خلال أقل من ثلاثة أسابيع، عن تعازيها. وقالت في بيان: “نعمل من أجل التعرف على التفاصيل الكاملة للحادث الذي تتعامل معه الشرطة باعتباره هجوماً إرهابياً مروعاً”.
وقارن مسؤولون أميركيون الحادث بالهجمات المنسقة التي نفذها متشدّدون إسلاميون في تشرين الثاني 2015 على قاعة باتاكلان للحفلات ومواقع أخرى في باريس والتي أودت بحياة نحو 130 شخصاً.
وقال مسؤولان أميركيان طلبا عدم الكشف عن اسميهما، إنّ الدلائل الأولية تشير إلى أنّ مهاجماً انتحارياً نفذ التفجير.
وقال مسؤول أميركي من سلطات مكافحة الإرهاب طالباً أيضاً عدم الكشف عن اسمه: “اختيار الموقع والتوقيت وطريقة الهجوم كلها أمور تشير إلى أنّه عمل إرهابي”.
وبريطانيا في حالة تأهب أمني عند ثاني أعلى مستوى، وهو ما يعني أنّ احتمال أن ينفذ متشدّدون هجوماً مرجح بشدة.
وقالت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية إنّها تعتقل شخصاً واحداً كل يوم في المتوسط فيما يتصل بأعمال إرهابية مشتبه بها.