لفت الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى أنّ الدولتين الوحيدتين اللتين وقفتا الى جانب لبنان ومقاومته ودعمتا المقاومة لانجاز التحرير هما ايران وسوريا، لافتاً الى أنّ من آمن بالمقاومة لم ينتظر أحداً في العالم ولا إجماعاً داخلياً ولا دعماً خارجياً لمساعدته.
نصرالله، وفي خطاب متلفز ألقاه في ذكرى المقاومة والتحرير، أشار الى أنّ أميركا والغرب قدموا الدعم والمساعدة لإسرائيل في إحتلالها للبنان، موضحاً أنّ تجربة انتصار المقاومة على العدوان تكرّرت في ساحة أخرى وعدو مختلف هو الجماعات المسلحة.
ودعا أهل عرسال والحكومة الى بذل جهود لانهاء الوضع القائم في جرود عرسال، مضيفاً: على الجماعات المسلحة في الجرود ان تعرف ان لا افق لمعركتها، ويجب استمرار الجهد الامني الرسمي في مواجهة الارتكابات التي تحصل في منطقة البقاع والامور تحسنت، ونطلب من الأهالي المزيد من التعاون.
وفي موضوع قانون الانتخاب، قال نصرالله: هناك بعض الافكار والطروحات الجديدة التي يمكن ان توصل الجميع الى نتيجة طيبة ونحن نصر على ضرورة الوصول الى قانون انتخاب جديد، ونحن قلنا لا للفراغ لا للتمديد ولا للستين. انّ الوقت يضيق يوماً بعد يوم ولكن لا زلنا نأمل في التوصل الى قانون انتخاب حقيقي، ولا بد من فتح دورة استثنائية لمجلس النواب.
وعن قمم الرياض، قال: أطمئن جميع اللبنانيين ان كل ما قيل واعلن في الرياض لن يكون له اي انعكاس على الوضع الداخلي اللبناني، وهناك تفاهم لبناني على وجود اختلاف في القضايا الاقليمية لكن مع الحفاظ على الامن والاقتصاد. بيان الرياض لم يعرض في القمة على اي من المشاركين وانّما صيغ بعد مغادرة الجميع، وموقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من البيان صادق وشجاع ومسؤول، كما أنّ موقف رئيس الجمهورية ميشال عون يؤكد أنّ ما يلتزم به لبنان هو خطاب القسم والبيان الوزاري
وإعتبر نصرالله أنّ اعلان الرياض هو اعلان اميركي ـ سعودي وهو فضيحة ومهزلة في القمم والمؤتمرات، وأغلبية الدولة المشاركة لم تعلم بهذا الاعلان، لافتاً الى أنّ ما يجب متابعته من هذه القمم هو الاتفاقات الثنائية، وأضاف: اهداف السعودية من الحشد في قممها هو تعظيم وتبجيل ترامب ومحاولة التهويل على ايران ومحور المقاومة وابراز موقعها كدولة مركزية في العالم العربي.
وهاجم نصرالله ترامب، معتبراً انّه اكثر رئيس اساء للاسلام والمسلمين وهو اكثر رئيس اساء للعرب كقومية وللسعودية ودول الخليج، كما انّه اكثر رئيس عنصري ومحب لاسرائيل وداعم لها، مشيراً الى أنّ ترامب يواجه معارضة داخلية في بلاده قد تطيح به، وقال: السعودية قدمت لترامب ما لم يقدم من غيره من الرؤساء السابقين، والسعودية سعت من وراء تعظيم ترامب الى حماية نظامها لانّه بات معلوماً انّها تقف وراء الفكر التكفيري.
ولفت الى أنّ السعودية تشعر أنّ العالم كله يتطلع إليها بعيون حمراء لذا هي بحاجة لدفع رشوة للأميركي، لافتاً الى أنّ العالم ينظر اليوم إلى السعودية على أنّها مركز الفكر التكفيري والداعم الأساسي للجماعات التكفيرية. ورداً على اتهام الملك السعودي لإيران بأنّها مركز الإرهاب العالمي، سأل: هل إيران وراء القاعدة؟، معتبراً انّ السعودية بحاجة إلى “السيد الأميركي” للحفاظ على دورها في المنطقة بعدما فشلت مشاريعها.
واشار نصرالله الى أنّ تنظيم “داعش” بداياته سعودية وتمويله سعودي وماله سعودي ايضاً، موضحاً انّ الحرب السعودية على اليمن هو ارهاب دولة بحد ذاته، وانّ السعودية تعاني من مشكلة اسمها ايران، وأضاف: السعودية قدمت كل شيء لترامب من أجل شن حرب على إيران ومحور المقاومة، هي قدمت ما يريده ترامب وهو المال الذي يسعى إليها من أجل إسرائيل.
ولفت الى أنّ السعودية أبدت استعدادها لما يريده ترامب بالنسبة لفلسطين في وقت تجاهلت القمة قضية فلسطين وأسراها، وإيران هي التي شكلت عنوان إعلان الرياض ولم يهاجمها الرئيس المصري وملك الأردن وأمير الكويت، معتبراً انّ السعودية هي التي حرضت الرئيس العراقي السابق صدام حسين من أجل شنّ الحرب على إيران، ولم تترك خلال السنوات الماضية عملاً يضعف إيران إلا وقامت به ولكنّ إيران تزداد قوة ومنعة.
وقال نصرالله: أنصح السعودية بأن تدع الصراع جانباً والحل الوحيد من أجل المنطقة هو الحوار مع إيران الجاهزة لذلك، لافتاً الى أنّ السعودية هي التي ستخسر في كل ما تمارسه ضد إيران، وأنّ إعلانات وخطابات الرياض لن تقدم شيئاً، وأضاف: المقاومون اللبنانيون والفلسطينيون أياً كان اسمهم يعرفون الطريق الذي اختاروه وما يواجهونه، والحرب على المقاومة قائمة ضدنا منذ زمن طويل وقبل قمة الرياض وبالتالي لم تحمل القمة أيّ جديد.
وفي الملف البحريني، لفت نصرالله الى أنّ جل ما يطلبه البحرينيون هو الإصلاح وقابلته السلطة بالرصاص والسجن والمداهمة والمحاصرة وصولاً إلى نزع الجنسية، مضيفاً: الرئيس الاميركي دونالد ترامب لا يخجل ولا يهمه حقوق الانسان وكل ما يريده هو الفلوس فقط، وبدل أن يبادر نظام البحرين إلى الحوار مع المعارضين السلميين عمد إلى اتخاذ خطوات تصعيدية ضدهم.
واعتبر انّ هجوم نظام البحرين الشرس على المعارضة السلمية قد يكون من بين إفرازات قمم الرياض، مطالباً الحكومة اللبنانية برفض ترحيل الشيخ عيسى القاسم من البحرين الى لبنان كما فعل العراق، لانّ الطبيعي أن يفرج عنه وأن يعيش في منزله بأمان.
وشدّد على أنّ المقاومة لا تخيفها التهديدات ولا الحرب ولا القتال، ونحن اليوم في المقاومة أقوى من أيّ زمن مضى عدداً وعدة وعزماً وإيماناً، ولا يوجد شيء جديد لنخاف منه وإسمنا مكتوب على لائحة الإرهاب منذ الثمانينات، وختم: سنبقى ندعو لوقف الحرب على اليمن وعلى المعارضة في البحرين ولوقف دعم الجماعات التكفيرية، ونكرّر بأنّ زمن الهزائم مضى وجاء زمن الانتصارات ونحن نثق بحلفائنا وبمن يقاتل إلى جانبنا، وأبناء المقاومة لن يخلوا الساحات والميادين حتى تحقيق كامل الإنتصارات التي تتطلع إليها شعوبنا.