أعلن العلامة السيد علي فضل الله، أن لم تستطع القوى السياسية الفاعلة أن تصل إلى قانون انتخابي جديد يجدد الحياة السياسية، ويساهم في مزيد من الاستقرار، حيث عاد الحديث مجددا إلى المربع الأول، وتحديدا إلى قانون الستين الذي رفضه الجميع وتبرأوا منه، ثم عادوا إليه تحت عنوان أن لا خيار آخر سواه، وأنه أفضل من الفراغ، وخصوصا بعد أن سقطت المهل ومشاريع القوانين أو أسقطت، ما قد يوحي، ولا نريد أن نجزم، بأن هناك من كان يعمل للوصول إليه.
فضل الله، وخلال إلقائه خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، قال: “نعيد دعوة القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتها في استكمال جهدها من أجل الخروج بقانون جديد يثبت قدرة اللبنانيين على النهوض بوطنهم، ولا سيما أن الحكومة أخذت على عاتقها هذا الأمر، ومعالجة كل القضايا الملحة التي تهم المواطنين، والخروج من حال التردي التي وصل إليها البلد”.
وتابع: “نقف عند القمة التي جرت أخيرا في الرياض، القمة الأميركية الخليجية والإسلامية، التي كان واضحا من خلال مجرياتها، أن الرابح فيها هو الرئيس الأميركي. فقد خرج منها بمئات المليارات من الدولارات، التي تساهم في تعزيز حضوره في بلده، وتحرك العجلة الاقتصادية فيه، وتوفر فرص العمل لملايين الأميركيين، من دون أن يعطي أي شيء في المقابل، وخصوصا بالنسبة إلى القضية الفلسطينية التي تجاهلها بشكل تام.. في الوقت الذي لم يقدم شيئا سوى سلاح هو واثق ضمنيا أنه لن يكون في مواجهة الكيان الصهيوني، فيما الخسائر ستكون فادحة للدول العربية والإسلامية.. من خلال تعميق الانقسام والتوتر داخل الساحة العربية والإسلامية، وحتى الخليجية، وإشعال الحروب والفتن، واستنزاف موارد شعوبها ودولها”.
وأضاف: “إننا نعيد التأكيد على كل الدول العربية والإسلامية التي اجتمعت في الرياض، أن الخيار الأسلم لحفظ المنطقة وسلامها، لن يكون باستجداء هذه الدولة الكبرى أو تلك، التي لا تتحرك إلا بوحي مصالحها، أو بالانخراط في مزيد من الصراعات الداخلية التي تستنزف الجميع، بل بفتح أبواب الحوار. لأنه السبيل لإزالة الهواجس، وحماية استقرار المنطقة، وتحصينها من كل عناصر التأثير السلبية الآتية من الخارج”.