كتبت جويل رياشي في صحيفة “الأنباء” الكويتية:
تربض حديقة البطاركة الموارنة في الديمان (المقر الصيفي للبطريرك الماروني) على كتف وادي قنوبين في واحد من اجمل المواقع اللبنانية شمالا.
تستقبل السياح والرواد بمواقعها المجهزة بمقاعد وطاولات صخرية فاتحة أمامهم كل آفاق المشي في الطبيعة والمطالعة والتأمل والصلاة.
في ظلال شجر الارز المعمر فيها، يستريح الزوار بعد جولاتهم في طرق المشي ومرورهم بمحاذاة المحابس والاديار والكهوف.
ولا تزال «رابطة قنوبين للرسالة والتراث» تضيف الإنجاز تلو الآخر لتصبح الحديقة مشروعا كاملا متكاملا صديقا لكل الفئات العمرية. وقد انجزت في هذا الإطار اشغال المرحلة الأولى من بناء مركز رعاية العجزة والمسنين في موقع الحديقة، وهو يتضمن حديقة ترفيهية لاستقبال المسنين وقاعات استقبال للعناية الغذائية والطبية بهم.
وفي هذا الإطار، يقول امين سر الرابطة جورج عرب في حديثه إلى «الأنباء» ان «المركز ليس مأوى للمسنين بل هو مكان سيجمعهم ضمن نشاطات سينظمها رهبان وراهبات جماعة رسالة حياة التي تقوم حاليا بإجراء احصاءات في القرى المجاورة لمعرفة اعداد المهتمين. وفي مرحلة تجريبية أولى، سيكون هناك باص لنقلهم من قراهم الى المركز حيث ستقام لهم انشطة ترفيهية اضافة الى زيارات دورية لأطباء للكشف عليهم الى العناية بنظافتهم وسائر حاجاتهم».
ويذكر ان المشروع اطلقته رابطة قنوبين للرسالة والتراث ويقدمه هبة المهندس مروان حايك تحية وفاء لوالديه، وهو حلقة من سلسلة مبادرات تتوالى لتستكمل مختلف الابعاد المتصلة بحديقة البطاركة، وهو يمثل البعد الاجتماعي الإنساني.
ويضيف عرب: «المكان هو محطة استراحة للمسنين. فغالبا عندما تزور مجموعة او عائلة المكان، يبقى الجد او الجدة في السيارة بانتظار ان ينهي أفراد العائلة الجولة التي تتطلب مجهودا جسديا لإتمامها.
الآن، أصبحت للكبار في السن حديقة وسط الطبيعة مفتوحة على عمق الوادي مجهزة بالطاولات والمقاعد ووسائل الترفيه والموسيقى الناعمة، حيث بإمكانهم شرب القهوة او القراءة في انتظار عودة العائلة. الأرض كبيرة والدراسات ارتأت انها يجب ان تلبي حاجات كل الناس».
المركز يستوعب نحو 300 مسن وهو الأول من نوعه في منطقة الشمال وسيفتتح في ختام الصيف ليشغل كاملا في ربيع 2018، علما ان البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي كان قد وضع الحجر الأساس في 2 ايلول 2016.