كتبت صحيفة “العرب” اللندنية: إعادة تموضع حزب الله على الحدود السورية اللبنانية أدخلت ارتياحا كبيرا في صفوف الجيش اللبناني، كما فتحت المجال أمام إبداء الجانب الأميركي رغبة متزايدة في تعزيز دعمه له.
ولطالما شكل وجود حزب الله على الحدود الشرقية مع سوريا ضغطا كبيرا على الجيش سياسيا وشعبيا وأمنيا.
وكشف العميد المتقاعد في الجيش اللبناني ناجي ملاعب أن الولايات المتحدة مهتمة بتزويد لبنان بأسلحة نوعية لدعمه في محاربة الإرهاب على حدوده، بعد قرار حزب الله تغيير التموضع في هذه المنطقة. وأضاف أن “الحزب قرر ترك الحدود اللبنانية السورية من الجهة اللبنانية، وإعادة الانتشار من الداخل السوري، حيث أن الضغط في البادية السورية والجنوب استدعى نقل عناصره لدعم الجيش النظامي في معاركه هناك”.
ووفق العميد “أصبحت للجيش اللبناني مهمات مضاعفة، وهي تغطية كامل الحدود اللبنانية السورية، التي تقدر بـ350 كلم، علما بأنه ينشر على هذه الحدود ثلاثة أفواج برية، وطلب من الحكومة تطويع أربعة آلاف عسكري جديد، فوافقت على تطويع 2000 عسكري”.
وقال “انطلاقا مما تقدّم، نشهد في هذه المرحلة اهتماما أميركيا واضحا بتفاصيل حاجات الجيش العملياتية، التي تمكنه من حفظ الأمن على طول الحدود مع سوريا”.
وخاض الجيش اللبناني خلال الست سنوات الماضية جولات قتال متكررة مع التنظيمات الجهادية على الحدود السورية اللبنانية، والتي يتحمل حزب الله المسؤولية الأولى في استدراجها إلى تلك المنطقة بسبب انخراطه في الأزمة السورية.
ونقلت المستجدات التكتيك العسكري من الوضع الدفاعي إلى الهجومي، حيث سجلت إغارات للقوات الخاصة في الجيش اللبناني على أماكن محتملة لتواجد إرهابيين مقابل مناطق عرسال والقاع، لا سيما وأن قائد الجيش العماد جوزيف عون كان القائد المسؤول عن تلك المناطق قبل ترقيته وتعيينه قائدا للجيش (في مارس)، وفق العميد المتقاعد.
وعن نوعية السلاح الذي زودت به الولايات المتحدة لبنان مؤخرا، وهي نوعية تسلمها للمرة الأولى، قال ملاعب إن الجيش “تلقى على شكل هبة، أسلحة مضاد للدروع، وآليات لنقل العسكريين وأسلحة خفيفة ومتوسطة”.