كتبت صحيفة “المستقبل”: خمس سنوات على جريمة استشهاد المقدم في الجيش عباس جمعة في محلة الغبيري، لم تتمكن خلالها المحكمة العسكرية من استجواب المتهم الوحيد فيها حسن كركي المعروف بـ «عنتر» الذي خرج«من بطن امي مزوّر، ولا يستطيع احد ان يطالني»، الى ان جاء يوم 21 ايلول من العام 2012 عندما قامت قوة من مديرية المخابرات في الجيش بمداهمة محله في الغبيري فعمد حينها الى اطلاق النار عليها داخل محله فاصاب اربعة عسكريين ما ادى الى استشهاد احدهم الضابط جمعة برصاصة قاتلة في رأسه.
كركي الذي كان تحت حماية اللجنة الامنية التابعة لحزب الله في الضاحية، حمّل دون خجل، مقتل الضابط للضابط نفسه «لانه لم ينسّق مع اللجنة الامنية لمداهمتي ضمن المربع الامني».
لم يكتف كركي بهذا الاتهام وانما تحدث عن امتلاكه تسجيلات تثبت كيفية حصول المداهمة من اشخاص اعتقدهم للوهلة الاولى بانهم من آل المقداد بسبب وجود ثأر بينه وبينهم، وذهب الى ابعد من ذلك حين زعم بانه اعتقد ايضا ان «المسلحين الذين دهموني هم من الاميركيين»، وحجته في اطلاق النار عشوائيا للفرار هي انهم لم يكونوا يرتدون السترات العسكرية للتعريف عن انفسهم.
اربعة من العسكريين من فوج المكافحة في الجيش الذين يعدون من النخبة، اطلق «عنتر» عليهم النار، من دون هوادة، وهو المطلوب بجرائم تزوير، «نعم انا مطلوب بتزوير وانما لست ارهابيا»، ليقدم العسكريون على مداهمته بهذه الطريقة-قال كركي بنبرة عالية- ليضيف وبنفس الوتيرة«بركي كنت مسؤولا في حزب الله، فكيف يفعلون ذلك من دون التنسيق مع اللجنة الامنية».
ضمن المربع الامني، لا يمكن له تجاوزه «لان الحزب مانعني وحاميني»، يقول كركي في استجوابه امس امام المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن حسين عبدالله الذي لفت المتهم الى ان العملية لم تتم الا بامر من قيادة الجيش وهذه مهمة سرية لتوقيفه، فرد بلامبالاة:«شو هالرجل المهم انا، وما حصل كان محاولة لاغتيالي وكنت ادافع عن نفسي». ويروي كركي يوم الحادثة عندما داهمه اربعة مسلحين لاحظ ان اثنين منهم يحملان مسدسات وكان حينها وراء«الكونتوار» عندما شهر مسدسه وراح يطلق النار بين المسلحين الذين كانوا بلباس مدني بهدف الفرار، وعندما علم بانهم امنيون سلم نفسه. وتابع يقول ان اشكالا وقع قبل شهر من الحادثة بينه وبين آل المقداد وعمد الجيش حينها الى تقسيم الشارع بينه وبين تلك العائلة«ولو ارادني الجيش حينها لاوقفني»، وتناول واقعة تخص الضابط الشهيد مع الاميركيين ولذلك اعتقد ايضا ان المسلحين الذين داهموه هم من الاميركيين.وقال ان لديه كاميرات مراقبة في محله تظهر كيفية حصول الحادثة وسيعرضها في الوقت المناسب.وبسؤاله قال:«انا لم ارد ان تحصل نهر بارد جديدة فسلمت نفسي». وهل كنت ستقتل آل المقداد لو كانوا هم المداهمون فاجاب:«لم اقصد القتل، وما اصابة الضابط الشهيد في رأسه سوى لانه هو الذي بادر الى اطلاق النار. وسأله رئيس المحكمة عن ان الضابط حاول تهدئته قبل اطلاق النار فاجاب المتهم:» انما بلمح البصر استدار واطلق النار فرديت بالمثل لادافع عن نفسي، وهو استدار ووضع المسدس في رأسي وانما انا كنت اسرع منه ولم اعرف هوية الذي اصبته، كان في غلط منهم». وتابع:«لا يحق لهم ان يداهموا او يأتوني الا بإذن ».
وقررت المحكمة رفع الجلسة الى 13 تشرين الاول المقبل لسماع شهود.