تقرير “ايلاف”:
استعرض الأطباء الألمان نظام “الحلقة المغلقة الهجين” لضخ الإنسولين في الدم، وقالوا إنه يعمل بوصفه بنكرياس صناعي مخصص للأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول.
وقال الأطباء في مؤتمر صحافي عقدوه على هامش مؤتمر أطباء جمعية السكري الألمانية، في هامبورغ، إنهم يتوقعون وضع البنكرياس الصناعي بتصرف الأطباء والمرضى في العام القادم. وينعقد المؤتمر 52 للجمعية بحضور أطباء مختصين بالسكري من ألمانيا والعالم بين 24 و 27 مايو الجاري.
الحلقة المغلقة
طور النظام فريق من أطباء عيادة” آوف دير بلوت” في مدينة هانوفر الألمانية، وتمت تجربته بحضور فريق من الأطباء الدوليين. وأطلقت البروفيسورة أولغا كوردنوري على النظام البنكرياسي اسم “نظام الحلقة المغلقة الهجين” للأطفال تمييزًا له عن نظام “الحلقة المغلقة” الذي استخدم قبل فترة وجيزة في معالجة مرضى السكري من النوع الثاني، أو سكري تقدم العمر.
النظام معروف منذ سنوات ويستخدم لتنظيم ضخ الإنسولين أوتوماتيكيًا في الدم بحسب حاجة جسم المريض. وظهر النظام في ثمانينيات القرن الماضي بشكل عبوة إنسولين صغيرة تزرع تحت الجلد، ويتولى المريض بنفسه ضخ الإنسولين إلى جسمه من خلالها. إلا أن نظام الحلقة المغلقة يتيح زرعه في الجسم، ويتولى بنفسه قياس نسبة السكر آليًا، ويتحكم بكميات الإنسولين المطلوبة أوتوماتيكيًا أيضًا.
يرى الأطباء في البنكرياس الصناعية أملًا لأكثر من 31 طفل ألماني يعانون ارتفاعًا حادًا في مرض السكري في الدم، ويستخدمون الحقن يوميًا لتنظيم الإنسولين في أجسادهم. ويرتفع عدد الأطفال المعانين من السكري من النوع الأول إلى أكثر من 300 ألف طفل وقاصر.
أجيز في أميركا
ذكرت كوردنوري أن البنكرياس الصناعي يتالف من ثلاثة أجهزة منمنمة، وهو مضخة لضخ الإنسولين إلى الجسم، ووحدة استشعار خاصة لقياس نسبة الغلوكوز في الدم، وكومبيوتر صغير ينظم عمل الجهازين الأولين. وتتصل الأجهزة الثلاثة مع بعضها، وتعمل سوية، بشكل لاسلكي.
اضافت كوردنوري، رئيسة عيادة “آوف دير بلوت”، أن نظام “الحلقة المغلقة الهجين” أجازته السلطات الصحية في الولايات المتحدة بعدما أخضعه فريق من العلماء لاختبار. هذا النظام يضخ الإنسولين أتوماتيكيًا بحسب حاجة الجسم خلال ساعات اليوم، إلا أن على المريض تناول الكمية التي يحتاجها بنفسه في أثناء تناول الوجبات.
اثبتت الفحوصات السريرية كفاءة البنكرياس الاصطناعية، بحسب تصريح كوردنوري. وتمكن النظام من تنظيم عملية الاستقلاب في أجسام المرضى ككل، كما قلل إلى حد بعيد مخاطر التعرض لصدمة انخفاض السكري.
يبقى أن المرضى بحاجة إلى تدريبات ودروس كي يتمكنوا من التعامل مع البنكرياس المزروعة وتنظيم عملها.
بنكرياس لمرضى السكري
توصل الأطباء البريطانيون في تشرين الثاني الماضي إلى نتائج مماثلة مع مرض السكري من النوع الثاني من البالغين. وقال أطباء من كمبردج حينها إنهم استخدموا بنكرياس صناعي يعمل بنظام “الحلقة المغلقة” في معالجة المرضى في مستشفى أدينبروكس.
أجرى البريطانيون تجاربهم على 60 مريضًا بالغًا يعانون مرض السكري من النوع الثاني، وقسموهم مجموعتين: تم زرع البنكرياس الصناعي في نصفهم لتنظيم ضخ الإنسولين، في حين عولجت المجموعة الأخرى بالإنسولين عبر الحقن.
بعد ثلاثة أيام من التجارب السريرية، اتضح أن أفراد المجموعة الأولى حافظوا على نسبة غلوكوز في الدم ثابتة طوال 60 في المئة من فترة التجربة، بينما لم تزد هذه النسبة في المجموعة الثانية عن 38 في المئة. كما انخفضت في الوقت ذاته مخاطر صدمة السكري بشكل ظاهر بين أفراد المجموعة التي تلقت البنكرياس الصناعي.
وعبر العلماء البريطانيون عن أملهم في تحسن عمل البنكرياس الصناعي في السنوات المقبلة. وتحدث بعض التقارير الطبية عن صعوبة تمرين المرضى على النظام، كما تحدثت تقارير أخرى عن “توقف” في عمل البنكرياس الصناعي بين فترة وأخرى، وهو ما ينبغي على علماء كمبردج تجاوزه.