أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انه مهما تفاقمت الأمور وبلغت الخلافات السياسية أشدّها وحتى الاشتباك السياسي الرئاسي الخطير، لا عودة الى “الستين”، كاشفًا عن ان القانون الانتخابي قطع 95 في المئة من مخاضه نحو الولادة والخمسة الباقية تفاصيل لا يمكن ان تعثّر بلوغ الهدف، وسنواجه بالمتاح والممكن مهما كلّف الامر”. كما قال.
جعجع وفي حديث لـ”المركزية” اعتبر ان اكبر انتكاسة يمكن ان تصيب اللبنانيين والعهد والمؤسسات الدستورية هي العودة الى “الستين”، مضيفًا :”من هذا المنطلق نصّوب جهودنا وخطواتنا لقطع الطريق عليه، وكل ما تبقى تفاصيل.
واوضح ان في المفاوضات يسعى كل فريق الى الحصول على الحد الاقصى من مطالبه، وهو ما ينطبق على الجميع، لافتًا الى ان الامور بشأن قانون الانتخاب تسير في الاتجاه الصحيح في ما يتصل بالضوابط، فلا شيء يؤخذ عنوة او فرضا في لبنان، بل بالحوار والنقاش الذي يحكم مسار المفاوضات اليوم ومن ضمنها “ضوابطنا”، وكشف انهم توصلوا الى حل في ما يتصل بعدد الدوائر”.
هذا ورأى ان الاشتباك السياسي بات امرا واقعاً، مضيفًا: “كنا نتمنى لو لم نصل اليه، لكن الدستور هو الحكم، في غض النظر عن كل الاعتبارات الشخصية”. ولفت الى أن الدورة الاستثنائية لا تُفتح الا في حالتين اما بمبادرة من رئيسي الجمهورية والحكومة او عريضة يوقعها 65 نائبا تتمنى على رئيس الجمهورية اتخاذ المقتضى مع رئيس الحكومة في هذا الاتجاه، معتبرًا أن اجتهاد الرئيس نبيه بري فغريب من جانبه بالذات، وهو العليم في هذا المضمار، اذ ان النص شديد الوضوح لا يحتمل التأويل ولا مكان للاجتهادات فيه.
واضاف: “استنادا الى النص الدستوري، أجد نفسي الى جانب رئيس الجمهورية في موقفه المتصل بفتح الدورة الاستثنائية، وعسى ان يلتزم الجميع به، كخيار وحيد لحلّ مشاكلنا كافة”.
هذا واكد جعجع ان العلاقة بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ليست على ما يرام ولا كما يُفترض ان تكون، لكنها لا تحملني على الاعتقاد بوجود مؤامرة كبرى، وكل ما يجري يندرج في فلكها. كما قال.
واذ شدد على ان سوء العلاقة بين عون وبري يؤثر في الكثير من الملفات، قال رئيس “القوات”: “مهمتنا كقوى سياسية ضنينة على نجاح العهد وحسن سير المؤسسات الدستورية كافة، البحث عن مخارج لترتيب الامور ولجم تداعياتها، وهو ما نقوم به في اللحظة من خلال حركة اتصالات لا تهدأ وصولا الى تخفيف حدة الاشتباك السياسي الرئاسي على الاقل، اذا لم نفلح في فكه”.
وتمنى ان يشكل “افطار القصر” الخميس المقبل مناسبة لبلوغ الهدف، آملاً في نجاح الاتصالات قبل هذا الموعد لان لا مصلحة لأي جهة باستمرار هذا الاشتباك.
وردًا على اتهام “القوات” بتكريس المذهبية والطائفية في طلبها نقل بعض المقاعد من دوائر الى اخرى، سأل جعجع، هل يُعقل ان يحظى الفا مقترع ماروني في طرابلس مثلا بمقعد نيابي ويُحرم منه عشرة الاف في البترون او عشرون الفا في جبيل مثلا؟ وكما في الشمال كذلك في بيروت وغيرها، لمَ الاصرار على ادراجه في الخانة الطائفية لا في اطار العدالة بين المواطنين. وهل من العدالة ان تكون مقاعد لا اناس تتمثل فيها وأناس لا مقاعد لتمثلها؟ ايجوز السكوت عن هذه الوضعية ام يجب تصحيحها؟
وشدد على ان قنوات التواصل مفتوحة بالكامل بين التيار والقوات في الملف الانتخابي والتنسيق في اعلى مستوياته، لفت الى ان التيار ايجابي جدا في القانون المطروح لكنه ينتظر نضوج المفاوضات للاطلاع على التفاصيل كافة ووضع القانون في ميزان التقويم لابداء الموقف النهائي.