تقرير “ايلاف”:
أصبحت مصافحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب موضع اهتمام دولي، ما دفع علماء نفسيين الى تحليل حركته “التكتيكية” هذه.
وكانت مصافحة ترامب اللافتة بشدة قبضته على يد المقابل اثارت استغراباً واسعاً خلال مشاركته في قمة حلف الأطلسي اخيراً، حين بدا وكأنه يلوي ذراع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى حد الإيلام.
وقبل افتتاح مقر حلف الأطلسي الجديد في بروكسل، جرّ ترامب ذراع الرئيس الفرنسي بقوة كادت أن تدفعه الى الجانب الآخر. وتعيّن على ماكرون أن يسند ذراعه الأخرى على ترامب نفسه لتحرير نفسه.
استاذ علم النفس في جامعة الينوي الأميركية البروفيسور فلورين دولكوس وصف مصافحة ترامب بأنها “حركة تكتيكية”. وقال دولكوس لصحيفة “هفنغتون بوست” إنها حركة تهدف في الأساس الى “تأكيد الهيمنة”. وأضاف انه لا يدري لماذا يفعلها ترامب، لكنه على ما يبدو يذهب بعيداً في محاولته.
واستأثرت مصافحة ترامب القوية بالعناوين الرئيسية في السابق، بدءاً باعتصار يد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لمدة 19 ثانية متواصلة.
ولاحقًا كاد ترامب أن يجرّ مرشّحه لعضوية المحكمة العليا القاضي نيل غورساتش، بحيث يرفعه عن الأرض بمصافحة قوية خلال مراسم اعلان تعيينه.
وقال خبير حركات الجسد دارن ستانتون لصحيفة “الاندبندنت” إن الهدف الأساسي من قبضة الرئيس المحكَمة على يد المقابل هو تأكيد “القوة والسيطرة”. واضاف ستانتون “أن ترامب يقول بذلك إن هذا مكاني، وهذا زماني، أنت ضيف، وقواعد بيتي تسري عليك”.
وافادت تقارير أن بعض زعماء العالم أخذوا يعدّون أنفسهم لمصافحة قد يتعيّن عليهم أداؤها ذات يوم مع الرئيس الاميركي. وأثار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الانتباه الى قبضته القوية على يد ترامب، حين التقى الاثنان في شباط الماضي، في حين ان الرئيس ماكرون اعترف بأنه تعمد إطالة مصافحته مع الرئيس الاميركي لاستعراض قوته.
وقال ماكرون “إن مصافحتي لم تكن بريئة وعلينا ان نبيّن اننا لن نقدم تنازلات صغيرة، ولا حتى تنازلات رمزية وفي الوقت نفسه عدم المبالغة بالأشياء”.
لكن لا شيء يستطيع أن يهيّئ زعماء العالم لحركة أخرى يتميز بها ترامب هي الامتناع عن المصافحة اصلاً.
وكان ترامب تجاهل النداءات التي أُطلقت صوبه لمصافحة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، حين زارت البيت الأبيض في آذار. وقال لاحقًا انه لم يسمع تلك النداءات.
وخلال احدى لقاءات ترامب مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ايار بدا غافلاً عن يد نتنياهو الممدودة.
وقال البروفيسور دولكوس “إنها طريقة أخرى لتحديد المرتبة، وهي انه هو مَنْ يبادر الى مد اليد” ، وكأنه يقول “أنا لن اتجاوب حين تكون انتَ المبادر وسأتجاهلك على الأرجح، ثم أعود اليك وحينذاك نتصافح ولكن ليس حين تكون أنتَ المبادر الى المصافحة”.