Site icon IMLebanon

لبنان من “الأباتشي” إلى “السوبّر توكانو”

 

 

كتبت مارلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”: كشَف الدكتور طوني بريدي مستشار عضو الكونغرس الأميركي المسؤول عن لجنة القوات المسلحة دانكن هانتر، أنّ الأخير ساعد الجيش اللبناني دائماً للحصول على أحدث الأسلحة من طائرات ومدفعية وذخيرة ومعدّات متنوّعة ومتطوّرة، كاشفاً أنّ ضبّاط طيران لبنانيين يتدرّبون حاليّاً في الولايات المتحدة الأميركية على استخدام طائرات «سوبر توكانوـ A29».وعن مساعي هانتر المستمرّة لدعم الجيش اللبناني، قال بريدي «إنّها خطوات سرّية خاصة بالجيش اللبناني، لذلك لم يعلن عنها مسبقاً في الإعلام». لافتاً إلى أنّه سلّم قائد الجيش العماد ميشال عون دعوةَ هانتر لزيارة واشنطن للبحث في حاجات الجيش من حيث نوعية الذخيرة والأسلحة المطلوبة والتي يفضّلها الجيش اللبناني، مثنِياً على نتائج الزيارة الناجحة التي ستترجَم ثمارها في المستقبل.

وكشف بريدي أنّ دخول أيّ أسلحة جديدة إلى المنطقة، وخصوصاً إلى لبنان، دونه عقبات وتلزمه موافقة ومحادثات أميركية مع إسرائيل التي كانت وما تزال تعترض على دخول هذه النوعية من الأسلحة إلى لبنان بحجّة أنّها ستؤول إلى «حزب الله».

وأكّد «أنّ تلك العقبات كنّا وما زلنا نتخطّاها بفضل مساعدة عضو الكونغرس الأميركي دانكن هانتر الذي يدعم لبنان منذ زمن، بعد أن أصبح متمكّناً من الملف اللبناني».

وذكر بريدي أنّ هانتر أكّد له «أنّ الآتي إلى لبنان أعظم مِن حيث المساعدات العسكرية المتطوّرة المقبلة». وكشف بريدي «أنّ طائرات الـSuper tucano ستبدأ بالوصول تدريجاً إلى لبنان في مطلع تشرين الأوّل المقبل، وتَليها معدّات وذخائر متنوّعة أخرى ستُسلَّم تباعاً، علماً أنّ مميّزات طائرة الـSuper tucano تُناسب طبيعة لبنان وتلبّي متطلّبات الجيش وتمسَح الأرض على نطاق واسع، وهي قاذفة صورايخ ومزوّدة مرصداً ورداراً قوياً ومنظاراً ليليّاً، وهي طائرة هجومية وتتميّز بسرعتها الفائقة.

وكشَف بريدي لـ«الجمهورية» أنّ طلب لبنان كان في البداية الحصول على طائرات «أباتشي»، إلّا أنه وبعد رفضِ إسرائيل للأمر، عاد واختار الـ«سوبر توكانو» التي وجَد أنها تُناسبه أكثر، سواء من جهة وضعيةِ الجيش، أومن حيث طبيعة الأرض.

مبادرات

وعن مبادرات هانتر تجاه لبنان، قال بريدي إنّ هانتر بَعث منذ يومين برسالة مباشرة إلى السفارة الأميركية في عوكر طالباً منها إعادةَ قراءة ملف الطفلة كاريل العلم (6 سنوات)، والتي كانت مسافرة إلى الولايات المتحدة الأميركية لإجراء عملية جراحية في مستشفى سان لويس للأطفال، إذ لديها شَلل مزمن بسبب ولادتها المبكرة.

وكانت العائلة قد أرسلت مسبَقاً مبلغاً من المال إلى المستشفى التي ستُجرى فيها العملية، إلّا أنّ السفارة رَفضت إعطاءَها التأشيرة، فقصَد ذووها في لبنان بريدي طالبين توسُّطَه لدى السفارة الأميركية، فسارَع بدوره إلى الاتصال بهانتر الذي وجَّه على الفور رسالةً من الكونغرس إلى السفارة الأميركية في بيروت طالباً إعادةَ النظر في طلبِ الطفلة سمعان وإعطاءَها التأشيرة، كذلك اتّصَل شخصيّاً بالسفارة مؤكّداً طلبَه. ويوضح بريدي أنه يروي تفاصيل هذه الواقعة للإضاءة على المتابعة الشفّافة التي يوليها هانتر لملفّ لبنان ولقضايا شعبه.

السفير الجديد

ويكشف بريدي أنّ لغطاً واسعاً حصَل أخيراً في مختلف وسائل الإعلام حول اسمِ السفير الأميركي الجديد المتوقع تعيينُه في لبنان، لافتاً إلى أنّ اسمه طرِح أيضاً من بين هؤلاء الأسماء من دون عِلمه أو حتى سؤالِه.

كذلك عاوَدت إحدى الوسائل الإعلامية منذ يومين نشرَ اسمِه والقولَ إنّه لم يعُد مدرَجاً على لائحة الأسماء المطروحة بسبب انتقاده سياسةَ الرئيس الأميركي على شبكة التواصل الاجتماعي، الأمر الذي نفاه بريدي جملةً وتفصيلاً، كاشفاً أنّ الإدارة الأميركية متمسكة حتى الآن بالسفيرة اليزابيت ريتشارد «التي تقوم بدورها على أحسن ما يُرام».

لافتاً إلى «علاقتها الجيّدة مع مختلف الأطراف»، وكاشفاً «أنّها تَبذل جهوداً حثيثة لمساعدة الجيش اللبناني والاقتصاد، وهي تتقيّد بتفانٍ بتعليمات الإدارة الأميركية التي يهمّها كثيراً مراقبة الوضعِ الأمني اللبناني وحمايتُه». وينقل بريدي عن قريبين من ترامب «أنّ المسؤولين الأميركيين لا ينوون الآن استبدالَ السفيرة ريتشارد بأيّ اسمٍ آخر، وأنّ كلّ التسريبات التي راجت في الإعلام أخيراً حول الموضوع هي إشاعات مغلوطة.

رسالة ترامب

ويكشف بريدي أنّ رسالة الشكر التي وصَلت إليه من الرئيس دونالد ترامب شاكراً مساعيَه لخدمة أميركا ومساعدتَه في الحملة الانتخابية، هي «أكبر دليل» على أنّه لم يؤيّده فقط، بل ساعد في وصوله إلى سدّة الرئاسة، لافتاً إلى أنّ الملف الخاص بسيرة عمله أرسَله هانتر إلى الإدارة الأميركية التي «ستتّصل به في الوقت اللازم»، وفق ما قال له ترامب في «رسالة الشكر».

وكشَف بريدي أنّ هانتر رشّحه لدى ترامب ليتمّ تعيينه مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كاشفاً أنّ الملف ما زال في عهدة الإدارة الأميركية، واحتمال فوزه بالمنصب وارد، مؤكّداً «أنّها كانت مبادرةً شخصية لهانتر، وليس بطلب شخصي منّي، إذ إنّ هانتر أراد إيصالَ أناسٍ أكفياء لتوضيح سياسة ترامب في الشرق الأوسط وللتوضيح أنّها ليست عدائية، وأنّ حربَها ليست مع المسلمين أو مع البلدان العربية عموماً، بل على العكس، هي لمدِّ الجسور بين الدول العربية والولايات المتحدة».

وكشَف بريدي عن أنّ هانتر لاحَظ صلاته الوثيقة مع جميع المسؤولين السياسيين في كافة البلدان العربية، فضلاً عن الدور الذي لعبَه في مساعدة الجيش اللبناني، وأنّه على هذا الأساس أرسَل ملفَّه إلى ترامب. إلّا أنّ بريدي أصرَّ على أنّه لم يطلب يوماً تعيينَه لا سفيراً ولا مبعوثاً خاصّاً.

عيسى سفيراً في واشنطن؟

وعن تعيين السيّد غابي عيسى سفيراً للبنان في واشنطن، قال بريدي إنّه قرأ الخَبر في صفحة أحد الإعلاميين نقلاً عن موقع إخباري أجنبي اسمُه CH23. واستغرَب بريدي الأمرَ مستبعداً قبولَ الكونغرس الأميركي بعيسى أو بأيّ شخصية تحظى بمباركة «حزب الله»، لأنّ الخبر المنقول يشير إلى أنّ الاجتماع الأخير بين الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله ووزير الخارجية جبران باسيل تمَّ خلاله الاتفاق على تعيين عيسى سفيراً لواشنطن بعد اختياره من بين أربعة أسماء مطروحة نظراً لقربه من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خصوصاً في حقبة 2003 ـ 2004 التي مهَّد فيها عيسى الطريقَ لعون للاجتماع بالرئيس بشّار الأسد وتصفيةِ الخلافات القديمة بينهما، علماً أنّ الخبر يلحَظ أيضاً أن لا خبرة سياسية أو ديبلوماسية لعيسى تؤهّله توَلّي هذا المنصب، ولكن أُعطيَ له «مكافأة».

ويؤكّد بريدي لـ«الجمهورية « أن لا معرفة بينه وبين عيسى، ولا يكنّ له أيَّ سوء، إلّا أنّ معرفته وقربَه من عمل مجلس الشيوخ ومن مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس روبرت كوركر الذي زار لبنان أخيراً تَجعله يؤكّد «أنّ عواقب هذا التعيين، لو كان حقيقةً، ستكون سيّئةً على لبنان، لأنّ الكونغرس لن يتعاون مع عيسى، خصوصاً إذا كان ما نقل صحيحاً بأنّ «حزب الله» يبارك تعيينه».

موسسات على لائحة العقوبات

وفي سياق آخر، يقول بريدي إنّ لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس برئاسة آد رويس التي تُحضّر مسوّدة العقوبات على «حزب الله»، أضيفَت إليها أسماء جديدة فضلاً عن أسماء شركات حكوميّة ومؤسسات مصرفية لها علاقة بـ»حزب الله» ومن شأنها إضعافُ الاقتصاد اللبناني، الأمر الذي لا يهمّ الإدارة الأميركية، إذ إنّ أولويتَها اليوم هي إضعاف «حزب الله» بأية وسيلة.