ودعت منطقة المصنورية ابنها الشاب روي حاموش الذي قتل ليل الثلاثاء الأربعاء برصاص سلاح “الزعران” على طريق الدورة – الكرنتينا، بمأتم مهيب تحول الى عرس، وسط دموع الحزن واللوعة من الاهل والاقارب ورفاق الجامعة والاصدقاء، الذين حملوا النعش على الاكف وسط نثر الارز الورود والزغاريد.
واحتفل بالصلاة لراحة نفسه في كنيسة الروم الارثوذكس، في حضور جويس أمين الجميل ممثلة الرئيس أمين الجميل، وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، النائبين ميشال المر وسامي الجميل، امين سر تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان، رجا مخيبر ممثلا رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، رئيسة اتحاد بلديات المتن ميرنا المر ابو شرف وشخصيات رسمية وسياسية وقضائية وروحية وحشد من ابناء البلدة.
وترأس الصلاة الجنائزية كاهن الرعية الاب روبير سيمون الذي القى عظة بعد تلاوة الانجيل المقدس، قال فيها: “قال الرب لقايين أين هابيل أخوك؟ فقال لا أعلم، أحارس أنا لأخي؟ فقال الله: ماذا فعلت؟ دم أخيك صارخ إلي من الأرض”.
وأضاف: “يا اخوة، دم روي ودم جميع الأبرياء الذين سقطوا بسبب هذه الجرائم المروعة التي نشهدها في لبنان تصرخ الى الله وتطلب العدالة على هذه الأرض وفي السماء، والله يقول للمسؤولين في لبنان: ماذا فعلتم بالشعب الذي أنتم مؤتمنون على حمايته؟ الى متى سيبقى اللبنانيون تحت رحمة قلة قليلة من المجرمين؟ الله يقول للمسؤولين على لسان آشعيا النبي: الويل لكم لأني انتظرت منكم إحقاق الحق، فإذا سفك دم، وعدلا، فإذا صراخ المظلومين”.
وتابع: “لذلك على المسؤولين أن يبدأوا الاهتمام بهذا الشعب، وأن يضبطوا هذا السلاح المتفلت. وثانيا، عليهم أن يقدموا الى العدالة، المجرمين حتى ينالوا الجزاء الذي يستحقونه”.
وقال: “يا عائلة روي، سفر الحكمة يقول: “أما البار، فإنه وإن عجلته الموت فإنه يستقر في الراحة، فشيم الإنسان هو الفطنة والحياة المنزهة عن العيب. كان مرضيا عند الله، فنقله، خطف لكي لا يفسد الشر بصيرته ولا يغوي الغش نفسه”.
أضاف: “روي لم يمت، لكنه انتقل من هذا الدهر الخداع الشرير الى الحياة الأبدية، لأن كل من آمن بالمسيح، وإن مات بالجسد، فسيحيا، كما قال يسوع لأخت أليعازر وعنى بهذا القول، إن الموت هو ابتعاد عن الله، أما الذين يعرفون الله، أي الذين يعيشون بحسب تعاليمه ووصاياه، فهؤلاء لا يعتريهم موت، لأنهم متحدون بالله، مصدر الحياة. روي وإن كان انتقل عنا في ربيع العمر إلا أنه كان يحيا بمخافة الرب، مؤمنا، محبا، وديعا، متواضعا، مهذبا، أمينا، صادقا، لذلك هو واقف الآن أمام العرش الإلهي، مع جميع الأبرار والصديقين والمسيح الذي في وسط العرش، يرعاه ويقوده الى ينبوع الماء الحي”.
وختم: “إني باسمي وباسم جميع إخوتي الكهنة وجميع الإخوة الحاضرين، أتقدم إليكم بأحر التعازي، وأطلب من الرب أن يعزي قلوبكم ويمسح كل دمعة عن وجوهكم، ويضع مكانها السلام. يا روي مغبوط السبيل الذي تسير فيه اليوم، لأنه تهيأ لك مكان الإرتياح، فأنت اليوم في ملكوت السماوات تحيا مع المسيح القائم من بين الأموات. المسيح قام حقا قام”.
وبعد الصلاة كانت كلمات للعائلة ولزملاء الفقيد في جامعة الروح القدس – الكسليك ولاصدقائه عبرت عن “الالم والحزن الشديدين بفقدان روي الذي دخل الى الكنيسة ملاكا بدل ان يدخل اليها عريسا”، داعية الى “نزع السلاح المتفلت”، آملة ان يكون “موت روي نهاية الاحزان وبداية زمن الدولة”.
بعد ذلك، تقبلت العائلة التعازي في صالة الكنيسة، وووري الجثمان في الثرى بمدافن العائلة.